الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيديو..البيئة البحرية تبحر في «قصر الحصن»

فيديو..البيئة البحرية تبحر في «قصر الحصن»
27 فبراير 2014 20:25
يبوح مهرجان قصر الحصن، بتفاصيل عادات تأصلت في النفوس بالماضي، ويحكي عن ذكريات عنوانها المجد والعزة، مكثفاً ذاكرة تاريخ وطن تحدى صعوبات المكان والزمان. وبـ «على الهول واليامال»، بدأت حياة الأجداد في البحر، معتمدين عليه في مهن مختلفة من صيد الأسماك إلى الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وفلق المحار وحتى صناعة القوارب الشراعية. وقد شكلت البيئة البحرية حلقة رئيسة في حياة سكان أبوظبي، وازدهرت بشكل كبير، وهذا ما شوهد في ساحة مهرجان قصر الحصن هذا العام، من خلال العديد من الورش والفعاليات، التي ارتبطت بأهل البحر. هناء الحمادي (أبوظبي) - بكلمة «مرحباً»، يستقبل المهرجان زواره للعام الثاني على التوالي، من خلال العديد من الفعاليات التي تحلق بالموروث الإماراتي إلى فضاء رحب، ومن بين المحاور التي سلط المهرجان الضوء عليها محور البيئة البحرية، العامر بالصناعات التراثية التقليدية التي تكشف آليات تعايش الأجداد مع البحر وكيفية استفادتهم منه، حيث كان مصدر رزق لهم تجارة وصيدا وغوصا على اللؤلؤ. صناعة السنبوك في ركن آخر من الحياة البحرية في مهرجان قصر الحصن، يقوم عبدالله الشحي بمساعدة مجموعة شباب، بصناعة سفينة «السنبوك»، التي تحتاج إلى أكثر من 7 أشهر لإنجازها. وحول أنواع السفن التي اشتهرت في الماضي، قال إن الصناع الإماراتيين يبنون السفن الكبيرة، مثل «البوم» التي تستعمل في الغوص ونقل البضائع، و«البتلة» الخفيفة الوزن التي تقوم بالسفرات البعيدة، و«الجلبوت»، وهي سفينة خفيفة تستخدم في الغوص. ويوضح أن السفن كثيرة وأنواعها متعددة، منها ما يعمل بالشراع والمجداف، وأول سفينة تم التعامل بها هي «السنبوك»، ثم الشاحوف والجلبوت والبتلة، مشيرا إلى أن معظم الأخشاب المستخدمة في صناعة هذه السفن كانت تستورد من الهند باعتبارها تمتاز بقوة تحملها وصلاحيتها لمدة طويلة. وأضاف الشحي «السنبوك سفينة متوسطة الحجم تُستخدم في رحلات صيد السمك، التي كانت تستغرق بين يومين وثلاثة أيام في الزمن القديم»، لافتاً إلى أن صناعة «السنبوك» تتطلَّب دقة عالية، وتركيزاً كبيراً وذكاءً، وتستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى أشهر، ولا يجيدها سوى من تعلق بالبحر والصيد، وبعض من ورثوا هذه المهنة عن آبائهم وأجدادهم، مضيفاً أن الأخشاب التي تستخدم في صناعة «السنبوك» كانت تستورد عبر البحارة المسافرين من الهند، حيث يصنع «السنبوك» من خشب «الساج» وخشب «الجنقلي» لقاعدة السفينة، وأنواع أخرى من الخشب لبقية أجزاء السفينة، وتكون مقدمة السفينة على شكل زاوية حادة ومؤخرتها شبه مربعة، وتتم زخرفتها لتظهر بصورة جميلة، موضحا أن من الأدوات التي تُستخدم لصناعة السفن المجداع والرندة والمبرد والنقار، والقطن والمسامير. عن مراحل بناء «السنبوك»، يقول الشحي «نأتي أولاً بقاعدة السفينة التي نضعها فوق قطعة خشبية قريبة من البحر، ونضع فوقها ميزان الماء للتأكد من استقامتها على سطح الأرض، ونحتاج إلى حسابات خاصة من أجل توازن العمود الأمامي والخلفي للقاعدة، وتتم بعدها عملية ربط ألواح هيكل السفينة بالأعمدة والقاعدة، ونبدأ بتركيب ألواح «المالج» بعضها فوق بعض، ونضع بعد ذلك الأضلاع في الثلث الأمامي للقاعدة ونربطها بالألواح، ونفعل كذلك مع الثلث الخلفي للسفينة حتى يكتمل ربطها بالأضلاع لحين الانتهاء من بناء هيكل السفينة من الخارج، عند ذلك يتم تركيب بقية أجزاء السفينة قبل أن تكون جاهزة لإنزالها في البحر». مراكب الشاشة مشاهدة أحد كبار السن يقوم بصناعة مراكب «الشاشة»، تعتبر تجربة حية ومثيرة لدى الكثير من الزوار، حيث تهافت الجميع لمشاهدة صناعها، ويُعرّف الستيني محمد صالح مراكب «الشاشة» بأنها قوارب الصيد المصنوعة من جريد النخل، ورغم صغر حجم «الشاشة» إلا أنها قد تحمل 3 صيادين في آن معاً. ولتصنيع «الشاشة» يذكر محمد أنه يُنظف جريد النخل من الخوص والشوك والزوائد، ويُترك حتى يجف، ثم يوضع في ماء البحر ليوم كامل، بعدها يُؤخذ ويُرص جنبا إلى جنب ويمرر حبل رفيع داخل العصي، ويُشد في أماكن متعددة ليحفظ الجريد متراصاً، ثم تُرّكب جوانب «الشاشة» وقاعها، ويتم حشوها من الداخل بالكرب. كما يُستخدم الجريد في تصنيع ظهر «الشاشة»، لافتا إلى أن عملية التصنيع هذه تستغرق ثلاثة أيام، كما تحتاج إلى شخصين لإتمامها. ويبلغ طول الشاشة، بحسب محمد ما يقارب 4 أمتار، الذي أكد أن هذه المراكب لم تعد تصنع الآن بغرض الاستخدام، إنما تصنع بغرض إحياء المظاهر التراثية القديمة وعرضها على الجمهور للتعرف على الكيفية التي كان يعيش بها الأقدمون في ظل الحياة البحرية شديدة القسوة. وفي ورشة مراكب الشاشة، وبينما محمد منهمك في صنعها، لتوثيق تلك التجربة الحية قام الكثير من الزوار بتصويره وهو يعمل، وتصوير المراكب الصغيرة، التي أنجزها منذ بداية المهرجان، الذي فاق التوقعات من حيث إقبال الجماهير الكبير لمختلف الجنسيات والأعمار لمشاهدة تلك الحرف القديمة التي لا يزال البعض يمارسها رغم التطور والمدنية. الأشرعة البيضاء في ركن صناعة الأشرعة يجلس أحمد الشحي، يخيط الأشرعة البيضاء، ويبدو عليه التمكن من تلك الحرفة التي عمل بها قديماً. إلى ذلك، يقول الشحي “الشراع يمتاز بالتحدي والشموخ ورحلة السفر وبشارة العودة، فعندنا يرى الأهل الشراع مقبلاً يفرحون ويستبشرون خيراً من هذه الرحلة البحرية المحملة بخيرات البحر”. ويوضح الشحي، وهو ممسك بطرف الشراع ليخيطه، قائلا “المواد المستخدمة في صناعة الأشرعة تتكون من القماش والحبال والخيوط والميبر «إبرة الخياطة»”، مشيرا إلى أن عملية التفصيل تبدأ من خلال بسط القماش، بعد أن تتم خياطته، ثم وضع الحبل «الظهر»، بعد ذلك تثنى قطعة القماش على الحبل، لتبدأ عملية خياطة كاملة للشراع بالميبر، من أجل شد القماش، ووضع الحبل في بطن الشراع، ثم تتم عملية الخياطة من جديد، بعد أن يتم تحديد الشراع، من الأعلى ومن «اليوش» الأسفل، ويضاف حبل آخر يسمى «الداسي»، وفي أعلى الشراع من كل جانب ما عدا الشفرة التي بها حبل رفيع جدا يسمى «المح». ويتابع “يضاف إلى كل شقة «در»، وهو حبل يصل طوله إلى ذراع، يوضع بين «الداسي» وبين الشراع، كما أن هناك حبلاً آخر يوضع عند نهاية «اليوش» ويوضع حبل آخر عند «الدرمة» إلى آخر «الدوم»، وهو نهاية الشراع”. ويذكر الشحي أن للأشرعة ثلاثة أنواع «الدومي»، ويستخدم للسير عكس الرياح بفارق خمس درجات، و«المثالث»، وهو شراع وسط، يستخدم في القبلة و«الومينة»، ومن مميزات الشراع «المثالث» أنه يعطي القارب سرعة عندما تكون الرياح بطيئة، و«البغالي» ويختص بميزة محدودة، وهي إعطاء القارب سرعة في حالة ازدياد «السايبة» الرياح. استزراع اللؤلؤ في تجربة عملية أمام زوار المهرجان استطاع مشروع بحثي تقوم به هيئة البيئة منذ عام 2007، «استزراع اللؤلؤ» في منطقة الغربية، وهذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها نتائج هذا المشروع. وتحتاج عملية «استزراع اللؤلؤ» إلى 4 سنوات بدءا من تربية المحار إلى إنتاجه، حيث يبدأ الاستزراع عندما يكون عمر المحارة «سنتين»، إذ يفتح المحار ويوضع به نواة من صدف محار نهري، ثم يوضع داخل المحارة، ويضاف له غشاء مأخوذ من «محارة متبرعة»، والغاية من هذا المشروع البحثي هو إعادة إحياء تراث اللؤلؤ ولكن بطريقة «مستدامة». وقد أثمرت تلك التجربة بعد 4 سنوات حيث تم استخراج لؤلؤ مستزرع بأحجام مختلفة وألوان متنوعة. سلاحف نادرة يقبل زوار مهرجان قصر الحصن على مشاهدة نوعين من السلاحف النادرة في البيئة البحرية، والتي تعرف إحداها بـ «صقرية المنقار»، المهددة بالانقراض، والتي تعيش في مختلف أنحاء العالم. وتقدم فاطمة الهاملي، المشرفة على هذا الركن، تعريفاً واضحاً بهذا النوع، حيث تذكر أن هذا النوع من السلاحف البحرية يعد النوع الوحيد من جنسها، فطبيعة جسدها مسطحة، وتحميها صدفة قوية، وتستعمل أرجلاً مثل الزعانف لتوجيه نفسها في المحيط المفتوح. وتمتاز هذه السلاحف بمنقارها الحادّ المعقوف، الذي يفرقها عن السلاحف الأخرى، إضافة إلى حوافّ صدفتها الحادة التي تبدو كالمنشار، موضحة أن لون جلد صقرية المنقار يتغير بدرجةٍ صغيرة تبعاً لحرارة المياه التي تسكنها، ومع أنها تعيش جزءا من حياتها في المحيط المفتوح، إلا أنَّها تقضي وقتاً أكثر في المياه الضَّحلة والشعاب المرجانية. وتؤكد الهاملي أن هذا النوع من صقرية المنقار، كان لفترةٍ المصدر الرئيس لأصداف السلاحف التي تصطاد ويتاجر بها للتزين. وعن تكاثر هذا النوع من السلاحف وتعشيشه، توضح الهاملي أن هذا النوع يتزاوج مرة كل عامين، ويكون التزاوج في أماكن منعزلة، أما التعشيش فإنه يكون عادة في جزر نائية، لافتة إلى أن موسم التزاوج عادة ما يستمر من شهر أبريل إلى نوفمبر. وعرض المهرجان كذلك «السلحفاة الخضراء»، وحول هذا النوع من السلاحف النادرة، تقول الهاملي إن غذاءها يقتصر على النباتات، وهي تتغذى بشكل رئيس على الأعشاب البحرية. وعلى الرغم من غذائها على النباتات، تتمكن من النمو ليصل وزنها إلى 150 كيلو جراما. وتوضح «يأتي اسم هذه السلاحف الخضراء، نظراً للون الأخضر على الجزء المسطح داخل الدرع، كما أن لديها منقارا متوسط الطول، ورقبة قصيرة مكيفة جيداً للسباحة»، مشيرة إلى أن كبار السلاحف الخضراء تنمو إلى أن يصبح طولها نحو 5 أقدام. وليس لديها إلا مخلب واحد تشق به طريقها، وتدافع به عن نفسها. كما تتميز بخطوط جميلة وكثيرة فوق رأسها. صيد الأسماك يفرز حرفاً تقليدية تتمسك بالبقاء أبوظبي (الاتحاد) - شكل البحر مورد رزق أساسياً في حياة الأولين، يتمثل في صيد الأسماك، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد ابتدع الأجداد وسائل تساعدهم على اصطياد كميات كبيرة من الأسماك تعينهم على تأمين قوتهم، إلى جانب تأمين مصدر دخل لهم. وطوروا صناعات من بينها الليخ والقرقور لتكون عونا لهم في مواجهة البحر واستخراج خيراته. صناعة الليخ تتشابك يدا سعيد الشحي بالخيوط البيضاء، بينما يغزل «الليخ» بحرفية ودقة وإتقان، وهي أداة من أدوات صيد السمك، إذ هي عبارة عن شبكة من خيوط النايلون أو من الخيوط القطنية مقواة بحبل يؤطرها ويحدد طولها بمئة باع وعرضها بخمسين. وحول طريقة صنع الليخ، أوضح «يبدأ صانع الليخ تصنيعها مستخدما خيط النايلون. ويستخدم «برية»، وهي قطعة القماش التي يشرخ طرفاها ويجوفان لترك فراغ يدخل فيه الخيط، تنطلق منها طلائع الشبكة ذات الفتحات المعينة، ويربط الحبل بالشبكة المنجزة تدريجياً إلى أن يكتمل فيكتمل تأطيرها بالحبل الذي منه يتم سحب الليخ من مياه البحر للفوز بما يحمله من سمك، مبيناً أن «الليخ» يطلق على اسم الشباك التي تنصب في البحار لصيد الأسماك، مشيراً إلى أن تصنيع «الليخ» كاملاً يستمر نحو 30 يوماً، مستدركاً أن العمل على «الليخ» باستمرار وبشكل يومي يمكن أن يتم إنجازه خلال 10 أيام متواصلة. وعدد الشحي أنواع «الألياخ»، موضحا أن كل نوع يستخدم لصيد نوع من الأسماك، كون حجم السمك هو أمر مهم في تحديد الليخ المناسب لصيده. وفصل الشحي الطريقة التي يتم التعرف من خلالها على نوع الأسماك، قائلا «الأسلوب المتبع يشبه طريقة صائدي الحباري، والنواخذة أو الصيادين يعتمدون بذلك على المد والجزر، مشيراً إلى أن الأسماء تختلف إذ إنهم يطلقون على المد اسم «السجي» والجزر يعرف بأنه «الثبر». وأضاف الشحي «في وقت المد نأتي لقص أثر السمك على الشاطئ لمعرفة أنواعه المتواجدة، ومن خلال القص يتم اختيار نوع الشبك المناسب لاستخدامه، وفي الوقت الذي يكون في الجزر، فإن السمك يهجم على «الليخ». صناعة القراقير وسط القرقور يجلس إبراهيم بن عبدالله منهمكاً بصنع القرقور، أو كما يعرف «بالدوباية» محلياً، حيث يتداخل بين يديه «السيم» بشكل متقن، إلى ذلك، قال إن صنع القراقير يعد إحدى طرق الصيد المنتشرة في كل دول الخليج، وتتركز هذه الحرفة في المناطق التي يرتكز اقتصادها على صيد الأسماك، وكثير من الصيادين يفضلون استخدام هذه الطريقة السريعة في الصيد، خصوصا في الأماكن الصخرية أو الطينية أو أماكن تواجد الشعاب المرجانية، حيث يصعب استعمال الشباك. كما أنها تحتفظ بالأسماك طازجة مقارنة بأدوات الصيد الأخرى. ولفت إبراهيم إلى أن الصيد له فن وقواعد، فليس كل من «هب ودب» يعرف صناعة الدوباية، التي تحتاج إلى الكثير من الخبرة والمهارة في عملها. وحول الأجزاء التي يتكون منها «القرقور»، قال إبراهيم “يتكون القرقور من ثلاثة أجزاء، الجسم ويكون على هيئة قبة، والقاعدة التي تكون على شكل دائري، بينما النفق أو الفم على شكل قمع، وعند جمع جميع الأجزاء الثلاثة بعد تقوية القاعدة يكون القرقور على شكل «بيت الإسكيمو» مع باب بيضاوي في الجزء السفلي منه، وملاصق للقاعدة نوعاً ما. وعن أنواع الصيد بالأقفاص الحديدية «القراقير»، أوضح إبراهيم أنه ينقسم إلى أنواع عدة منها «الدوابي»، وهي أكبر الأنواع ولها نوعان «سيم» رفيع، و«سيم» متين بمعني سمك الحديد المستخدم في صناعتها، مشيرا إلى أن الرفيع يستخدم في فصل الصيف، والمتين يستعمل في فصل الشتاء. وأوضح إبراهيم أنه مع نزول القرقور إلى قاع البحر يوضع ثقل أسفله وهذا مهمته تثبيته في القاع، وحبل متين أيضاً لاستخدامه في رفع القرقور من البحر، ويزيد طول الحبل مرتين عن عمق المنطقة التي يتم فيها الصيد، كما يُربط حبل بطرف الحبل الأول ويعلق بعد 23 عوامة يبلغ طولها مترين، ويوضع حجر ثالث وسط الحبل الذي به قرقور، مبيناً أن أفضل موسم للصيد بالقراقير يمتد من شهر مارس إلى شهر سبتمبر. مقاييس القرقور حول مقاييس القرقور، أوضح إبراهيم بن عبدالله “يختلف القرقور من حيث الحجم بين كبير ومتوسط وصغير، وكلها تصنع يدوياً من سلك معدني بمقاس (20/24)، مغطى بطبقة من الزنك سماكتها من (1,20,8)، ملي، وتقاس في منطقة الخليج «بالباع»، ويستغرق العمل في القراقير عادة يومين، ويتكون من طبقتين لكل طبقة يوم، يوم للطول ويوم آخر للارتفاع، حيث يقارب ارتفاع القراقير نحو متر وربع، مضيفا أن مدخل القرقور يكون على شكل مخروطي، ويوضع داخله شبك من حديد، مهمته منع السمك من الوصول إلى الطعم بعد دخولها، وغالبا ما يكون الطعم عبارة عن القباقب، وهي نوع من أنواع الأسماك، أو أسماك صغيرة أو وضع الحشائش في حال غياب الصياد”. «النهمة».. أهازيج حماسية تعين البحارة على مقارعة البحر أبوظبي (الاتحاد) - «دار الهوا شامي.. يا أبو عبدالله.. سنارينا سافر.. وأتوكل بالله».. جزء من أهزوجة كانت تواكب رحلة الغوص والصيد في السفينة. وهذه الأهازيج كان يرددها النوخذة، ومن ثم كل طاقم السفينة لبث روح الحماس في الطاقم. أهداف وأدوات حول هذا الموروث الشفوي، قال ناصر آل علي، رئيس جمعية بن ماجد للفنون الشعبية والتجديف في رأس الخيمة «حين تبدأ رحلة الغوص، يصاحب ذلك مجموعة من الأهازيج، التي تشجع كل من يتواجد على ظهر السفينة على العمل والمضي قدما”، موضحا أن هذه الأهازيج تسمى «النهمة»، وهو فن مقصور على البحر والبحارة ويحتوي على أغان من نوع اليامال والخطفة والأغاني الشعبية الخفيفة، التي تخضع لقواعد معينة، وكذلك أغاني الموال وترانيم واستهلالات وأدعية وابتهالات كلها تدخل في النهمة ويغنيها «النهام». وعن الأدوات الموسيقية المستخدمة في هذا النوع من الغناء، أوضح آل علي «لا يستخدم في هذا الفن أي من الأدوات الموسيقية المتعارف عليها في المنطقة، لأنه غناء يهدف بالدرجة الأولى إلى بعث الحماس في نفوس الصيادين وتشجيعهم على العمل، وبذل الجهد لتحقيق الصيد الوفير والعودة الغانمة، كما أنه في بعض جوانبه يعبر عن مقدار شوق البحارة والغواصين لزوجاتهم وعائلاتهم، ويكشف عن حجم معاناتهم في موسم الغوص”. أنشودة دائمة وقال آل علي إن «النهمة أنشودة دائمة للمبحرين مع خط الأفق البعيد، وتعتبر النهمة النشيد الذي يتغنى به البحارة وسط مياه البحر الممتدة بعيدا عن الديار والأهل والأصحاب”. وتابع «أغاني البحر عديدة وما يرددها البحارة قبيل إقلاع السفن والقوارب أو حين العودة أو خلالهما فترات الخطيفة، وهي الفترة التي تسبق وصول الغاصة إلى المغاص الموجود به محار اللؤلؤ، وعندما يرتفع شراع السفينة ليعانق الهواء، فإنهم ينتقلون إلى غناء آخر ليعلنوا عن رهبة المبحرين من غدر البحر العميق فيصيحون بأعلى صوت (دامنه دامنه البحر لا تأمنه)، أما حين يرتفع الشراع بصورة تامة وتزداد سرعة انطلاق السفينة فإن الغناء يزداد مع سرعة الصوت المتفائلة: يا مال يا مال أووه يا مال.. يا عمه الخير لا تستعين بالفرقة، بينما أثناء عثور الغاصة على أماكن وجود اللؤلؤ (الهيرات)، فإن البحارة يطلقون عقيرتهم مغنين بصوت مرتفع: فوق عتاد.. نهم النهيم.. بالله بالله بالتيسير.. إن شاء الله.. بأمر الله تسير». فلق المحار.. فن البحث عن الدرر المكنونة أبوظبي (الاتحاد) - يشهد ركن «فلق المحار» في مهرجان قصر الحصن، توافد الكثير من الزوار من مختلف الجنسيات للتعرف على الطريقة الصحيحة لفلق المحار. ويُعرف النوخذة جمعة الرميثي، الذي عمل في البحر منذ كان عمره 7 سنوات، ويملك خبرة تصل إلى 76 عاماً في الغوص، المحارة بأنها عبارة عن صدفتين مطبقتين على بعضهما البعض وتلتصقان بصخور البحر وبداخلهما حيوان، وينزل الغواص ويجمع المحار في سلة تتدلى من رقبته تسمى «ديين»، ويجمع المحار حيث يجري «فلقه» فوق سطح السفينة بواسطة المفلقة، والفلق اصطلاح يطلق على طريقة فتح المحارة وهو فلقها و«المفلقة» هي سكين خاصة، ويتم فلق المحار بعد يوم أو يومين من اصطياده، لأنه في تلك الأثناء يصبح فلقه أسهل بعد موت الحيوان وانفتاح الصدف بنفسه بعض الشيء. وأوضح الرميثي أن البحارة يجتمعون صباحاً ويفلقون المحار وهم يرجون الله - فالق الحب والنوى - أن يرزقهم من اللؤلؤ أجوده وأحسنه، ويظل البحار يعبث في لحم المحارة بحثاً عن لؤلؤة، فإن وجدها قال «عندي» ويستبشر الآخرون، فإذا كانت لؤلؤة ثمينة كان لفالقها مكافأة من الطواش تصل إلى مئة أو مئتي روبية، وبعد أن يتم فلق المحار تجمع اللآلئ وتترك الأصداف جانباً، حيث يأتي دور الأولاد الصغار في السفينة ليجربوا حظهم ثم تلقى الأصداف في البحر، والمكان الذي يكثر فيه المحار يسمى «هير». وحول تفاصيل عملية الفلق، ذكر الرميثي «كانت تبدأ عملية فلق المحار منذ شروق الشمس كل يوم، ويكلف اثنان ينزلان إلى جوف السفينة واثنان يتناولان المحار بإلقائه على السطح من اليمنى واليسرى. وينقسم بحارة السفينة إلى مجموعات كل مجموعة توكل إليها فلق كمية من المحار، ويوضع من مقدمة السفينة وحتى مؤخرتها. ويجلس النوخذة على «الكاتل»، يراقب البحارة ويكلف عددا منهم بالمراقبة وجمع اللؤلؤ في وعاء يسمى «الفلس». وإذا مرت 10 دقائق يجمع اللؤلؤ ويؤخذ إلى النوخذة. ويسمون هذه العملية «تغيير أو يغير»، وبعد أن يغير مرتين أو ثلاث. يقرر النوخذة وقف الفلق إذا أصبح الطقس دافئاً، وبعد ذلك يقومون بغسل سطح السفينة ثم يأمرهم بمد الخراب حتى يبتعدوا عن «المراح». ثم يتبادلون الأدوار في الفلق حيث تقوم مجموعة بالغوص والأخرى تجلس تفلق، وفي بعض الأحيان يجد البحارة دانة فيسارع بها إلى النوخذة فيسأل النوخذة قبل أن يخبره ما بحوزته عن البشارة، وفي أغلب الأحيان يعطيه مبلغاً من المال وبشتاً كمكافأة». تسميات المحار عن التسميات التي أطلقها الأجداد على المحار، قال ناصر آل علي، رئيس جمعية بن ماجد للفنون الشعبية والتجديف في رأس الخيمة إن هناك ما يسمى الصفد، وهي تضم «لؤلؤة كبيرة»، و«المحار الرملي»، الذي يتميز بقشرته الملساء، وهو صغير الحجم ويعيش في المناطق الضحلة. وهناك نوع «العِيسْرِينَه»، وهو محار صغير قد يوجد به لؤلؤ أحياناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©