السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

نقص أعداد الزوجات يشعل «سرقة العرائس» في الصين

نقص أعداد الزوجات يشعل «سرقة العرائس» في الصين
28 مارس 2010 00:53
لابد أنها واحدة من أكثر ألبومات الأفراح تعاسة وحزناً في العالم. إذ تبدو العرائس مشدوهات، يحدقن بعيونهن، وملامحهن الشابة قد تجمدت وتحولت إلى نظرات لا فرح فيها بل حيرة وارتباك، بينما يعلو التجهم ملامح العرسان الذين يبدون مصممين على الاستمتاع بسعادة حصلوا عليها بتكلفة غالية. وترسم صور هذه الأفراح، التي جمعتها جماعة مساعدة نسائية لضحايا الزواج القهري، صورة شديدة الإزعاج في الصين المعاصرة. ويقدر عدد النساء اللاتي يتم شراؤهن كعرائس من قبل رجال غير قادرين على العثور على زوجة بنحو 50 ألف امرأة سنويا. ويجري اصطيادهن من أقاليم محبطة أو بلدان مجاورة ضربها الفقر يسافرن إلى الصين بحثاً عن عمل لينتهي الأمر بهن بالوقوع في أيدي حفنة من المهربين بشكل غير متعمد يبيعونهن لقاء سعر يبلغ في المتوسط 19 ألف يوان (2780 دولاراً)، حسبما ذكرت جماعة المساعدة النسائية في (كاشين) التي تتخذ من تايلاند مقرا لها. وينتمي العرسان إلى أكبر نادي للعزاب الذكور في العالم. ففي الصين حاليا يواجه ملايين الرجال إمكانية العيش كعزاب بسبب السياسة التي طبقتها الحكومة الصينية خلال الـ 30 عاماً الماضية.. “طفل واحد لكل أسرة”. وتقدر الحكومة الصينية أنه في العام الجاري يعاني 24 مليون رجل في الصين سيكونون غير قادرين على العثور على زوجات بسبب عدم التوازن الجنسي (من حيث الأنوثة والذكورة) الناجم من ثلاثة عقود من الإجهاض الاختياري للأجنة. من ناحية الزواج ، فإن كثيراً من الفقراء والرجال الأقل تعليما قد حكم عليهم بالعزوبية لأنهم لا يستطيعون ما لم يدفعوا للمهربين الذين يسرقون الزوجات لهم من بلدان مثل ميانمار ومنغوليا وفيتنام ولاوس وكوريا الشمالية. وتقول بعض السيدات إنه تم استعراضهن أمام عدد من الأزواج المحتملين حتى جاء من يقدر على دفع الثمن المطلوب، وأحيانا ما كانت تربط أقدامهن حتى لا يولين الأدبار. وأحيانا ما كان يتم استعراضهن أمام حشد من الناس في ميادين السوق بإقليم يونان الصيني الجنوبي الريفي. وقالت عروس فارّة إنها بيعت مثل الماشية. ويعرف المشترون الرجال في هذا السوق باسم “الأغصان العارية”. وهم أفراد من أفقر الطبقات الاجتماعية كانوا سيدخلون قفص العزوبية السرمدي لأنه لا يوجد العدد الكافي من النساء. وتقول كريستين دي مارتينو رئيسة قسم حماية الطفل في اليونيسيف في بكين إن الخبراء يعتقدون أن نقص أعداد النساء في سن الزواج بالصين هو أحد العوامل في تنامي ظاهرة تهريبهن. وأضافت “لدينا الآن 100 بنت لكل 120 ولداً. وبحسب تقديراتنا فإنه بناء على هذه الأرقام يقل عدد الإناث يقل عن عدد الذكور بواقع 500 ألف أنثى سنوياً”. وبناء عليه فقد اكتشف المهربون أن “الأغصان العارية” يرغبون في دفع ما يتراوح بين 5000 يوان و25 ألف يوان. والرقم الأخير يعادل راتبا يزيد عن العامين بالنسبة لمزارع صيني لشراء زوجة. ولا ينتهي عذاب العروس بمأدبة العرس، لأنه فور بيعها فإن قسما كبيرا من النساء المهربات يرسلن فورا إلى العمل في المزارع أو المصانع كي يسددن الديون التي تراكمت على أزواجهن الجدد نتيجة شرائهن من المهربين. وتصف واحدة من العرائس المهربات التي عادت إلى وطنها في شمال ميانمار كيف أخذت إلى شرق الصين بعد أن تم إغواؤها بقبول وظيفة خادمة “أخذت إلى جيلين في شرق الصين . وهناك اكتشفت انه تم بيعي كعروس لقاء 24 ألف يوان . وكان زوجي فيما يبدو متخلفا عقليا. وأسرته كانت من المزارعين واضطررت لأن أعمل في المزرعة. ولم يسمح لي مطلقا بالخروج وحدي”. وجاء الإنقاذ عندما أبلغ جار عنها الشرطة بوصفها مهاجرة غير شرعية، فألقت الشرطة المحلية القبض عليها وبعد فترة أمضتها في الحبس تم في نهاية الأمر نقلها إلى حدود ميانمار حيث أعيدت إلى بلادها. ويجد المهربون ضالتهم في النساء اللائي لا حول لهن ولا قوة عند الحدود. إذ تهرب النساء من كوريا الشمالية من المجاعة والاضطهاد السياسي على سبيل المثال، ليجدن أنفسهن في أيدي المهربين ويتم بيعهن لرجال صينيين. وتقول جوليا ماريب الباحثة بجمعية النساء في (كاشين) إن غالبية الضحايا هن نساء يذهبن إلى الصين سعيا وراء العمل حيث يتعرضن لخداع المهربين. وتضيف غالبا ما يجري نقلهن آلاف الأميال من المدن الحدودية حيث يتم التقاطهن لبيعهن في منطقة شرق الصين الغنية. وشنت الصين العام الماضي حملة ضد المهربين وزعمت أنها أنقذت خلالها ألف امرأة وطفل شهريا. لكن دي مارتينو تقول “إنه وحسب قمة جبل الجليد الطافي كثير من الحالات لا يمكن تقفي أثرها وغالبية الضحايا لا يمكن تحديد هويتهن أو مساعدتهن”.
المصدر: هونج كونج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©