الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مدير الاتصال السابق بحزب المحافظين لـ «الاتحاد»: علاقات قطر بـ «الإخوان» مصدر خطر

8 مارس 2018 01:13
شادي صلاح الدين (لندن) قال مدير الاتصال السابق بحزب المحافظين البريطانية هيو كولفر، إن على الحكومة البريطانية اتخاذ المزيد من الخطوات التصعيدية تجاه جماعة «الإخوان»، وإعلانها جماعة إرهابية، مشدداً على أن علاقة نظام قطر ودعمه للإخوان مصدر خطر ويؤثران ويضران بشدة على علاقته بدول المقاطعة «الإمارات والسعودية ومصر والبحرين»، مشيداً بالإجراءات التي اتخذتها هذه الدول لمعالجة خطر الإخوان. وأضاف كولفر، الذي عمل مستشاراً لرئيسي الوزراء السابقين الراحلة مارجريث ثاتشر، وجون ميجور في تصريحات لـ «الاتحاد» أن جماعة الإخوان هي جماعة في منتهى الخطورة على أي مجتمع، مشدداً على أنه يجب على المملكة المتحدة، والدول الأخرى أن تكون أكثر فعالية ونشاطاً في إدانة أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية واتخاذ إجراءات ضد أعضائها، لافتاً إلى أن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية بوريس جونسون بشأن تضييق الخناق على جماعة الإخوان الإرهابية، تظهر أن الحكومة البريطانية تراقب بالفعل أنشطة جماعة الإخوان، ومستعدة لاتخاذ أي إجراءات، كما يتطلب الموقف ذلك، مطالباً حكومة تيريزا ماي بالعمل أكثر من ذلك في هذا الإطار لمعالجة الخطر الذي تشكله جماعة الإخوان الإرهابية والجمعيات المرتبطة بها. وقال: «نسعى إلى إقناع حكومة المملكة المتحدة بأن حظر جماعة الإخوان في المملكة المتحدة وجعلها منظمة محظورة بموجب تشريعات مكافحة الإرهاب، يصب في مصلحة أمن البلد ومواطنيه، خاصة في ضوء التهديد المتزايد من الإرهاب في الآونة الأخيرة». وأضاف: «بحثت الحكومة السابقة هذه القضية من قبل، حيث كلف رئيس الوزراء السابق لجنة لإعداد تقرير مفصل عن جماعة الإخوان. وتناول هذا التقرير هذه المسائل بعناية، وأعرب عن بعض الشواغل الخطيرة رغم أنه لم يتم الاتفاق في النهاية على التوصية بحظر الإخوان». وقال كولفر: «من رأينا ليس فقط أنه كان ينبغي حظر الجماعة الإرهابية في ذلك الوقت، ولكن أيضاً الظروف تغيرت، وهناك أدلة جديدة ظهرت منذ ذلك القرار. ووقعت حوادث إرهابية عدة في المملكة المتحدة، ولا شك في أن السلطات - بما في ذلك الأجهزة الأمنية والشرطة - لا تزال تواجه تهديدا إرهابيا متزايدا. هناك علاقة واضحة بين الإخوان، والحوادث الإرهابية الأخيرة، والتهديد المستمر». وقال إنه في رد برلماني في شهر فبراير العام الماضي، قالت الحكومة، إن جماعة الإخوان «منظمة سرية ذات علاقة غامضة بالتطرف العنيف»، مضيفاً أنه من المؤكد أن الحوادث الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الماضية في المملكة المتحدة، والتي لها صلة واضحة بجماعة الإخوان، يجب أن تقنع الوزراء بأن العلاقة لا يمكن وصفها بأنها «غامضة»، وأنه ينبغي حظر «الإخوان» فوراً. وأوضح الخبير البريطاني الشهير أن الاستعراض الذي قامت به حكومة المملكة المتحدة حول الإخوان والذي تم إعلانه في نهاية عام 2015، خلص إلى أنه رغم وصول الجماعة إلى سدة الحكم في مصر في عام 2012، إلا أنهم لم يفعلوا ما يكفي لإظهار الاعتدال السياسي أو الالتزام بالديمقراطية والقيم و«فشلوا في إقناع المصريين بكفاءتهم أو نياتهم الحسنة». وأشار إلى أن السعودية أعلنت الجماعة منظمة إرهابية في عام 2014، وهو العام نفسه الذي أعلنت فيه الإمارات التنظيم الدولي منظمة إرهابية، كما أنها محظورة في روسيا كمنظمة إرهابية، مشدداً على وجود ضغط قوي في الولايات المتحدة لحظر الإخوان كما هو الحال في المملكة المتحدة. وأكد كولفر أن جماعة الإخوان تنظيم دولي له شبكة عالمية، وتسعى إلى ممارسة النفوذ على كل مستوى من مستويات المجتمع. كما هو الحال في مصر، فقد استولت في فترة من الفترات على المنظمات الطلابية والهيئات المهنية والنقابات العمالية، مشيراً إلى أنها عملت على تطوير شبكة سرية من النشاط في المؤسسات التجارية والشركات الصغيرة والجمعيات الخيرية. كما أنها تسعى إلى اختراق المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم، واكتسبت بشكل ملحوظ موطئ قدم ونفوذ في الجامعات، حيث تعمل على جمع التبرعات والترويج لها في أوساط الطلاب، وهو ما يثير إلى خطورتها الكبيرة على المجتمع. ورداً على سؤال حول السبب الذي يدعوه لحظرها في أسرع وقت ممكن رغم أن الحكومة لاتزال مترددة في هذا الشأن، قال مدير الاتصالات السابق بحزب المحافظين والخبير في العلاقات العامة الذي خدم في وزارة الدفاع عام 1975، إن الأيديولوجية لا تتغير مع مرور الوقت، وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان تعلن أنها حركة مسالمة ومهتمة بتعزيز الديمقراطية، إلا أنه يمكن بسهولة إثبات أنها منظمة إرهابية تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال العنف الشديد، وهي تشجع بنشاط الأعمال الإرهابية. وأشار المحلل السياسي البريطاني إلى أنه تم منع الزعيم الروحي لجماعة الإخوان يوسف القرضاوي والمقيم في قطر من دخول المملكة المتحدة منذ عام 2008، مضيفاً أنه من المعروف أنه يدعم العمليات الإرهابية ولديه القدرة على تحريض الأعضاء والمؤيدين له في المملكة المتحدة، مشدداً على أنه ليس من المنطقي أن يتم حظر القرضاوي المقيم في قطر من دخول بريطانيا، بينما يسمح لمنظمته العمل بحرية في البلاد. وأكد كولفر على وجود صلة أيديولوجية واضحة بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وداعش. فهي مختلفة من الناحية العملية ولكنها متشابهة جداً من الناحية الإيديولوجية، مشيراً إلى أن معلم وموجه أسامة بن لادن كان أحد قادة جماعة الإخوان الإرهابية. كما كان أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، عضوا في جماعة الإخوان. وقال هيو كولفر، إنه من المعروف أن منفذ هجوم مانشستر أرينا، وهو إرهابي ليبي، تم تدريبه في منطقة من ليبيا تسيطر عليها جماعة الإخوان. وهناك أدلة - معروفة لدى السلطات - بصلات الجماعة بمهاجمي ويستمنستر ولندن بريدج. وأشار إلى أن المملكة المتحدة هي موطن لعدة منظمات إسلامية تدعو صراحة إلى الإطاحة بالحكومات في بلدان أخرى، لافتاً إلى أن المجلس الثوري المصري، على سبيل المثال، أنشأه أعضاء جماعة الإخوان. وأبرز أعضائها مها عبد الرحمن عزام، وهي مواطنة بريطانية، مضيفاً أن منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية هو منظمة ينطوي تحت لوائها وتدعم وتمول 10 جمعيات خيرية في بريطانيا مرتبطة مباشرة بجماعة الإخوان الإرهابية، مضيفاً أنه تم إجراء تحقيقات في بريطانيا بشأن هذا المنتدى، وتم حظر ست منظمات تابعة لها كممولين لأعمال العنف في الشرق الأوسط. وتم سحب منح الحكومة البريطانية نتيجة للنتائج التي تم التوصل لها. وأضاف: يجب على وزير الداخلية النظر في طبيعة وحجم أنشطة المنظمة، والتهديد المحدد الذي تشكله على المملكة المتحدة ومدى وجودها في المملكة المتحدة. وتشمل القضايا الرئيسة «ارتكاب أعمال إرهابية أو المشاركة فيها، أو تشجيع الإرهاب، أو تشجيعه أو غيره من المهتمين بالإرهاب». وأكد هيو كولفر، في نهاية حديثه، أنه من الواضح تماماً أن جماعة الإخوان تستوفي هذه المعايير. وينبغي للحكومة، التي وافقت بالفعل على إبقاء المسألة قيد الاستعراض، أن تعترف الآن بأن علاقة الإخوان بالتطرف العنيف ليست «غامضة»، بل حقيقية جداً. وهي معنية بالإرهاب وتمثل تهديداً لأمن المملكة المتحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©