الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عنوسة» الرجال ظاهرة تهدد المجتمعات العربية

20 فبراير 2011 20:52
أبوظبي (الاتحاد)- أشارت دراسة نشرت في مجلة «سوشيال أند بيرسنال» أن الأشخاص المتزوجين عادة يتمتعون بصحة أفضل من العزاب، وأن الأمر له علاقة باستقرار نمط الحياة، والركون إلى شخص عند الأزمات، والشعور بالثقة بالنفس، والتعبير عن الرغبات العاطفية. في حين أكدت احدى الدراسات الفرنسية والتي شملت حوالي 125 ألف شخص أن العزاب الذين يعيشون بمفردهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القلب المختلفة بمعدل ثلاثة أضعاف المتزوجين. كما أشارت دراسة حديثة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر إلى وجود تسعة ملايين شاب وفتاة فوق سن الخامسة والثلاثين لم يتزوجوا بعد، من بينهم 3 ملايين و636 ألفا و631 امرأة في حين وصل عدد الرجال إلى 5 ملايين و246 ألفا و237. وفي تقرير حكومي صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري حول خصائص واهتمامات الشباب المصري، أشار إلى أن 51% من الفتيات في سن الزواج من 16 إلى 29 سنة، لم يتزوجن بعد، بينما تصل النسبة بين الشباب إلى77%، أي أن أعداد الذكور أكثر من الإناث، بحيث يوجد 103 شباب لكل 100 فتاة. ومن هنا يتضح أن مصطلح عانس أصبح يطلق أيضا على عالم الرجال ولم يعد قاصرا على الإناث. وأرجع التقرير أن البطالة أحد أهم الأسباب التي تؤثر على نسبة الزواج، حيث توجد فروق واضحة بين الجنسين بالنسبة للمشاركة في قوة العمل، حيث إن نسبة الشباب الذكور في قوة العمل بلغت 60.3%، بينما انخفضت هذه النسبة إلى 21.4% بين الإناث. .. أما عربياً فالإحصائيات الرسمية تؤكد أن العزوبية فرضت نفسها بقوة، وأصبحت ظاهرة تستحق التوقف عندها ودراستها لإيجاد الحلول لها. فالأرقام تشير إلى انخفاض نسبة الزواج بدرجة كبيرة في الدول العربية. وكشفت دراسة حديثة أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، كما أن 50% من الشباب السوري رافض للزواج، وأيضا ثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب، لكن انخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و10% في سلطنة عُمان والمغرب، وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين، حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج 1%، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق وهي 85% للظروف السياسية التي مر بها العراق منذ بداية تسعينات القرن الماضي. وقد أوضح الدكتور لطفي الشربيني، استشاري الطب النفسي أن مسألة عنوسة الرجال لا تقل أهمية وتأثيرا من النواحي الاجتماعية والنفسية رغم تجاهل الإعلام لهذه المسالة ربما للاعتقاد بان تأخر سن الزواج لا يمثل مشكلة قوية ومؤثرة بالنسبة للشاب كم هي للفتاة. وأرجعت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر زيادة نسبة العنوسة بين النساء والرجال على السواء إلى التحولات الاجتماعية، وانهيار القيم التقليدية ومنها تقديس العائلة كما طفت على السطح مجموعة القيم الاستهلاكية بحيث أصبح الفرد يقاس بما يملك أو بما يدفع. بالإضافة إلى غياب المفهوم الصحيح للزواج كالسكن والمودة والرحمة. وغياب دور الأسرة في توعية أبنائها، وتربيتهم على تحمل المسؤولية، وتفهم معنى الزواج، وإعداد أبنائها وبناتها للقيام بهذا الدور. ويؤكد الدكتور سمير عبد النعيم- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس- أنه لا يجب أن نغفل الظروف الاقتصادية وتأثيرها الكبير على عزوف الشباب وهروبهم من الزواج، فهي مشكلة عامة تواجه العديد من الشباب في معظم الدول العربية، وهي من أكثر المشكلات التي تقيد الرجل وتجعله يتراجع عن فكرة الزواج والارتباط. وتعد من الأسباب المهمة التي تؤدي إلى تأخر سن الزواج من بطالة وعدم تناسب الأجور مع الأسعار وبالتالي يقبل الشباب غير القادر على الزواج بطريقة غير مقبولة اجتماعياً كأن يتزوج عرفياً لإشباع احتياجاته الطبيعية وفي نفس الوقت تجرده من أي مسؤولية. كما يشير الخبراء إلى أن تفشي الظاهرة خطر يهدد مجتمعاتنا العربية، وينذر بظهور العديد من المشكلات الاجتماعية الخطيرة،
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©