الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباء يؤكدون أهمية الثقافة الصحية والإلمام بالتأثيرات الجينية

أطباء يؤكدون أهمية الثقافة الصحية والإلمام بالتأثيرات الجينية
20 فبراير 2012
يعكف الخبراء والأطباء الاختصاصيون والباحثون العلميون من كل أنحاء العالم على مناقشة أحدث ما توصلت إليه تجاربهم العلاجية، ورؤاهم الذاتية الخاصة حول أمراض وجراحات العيون، التي جاءت بها "أوراق العمل" المشاركة في المؤتمر العالمي لطب العيون "أبوظبي 2012“، ولم يغب عن كثير منهم الإشارة والتوصية بأهمية نشر الثقافة الصحية المرتبطة بصحة العيون، وعلاقتها بالثقافة الصحية العامة لدى الجمهور، وخاصة في منطقة الخليج العربي، وما يرتبط بالأمراض العضوية الأخرى ذات الصلة بأمراض العين، في إشارة صريحة للتأثيرات السلبية الخطيرة لإهمال علاج ضغط الدم، أوالسكري، وما يتعلق بالنظام الغذائي، وتأثير ذلك على أمراض العين الشائعة. فقد كشفت الأوراق المقدمة تعرض 70 % من مرضى السكري لاعتلالات مرضية في شبكية العين بعد مرور عشر سنوات تقريباً من الإصابة بالسكري، وأن الآثار الجانبية تزداد كلما تقدم عمر المصاب، مما يهدده بالعمى. الدكتور غازي الحمدان استشاري طب وجراحة العيون بالكويت والمتخصص في جراحات زراعة القرنية بأشعة الليزر التصحيحية للعيوب الانكسارية للبصر، يؤكد أهمية نشر ثقافة الاهتمام بأمراض العيون في المجتمع الخليجي بوجه خاص، حيث ترتبط صحة العين بشكل مباشر بالحالة الصحية للإنسان، وتنعكس التأثيرات السلبية لعدد من الأمراض الشائعة على وضعية العين بشكل مباشر، ففي مجتمعاتنا نلاحظ أن أغلب الناس يقصرون في هذا الجانب، وليس لديهم ثقافة أو معرفة تحفزهم أو تدفعهم لفحص عيونهم إلا إذا تعرضت للخطر، أو في حالة وجود مضاعفات مرضية ظاهرة كاحمرار أو التهاب العين، أو ضعف الرؤية أو ما شابه ذلك. فضلاً عن لجوء الكثير من الإناث بوجه خاص إلى استعمال العدسات اللاصقة أو الملونة لأسباب تجميلية دون ضوابط أو وعي أو إدراك فعلي للطريقة المثلى للتعامل مع هذه العدسات وما تسببه من مضاعفات جانبية، وهنا يكمن الخطر من سوء استخدام العدسات اللاصقة والمضاعفات التي تنتج عنها. التحذير من السكري يلفت الدكتور الحمدان الانتباه إلى تأثير الأمراض العضوية التي تلقي بتأثيراتها السلبية على العين، ويقول: “هذه الأمراض يطلق عليها “الأمراض المزدوجة” كالسكري وارتفاع ضغط الدم، فنسبة المرضى القادرين على التحكم في نسبة السكر في الدم عالميا تبلغ 37%، أما غير القادرين فتصل إلى 18%. وبحسب إحصائيات الاتحاد العالمي لجمعيات مرضى داء السكري تحتل الإمارات المرتبة الثانية عالمياً في عدد المصابين بالمرض بنسبة 18.7%، تليها السعودية في نسبة إصابة البالغين بالسكري، بمعدل 16.8%. ثم البحرين في المرتبة الخامسة بنسبة 15.4% والكويت سابعاً بمعدل 14.6% بعدها عمان في المرتبة الثامنة عالمياً، بنسبة 13.4%. وهذه الأرقام تشير إلى أهمية العناية بمرضى السكري”. ويكمل الحمدان: يلاحظ أن أطباء العيون هم أطباء بشريون أولاً، ولديهم إلمام ببقية الأمراض العضوية الأخرى التي يمكن أن تصيب الإنسان، ومن ثم فإننا نتعامل مع أمراض العيون ليس بمعزل عن الأمراض الأخرى، وبالتالي فإن التشخيص الدقيق للعين يبدأ من حيث انتهت التشخصيات الطبية للحالة العامة لصحة المريض. ويفترض في طبيب العيون المتخصص أن يكون ملماً بأحدث التطورات والتقنيات ووسائل التشخيص للأمراض الأخرى، بل عليه أن يكون مواكباً ومتابعاً لما يستجد من تغيرات أو طفرات علمية في هذا المجال”. خبرات متبادلة يشير الدكتور الحمدان إلى أن انعقاد المؤتمر العالمي لطب وجراحة العيون في أبوظبي في هذا التوقيت يسهم بلا شك في إتاحة الكثير من المعارف والتطورات الحديثة في العالم من حولنا، فسوف يطلع المشاركون ويستفيدون كل في مجال تخصصه بالنتائج والتوصيات التي سيتوصل إليها المؤتمر، فضلاً عن كونه فرصة ذهبية لاكتساب الخبرات والمهارات والتجارب المتعددة والمتنوعة التي توصل إليها علماء وأطباء وخبراء طب وجراحة العيون في العالم، وهذا من شأنه أن يكسب المشاركين، ولاسيما حديثي العهد بالمهنة خبرات جيدة في التشخيص والعلاج لا تتاح لهم دائماً. ومن جانب آخر فإن المشاركين من خارج منطقة الخليج والعالم العربي والشرق الأوسط سيستفيدون هم أيضاً من خبراتنا التشخيصية والعلاجية لأمراض وحالات غير سائدة في بلدانهم، سنجد أطباء أميركا والغرب يطلعون بشكل مباشر على هذه الحالات ربما تكون نادرة في مناطقهم، والعكس صحيح، فهناك مثلاً أمراض القرنية المخروطية، فهي تعتبر من الأمراض الدارجة أو المنتشرة جداً في منطقتنا، والمنظومة العلاجية والجراحية لها، وخبرة التعامل معها سنجدها متقدمة جداً في منطقتنا العربية والخليجية عنها في الغرب أو الأمريكتين”. ويكمل الدكتور الحمدان: “لا يفوتنا في هذا الجانب أن نشير أيضاً إلى وجود عدد من العوامل الجينية أو الوراثية التي لها علاقة مباشرة بأمراض العين، ففي منطقتنا نجد لها خصوصيتها، وبالتالي بعض الأمراض الجينية نجدها سائدة لعوامل ثقافية واجتماعية أكثر من مناطق أخرى في العالم، فعلى سبيل المثال هناك مرض “الشبكية المبرقشة أو المبقعة” لها أسباب وراثية، ونجدها عند حالات معينة بسبب زواج الأقارب، وأيضاً هناك أمراض “عتامة القرنية” نجدها سائدة بنسبة أكبر في بلداننا عما هو موجود في الغرب، وبالتالي فإن أخصائي العيون يكتسب خبرة أكبر لكثرة تعامله مع هذه الحالات. آفاق جديدة من جانب آخر يؤكد أيضاً الدكتور يوسف الرويسان، استشاري طب وجراحة العيون بالكويت والمتخصص في علاج “الجلوكوما” المياه الزرقاء أهمية الانتباه بنشر الثقافة الصحية المرتبط بصحة العين، ويحذر من إهمال الناس لمسببات أمراض العيون أو الإهمال الذي يؤدي إلى تلف العين في حالات عديدة يصعب معها العلاج، ويقول: “علينا كأطباء ومؤسسات صحية ومجتمعية وجمعيات أهلية ووسائل إعلام أن ننشر ونكثف ثقافة الاهتمام بالعين، ولاسيما في رياض الأطفال ومدارس المرحلة الأولى حتى يتكون لدى الطفل ثقافة مبكرة ونغرس لديه معرفة أهمية الاهتمام بصحة العين”. أما عن الجلوكوما باعتبارها ثاني عامل يأتي مسبباً للعمى بعد الماء الأبيض في العالم بأثره، يقول الدكتور الرويسان: “إن ارتفاع ضغط العين بحد ذاته غير ضار ولا يحتاج علاج فقط، وفحوصات دورية. وهذا المرض يصيب أكثر من 20% من نسبة مرضى العين في العالم بعد سن الأربعين، ويرتبط بعوامل وراثية معروفة كزواج الأقارب الموجود في المنطقة العربية، إلى جانب الماء الأزرق الخِلقي، وهو شائع أيضاً في المنطقة العربية أكثر من دول العالم الأخرى بنسبة 1 - 2% وهي نسبة تعادل ضعف النسبة العالمية، فإذا ارتفع ضغط العين عن الحد الأعلى الطبيعي الذي هو 20 ملم زئبق ـ يسمى ارتفاع ضغط العين ـ لكن إذا صاحب ارتفاع ضغط العين تغيرات مرضية بالعصب البصري يسمى “الجلوكوما” أو مرض الزرقاء أو “المياه السوداء”. ويضيف الدكتور الرويسان: “يتيح هذا المؤتمر تبادل الخبرات العلاجية العالمية في مجال علاج الماء الأزرق، وهناك ورقات عمل تتناول أفق حديثة ومبشرة في هذا الاتجاه سواء إذا كان الماء الأزرق ذو الزاوية الحادة أو الماء الأزرق ذو الزاوية المفتوحة، وآفاق علاجه بأشعة الليزر والتدخل الجراحي. وعلينا أيضاً أن نسعى إلى نشر الوعي الصحي بين الناس كمسؤولية مهنية ومجتمعية، ولاسيما في ما يتعلق بالأسباب المؤدية أو المسببة للمرض، وفي مقدمتها العوامل الوراثية، وإصابات العمل، خاصة عند تلك الفئة التي تعمل في أعمال شاقة، ومدى تعرض الشخص لإصابات أو صدمات مباشرة نتيجة ارتطام أو حادث سير، أو تعرضه لملوثات بيئية معدنية مثل “رايش الحديد” في الورش والمصانع، وعدم الاهتمام بحماية العين أثناء العمل، كذلك إهمال الأطفال وعدم متابعتهم خلال ممارستهم لبعض الألعاب الخطرة التي تعرض العين للضرر”. ويكمل الدكتور الرويسان: “يتم طرح عدة ورقات عمل جديدة حول جراحات إزالة المياه الزرقاء، ضمن ورش عمل المؤتمر، وهذه الإسهامات ستمثل نقلة نوعية في زراعات صمامات العين، وزراعات الشبكة النسيجية داخل العين، بواسطة المايكروسكوبات المتناهية الدقة، وأشعة الليزر، وزراعة صمام “أحمدفالف”، و”دايودليزر” في تطور علمي ونوعي جديد ستشهده الأيام القليلة القادمة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©