الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطاعم الإمارات تقصي مأكولاتها الأثيرة عن موائدها فاطمة عطفة

مطاعم الإمارات تقصي مأكولاتها الأثيرة عن موائدها فاطمة عطفة
19 مايو 2009 03:27
لم تكن فنون المائدة بعيدة عن التطور الذي يشمل كل شيء في حياتنا المعاصرة، بحيث أصبحت المنافسة كبيرة وممتعة أيضاً في ألوان الطعام وفنون الطهاة. والمائدة العربية كانت وما زالت تحتل مكانتها بين الموائد في العالم، وإلى جانب لذة المأكولات وتنوع الألوان التي تقدمها، فإنها أيضا تحمل صفات تربوية جيدة، بحيث تقدم في طبق كبير يجمع حوله العائلة والجميع يبدأون بكلمة "بسم الله"... هذا النظام الجميل الذي يوصف بـ (لمَّة العائلة) فهو يعكس دلالات كثيرة، إلى جانب تجاذب الأحاديث بين أفراد الأسرة. ولكن هذا التجمع قد تراجع لأسباب كثيرة، من أهمها ظروف الدراسة والعمل، وأخذ الوجبات في المطاعم والفنادق التي تقدم كل ما يشتهيه الشخص. ونجد في مدينة أبوظبي، إلى جانب الفنادق الفاخرة، كذلك أسماء لمطاعم متعددة: المطعم اللبناني، الشامي، التركي، الإيراني، الهندي، إضافة إلى الإيطالي، والياباني، والصيني... وكان لـ "دنيا الاتحاد" أن تبحث على مطعم إماراتي يقدم فقط المأكولات الخاصة بالمائدة الإماراتية خاصة والخليجية عامة، وبعد البحث والأسئلة لم نجد المبتغى إلا في أحد المطاعم ويحمل اسم (خور فكان) وقد بيع مؤخراً إلى رجل أعمال هندي ويديره عمال هنود. وإلى جانبه أيضاً تجد مطعم (عوفي للمأكولات الشعبية) وهما في موقع متواضع، يتضمن المطعم نصية أرضية كممر لغرفة في الأعلى. وحول هذا الموضوع وغياب المطعم المخصص للأكلات الإماراتية في العاصمة أبوظبي كانت لنا لقاءات عديدة مع شباب إماراتيين تحدثوا لنا عن رأيهم. يقول عادل العمري: اشتريت هذا المطعم الصغير المساحة من أربع سنوات، وهو خاص بإعداد وتقديم الأكلات والحلويات الشعبية، (عوافي للأكلات الشعبية) يوجد طلبات ممن يحبون هذه الأكلات، كما أننا نوصل الطلبات ولو كانت قليلة، أما السياح فيأتون أحيانا، لكنَّهم سرعان ما يتراجعون، لأن الموقع خجول، والمساحة صغيرة بين المطاعم الموجودة هنا. ويضيف العمري: إن إقامة مطعم يقدم الأكل الإماراتي ضروري، لكنَّه مكلف ويحتاج إلى ناس مقتدرين مادياً، خاصة بعد غلاء الإيجارات. كما يحتاج أيضاً إلى دعاية لجلب السياح وتعريفهم بالمطبخ الخليجي. ويؤكد العمري أن هذه الفكرة يجب أن تدعم سواء من السياحة أو من رجال الأعمال، وأن "يكون لدينا استثمار في هذا المجال يرافقه ترويج إعلامي، إضافة إلى تدريس وتطوير الأكلات الشعبية. ويضيف: أقول لك إنني عملت عدة مرات إعلانات لأجد طباخا أو (شيف) خليجيا، للأسف لم يراجعني أحد، لا أعرف ما هي الأسباب، هل قررنا الترفع عن تراثنا والاكتفاء بالأعمال الإدارية؟ أنا أؤمن بأنَّ كل مجتمع عليه أن يعمل في كل شيء يرسخ من تراثه وهويته. وفي مطعم (خورفكان) المؤلف أيضاً من غرفة واحدة، وقد بيع مؤخراً. كان لقاؤنا مع أحمد علي الشحي وصديقه، وهما طالبان في كلية التقنية، كانا قد انتهيا من تناول وجبة الغداء، يقول الشحي: من المهم أن يكون هناك مطعم كبير وحديث خاص بالطبخ الإماراتي بحيث يقصده كل من يحب هذا النوع من الأكلات، سواء من أهل الخليج أو من السياح. ويتساءل علي: لماذا لم يفكر المستثمرون أو القائمون على السياحة بمثل هذا المشروع؟ لو وجد، أعتقد سيكون عملاً مربحاً ومهماً لجهة تعريف الآخرين على ألوان الطعام من تراثنا، في رأس الخيمة لدينا الكثير من المطاعم التي تطبخ مأكولاتنا فقط. ويؤكد علي: يجب أن نعمل على إظهار المطبخ الإماراتي، ويجب على المستثمرين أن يلتفتوا إلى هذا الموضوع. أمَّا هيا المزروعي فتقول عن الأمر: لا يوجد مطعم لأن الناس مكتفون في بيوتهم، هذا بالنسبة لنا نحن الإماراتيين، ولكن بالنسبة للسياح والمقيمين أعتقد أنَّهم يلزمهم العديد من المطاعم وأن تكون فخمة أيضاً، وهذا للأسف غير موجود حتى الآن، ولا أعرف لماذا لم يفكر رجال الأعمال بمثل هذه المشاريع التي نفتقدها. تضيف المزروعي: عندنا امرأة في العين تطبخ في بيتها، حيث تؤمن كثيراً من الطلبات. ونجد لديها كل أنواع المأكولات الإماراتية مثل محلى زايد، والعصيد، والخبيص، واليمات، والهريس، والبسيس... هي ترى أنَّ ذلك ضروري، وتقول: يجب أن يكون عندنا مطاعم مخصصة بالطبخ الإماراتي، يقصدها السياح وكل من يحب أكلنا. كما كان لنا لقاء مع شباب آخر من الإمارات، يقول خالد الزعابي: إن هذه الفكرة موجودة في رأس الخيمة والشارقة، ولكن في دبي وأبوظبي يمكن أن تطلب الأكلات الخليجية من مطاعم أخرى. ويعتقد خالد أن ندرة مثل هذه المشاريع يعود إلى ترفع الشباب ورجال الأعمال عنها، فهم يتطلعون إلى الاستثمارات التي تعطي أرباحاً سريعة. ولكن الشاب راشد عبدالله يرى أن عدم وجود مطاعم تقدم الأكلات والحلويات الإماراتية شيء غير طبيعي، رغم وجود مستثمرين من أبناء الإمارات، ورغم اهتمام هيئة السياحة، ويتساءل: لماذا يتجاهل أصحاب الاستثمار مثل هذا المجال؟ ولا يكتفي راشد بالدعوة إلى افتتاح مطاعم بل يضيف: أقترح أن يكون هناك مطعم إماراتي في كل فندق من فنادق الخمس نجوم، من أجل الزوار الذين يأتون إلى أبوظبي ودبي حتى يتعرفوا إلى أكلنا، وأقترح كذلك أن يقدم الطبق الإماراتي على رحلات الطيران لمن يريد أن يعرف الأكلات عندنا، وأن يرفق كذلك بالدعاية والإعلام سواء على الطيران أو في الفنادق، ويمكن تخصيص مقر خاص للأكلات الشعبية، يقصده السياح، ماذا الذي يمنع أن تشارك أنواع من طبخنا في الفعاليات الرسمية، وأن تقدم إلى جانب الطبخ العربي أو الغربي؟ ويتابع راشد: نحن عندما نذهب إلى أي بلد نطلب أن نأخذ وجبات الطعام من أكلاتهم، لماذا لا نقدم للآخرين ما عندنا من مأكولات لذيذة وشهية، في الفنادق نجد الأكل العربي بأنواعه، والإيراني، والإيطالي.. في بلدنا لا نجد مطعماً واحدا يقدم ما تربينا عليه من مأكولات، إننا نحتفي ونكرم أشخاصاً يعملون بالطبخ في شتى أنحاء العالم ولم نعثر على شخص واحد يهتم بمأكولاتنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©