الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

التونسيون يواصلون التدخين بشراهة رغم جهود الحكومة

التونسيون يواصلون التدخين بشراهة رغم جهود الحكومة
28 مارس 2010 00:54
أقلع حوالي 3500 شخص فقط من بين أكثر من 4 ملايين مدخّن في تونس عن التدخين خلال 2009 الذي أطلقت خلاله الحكومة حملة واسعة النطاق وغير مسبوقة في تاريخ البلاد لمكافحة التدخين. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اعتبر العام الماضي “سنة وطنية لمكافحة التدخين” بعدما أظهرت دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية (سنة 2008) أنّ تونس هي الأولى عربيا في عدد المدخنين وأن 35% من سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 10 ملايين نسمة من المدخنين. وبحسب الدراسة فإن 50% من الرجال و10% من النساء في تونس يدخنون. ويبلغ معدل استهلاك الفرد الواحد من التبغ يبلغ 17 سيجارة يوميا. وقالت الدراسة إن أعلى نسبة من الرجال المدخنين في الوطن العربي توجد في تونس، فيما حل رجال اليمن في المركز الثاني ورجال سلطنة عمان في المركز الأخير باعتبارهم الأقل استهلاكا للتبغ. كما أظهر المشروع العربي الأخير لصحة الأسرة بجامعة الدول العربية أن أكبر نسبة للمدخنين بين الشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة توجد في تونس وتبلغ 16%. وكشفت أيضاً إحصائيات حديثة نشرتها جريدة الصباح التونسية في 14 نوفمبر الماضي أن عدد المدخنين في تونس ارتفع إلى 4 ملايين و200 ألف من بينهم 22% من الإناث ممن تتراوح أعمارهن بين 17 و64 سنة. وأطلقت الحكومة التونسية في 2009 حملة وطنية تستمر 5 سنوات لتقليص عدد المدخنين بنسبة 10% (بمعدل 2 بالمئة سنويا) حتى تصل نسبة المدخنين 25% من مجموع السكان مع حلول عام 2013. وأظهرت أحدث إحصائيات وزارة الصحة التونسية أن 20 تونسيا على الأقل يموتون يوميا بسبب الأمراض التي يسببها التدخين. وتعتبر هذه النسبة من بين الأعلى في الدول العربية والعالم إذا ما قيست بعدد سكان تونس البالغ عددهم أكثر من 10 ملايين نسمة. وأفادت دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة التونسية أن التدخين يتسبب في 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة و85% من الالتهابات المزمنة لقصبات الرئة و75% من الجلطات القلبية و25% من أمراض القلب بين التونسيين. وأضافت الوزارة أن التدخين يتسبب أيضا في ثلث حالات الأمراض السرطانية المسجلة سنويا في تونس، التي يصل عددها إلى 12 ألف حالة إصابة جديدة. كما أكدت دراسة نشرتها “الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الجنسيّة” في 2008 أن التدخين كان من العوامل الرئيسية في إصابة نحو 40% من الرجال بعجز جنسي متفاوت الخطورة (خفيف، متوسط، تام). وتتكبّد وزارة الصحة التونسية سنويا خسائر بنحو 200 مليون دينار (حوالي 155 مليون دولار أمريكي) جراء الإنفاق على علاج الأمراض التي يسببها التدخين. وقال محمد صاحب محل بيع سجائر وسط العاصمة تونس إن المدخّن الواحد من زبائنه ينفق ما بين 30 و100 دينار شهريّا على شراء التبغ وذلك بحسب نوعية السجائر. وأضاف أن أعدادا غير قليلة من عملائه يشترون يوميا علبتين وأحيانا ثلاث علب سجائر. وبحسب إحصائيات رسمية فإن نسبة إنفاق العائلة التونسية على التدخين تبلغ 1ر3% من ميزانية العائلة مقابل 9ر2 بالمئة على إنفاقها على التعليم. ولمساعدة مدمني السجائر على الإقلاع فتحت السلطات عيادات تقدم مساعدة طبية ونفسية لتخليص المدمنين من براثن التبغ. وبدأت تونس سنة 2000 تجربة عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين التي يقدّم فيها أطباء متخصصون العون الطبي والنفسي. وفتحت وزارة الصحة العمومية في 2009 100عيادة إضافية دفعة واحدة بمختلف محافظات البلاد ما رفع عدد العيادات الإجمالي إلى نحو 130. وجنّدت الوزارة لهذه العيادات حوالي 2000 طبيب لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن استهلاك التبغ. وخلال عام 2009 استقبلت عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين 10 آلاف شخص، إلا أن 3500 فقط منهم التزموا بمواصلة العلاج. وجدير بالذكر أن تونس كانت من أوائل الدول العربية التي أصدرت قانونا عام 1998 بحظر التدخين في الأماكن العامة وحظر الدعاية للسجائر. ويقضي القانون بتغريم كل مخالف بـ 25 دينارا (حوالي 20 دولارا) ومضاعفة الغرامة في حالة العودة. لكن هذا القانون لم يطبق بقوة إلى أن قررت السلطات تفعيله في 2009.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©