إطلاق برنامج تدريب لتشجيع المواطنين على العمل في القطاع الخاص

أعلن مركز “ريادة” إطلاق برامج للتدريب المهني، بهدف استقطاب المواطنين للعمل في القطاع الخاص بالدولة، وذلك في مؤتمر صحفي عقد في مقر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة. وكشف صلاح الحليان مستشار التأمين والاستثمار في شركة غولف انشورانس للاستشارات أن الدولة تستقبل 400 ألف عامل أجنبي سنوياً. ولفت الحليان إلى أن هذا العدد الكبير للعمالة الأجنبية مرده عزوف الشباب المواطنين عن العمل في القطاع الخاص، موضحاً حاجة الدولة إلى وجود مؤسسات خاصة تعنى بالتدريب المهني، خصوصاً للمواطنين وتدريبهم للعمل في القطاع الخاص وفي مجال الصناعة والحرف اليدوية وتوجيه أفراد المجتمع إلى أهمية ذلك العمل وتغيير النظرة السائدة عن العمل الحرفي، إضافة إلى التأهيل الذهني للمواطنين بأن العمل في القطاع الخاص يختلف تماماً عن القطاعات الأخرى. وأكد ضرورة التعامل مع مثل هذه الحرف بشكل مهني ومحترف والابتعاد عن أولئك الذين لا يحملون أي شهادات مهنية تؤهلهم للعمل في هذا القطاع، موضحاً أن الشهادات المهنية تسهم بشكل كبير في حماية الأطراف من التضرر بأي شكل من الأشكال. وقال الحليان إن القطاع الخاص يحتاج إلى كثير من العزيمة والمثابرة والجهد، إضافة إلى النظرة الإيجابية للاستمرار في العمل والتي تقود التجربة في النهاية إلى النجاح والابتعاد عن الاعتقاد أن العنصر المواطن مستهدف فيه نظراً لوجود جنسيات متنوعة أخرى في نفس المجال، مشيراً إلى أن هذا القطاع له مستقبل واعد ويعود بالنفع الكثير بالرغم من انه محفوف بالمخاطر ولكن نتائجه في الأغلب تكون مربحة ومرضية. وناشد مستشار التأمين والاستثمار أصحاب الشأن والمسؤولين بضرورة توفير المرشد المهني الذي يقوم بدور فعال من خلال قيادة المواطنين في العمل الخاص وتدريبهم في المجالات المهنية المختلفة مما يمكنهم من اكتساب الخبرة والمهارة للعمل في المجال. كما طالب أفراد المجتمع بضرورة تعزيز ثقافة العمل في الإمارات ابتداء من المنزل بحيث يوجه الآباء أبناءهم بضرورة الاعتماد على أنفسهم في إصلاح الأدوات وتركيب المصابيح وإعطائهم الفرصة لعمل ذلك. ومن جانبه أكد خالد مقلد مدير تطوير الأعمال في مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية أن المؤسسة تبذل كل جهودها من أجل تأهيل وتمويل ومتابعة المواطنين من كلا الجنسين الراغبين في خوض تجربة العمل في القطاع الخاص كما أنهم لا يتوانون عن متابعة أعمالهم في هذا القطاع. وأضاف مقلد أن مركز ريادة التابع لمكتب سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ساهم في هذه العملية من خلال إطلاق ثلاثة مسارات أولية في مجال التأهيل المهني للمواطنين والتي تتضمن الميكانيكا والضيافة والتصوير حيث تم اختيار هذه المسارات بناء على دراسة قامت بها مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية حول مؤشرات السوق والقطاع الخاص التي تجتاحها العمالة الأجنبية. وقال إن قطاع الميكانيكا يشكل نسبة كبيرة في مجال العمل الخاص حيث أثبتت الإحصاءات انه يوجد في العالم قرابة 520 مليون سيارة، وهذا ما يجعله سوقاً ضخماً يمكن العمل فيه إما في جانب صناعة السيارات أو صيانتها أو التجارة في قطع الغيار الخاصة بها حيث تبين أن قيمة استيراد قطع الغيار في الدولة بلغت 29 مليار درهم في العام 2008، وكل هذه الإشارات تؤكد أن نسبة نجاح المشاريع في هذا المجال إيجابية وعالية، ولابد من أن يتواجد المواطنون في هذا القطاع بشكل جدي. وأضاف مقلد أن قطاع الضيافة في الدولة قطاع نشط جداً وفي نمو متصاعد حيث تبين تبعاً للدراسات أن حجم العمل في هذا المجال يصل إلى 114 مليون درهم يومياً. وكذلك بالنسبة لقطاع التصوير الذي تجتاحه العمالة الأجنبية بشكل قوي فلابد من تشجيع المواطنين في العمل في هذه المجالات والاستفادة منها.