الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاج فعّال لسرطان الثدي

18 فبراير 2013 21:17
لا أدري لماذا كنت أندفع نحو قراءة دراسات وأبحاث عن سرطان الثدي؟ ولا أعرف سر خوفي ورهبتي من هذا المرض الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسة لوفاة السيدات؟ كنت دائمة التفكير في حال إصابتي بمصير أولادي، لمن سيشتكون؟ ومع من سيتحدثون عند قدومهم من المدرسة؟ ولمن سيحكون تفاصيلهم الصغيرة والمهمة؟ وتنسحب خيوط صورهم أمام عيناي في مرحلة المراهقة، وأراهم بناتا وأولادا كبارا يحاولون إثبات ذواتهم وتأكيد استقلاليتهم، ويتيه الخيال وتنسكب دمعتي تغسل وجهي، وأتساءل عمن سيرعاهم في غيابي؟ ومن سيساعدهم على تحقيق أحلامهم؟ من سيكون إلى جانبهم في لحظات فشلهم كما نجاحهم؟ من سيبتسم لهم من كل قلبه؟ من سيفتح يديه ويحضنهم دون ملل؟ من سيحتمل شيطانيتهم وحماقاتهم وجنونهم؟ ويمر شريط طويل يستبق الأحداث ويخترق الزمن، تحجب الدموع رؤيتي، وفجأة أستفيق وتنقشع الغيمة من أمامي، لأجد نفسي بينهم، لكن تفكيري السلبي يعاود شنقي في كل حين. ونظرا لخوفي الشديد من المرض، قررت ألا أكشف أبدا عنه في إطار حملات التوعية التي تقودها الكثير من المؤسسات في الدولة، والتي تقوم بها لمحاصرة المرض وبالمجان، حيث تكشف السيدات عن طريق المومجرام للبحث عن المرض واستئصاله من جذوره في حال الإصابة، وهكذا مررت بالقرب من الحملات التوعية وحضرت المحاضرات ودونت التفاصيل، وسألت العديد من الأطباء عن المرض، وجمعت معلومات وحفظت العديد من الحقائق عنه. وفي يوم وتحت إلحاح إحدى صديقاتي وبعد إقناعها لي تماما أنني لا أحمل أي علامات عن هذا المرض، خضعت للفحص بالمومجرام الذي نظم لفائدة إحدى المؤسسات، وبعد شهر جاءت النتيجة الصادمة عن طريق الهاتف «عندنا شك في فحوصاتك ومن الضروري جدا تأكيدها عن طريق إعادة الكشف». دموع وسهر وخوف وهروب من المتابعة مرت أربعة أشهر على المكالمة، ليحاصرني هاتف الجهة المنظمة للحملة تشدد على استكمال الخطوات، وبعد تردد طويل قررت الخضوع للفحص وأخذ «الخزعة» ليتأكد أنني مصابة، لكن النتيجة لا تعرف في صيغتها النهائية إلا بعد أسبوع اعترتني فيه كل المشاعر السلبية ومررت بكل التصورات السيئة، لتأتي النتيجة أن الورم حميد، مع التشديد على ضرورة إجراء عملية الاستئصال. بعد هذه الأحداث أيقنت أن الكشف المبكر ضروري جدا، وأن السيدات يجب ألا يترددن أبدا في متابعة الكشف وتأكيده، كما آمنت بقول الدكتورة سوسن الماضي أمين عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الإمارات، أن موت السيدات في هذا البلد بمرض سرطان الثدي يعتبر إجراما، يرتكبنه في حق أنفسهن، نتيجة العزوف عن إجراء الفحوصات ومتابعتها، حيث تتوافر كل المعطيات المادية والمعنوية لتحقيق مستوى عال جدا من الشفاء، بل القضاء على المرض في حال اكتشافه مبكرا، وهذا ما باحت به إحدى السيدات التي كرست نفسها لزيادة الوعي بسرطان الثدي وبضرورة الكشف المبكر عنه. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©