الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سوريا: جدل العنف والتسوية

سوريا: جدل العنف والتسوية
18 فبراير 2013 20:47
سوريا: جدل العنف والتسوية يقول د. أحمد يوسف أحمد: فاجأ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض كافة المعنيين بالشأن السوري والمتابعين لتطوراته بمبادرته التي انطلقت من إمكانية الحوار مع النظام السوري شريطة الإفراج عن مئة وستين ألفاً يحتجزهم في سجونه، وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج، ولاحقاً أضاف الخطيب ما يُعد شرطاً ثالثاً وهو أن يكون الحوار مع فاروق الشرع نائب الرئيس السوري الذي لا يعرف عنه أحد شيئاً في الوقت الراهن. وثمة ملاحظات أساسية ترد على هذه المبادرة منذ الوهلة الأولى: الملاحظة الأولى أنها يمكن أن تكشف عن قدر كبير من عدم الإلمام بالسياسة وقوانينها إن كان القصد منها حقاً هو التوصل إلى تسوية مع النظام، فليس بعد هذا القدر من العنف والدماء والدمار والتشريد يمكن التوصل إلى مثل هذه التسوية. غير أن هذه المبادرة قد يكون المقصود بها تقوية المعارضة وشق صفوف النظام على أساس إثبات مرونة الأولى وإرباك النخبة الحاكمة في سوريا في وقت أزمة ضاغطة يمكن أن تمثل لها مبادرة الخطيب حبل نجاة. ولكن مبادرة كهذه بالمقابل يمكن أن تؤدي إلى بلبلة في أوساط الائتلاف الوطني المعارض الذي يرأسه الخطيب نفسه، بل وداخل صفوف المعارضة ككل، وهو ما يبدو أنه قد حدث بالفعل بدليل حرص الائتلاف في الاجتماع الذي عقده في الرابع عشر من هذا الشهر بمدينة القاهرة على أن يؤكد أن مبادرة الخطيب قد انتهت مع تبرير هذا الموقف بما لا يمثل إحراجاً لرئيسه، وذلك بالقول إن انتهاء المبادرة مرده أن النظام السوري لم يستجب لها. إسلاميون ضد الشعوب استنتج عبدالوهاب بدرخان أنه في الذكرى السنوية الثانية أصبح يُنظر إلى الإسلاميين باعتبارهم مصادري الثورات، خاطفيها، سارقيها ومفسديها، إلى حد أن كتاباً ومدونين، مغردين، وفيسبوكيين، يشيرون إليهم كـ"أعداء للشعوب"، وفقاً للشعار اليساري القديم "أميركا عدوة الشعوب". بل إلى حد أن إسلامياً كرئيس الوزراء المغربي، عبدالإله بن كيران، وجد أخيراً مصلحة في التمايز قائلاً: "لسنا من الإخوان المسلمين"، وكأنه يريد التبرؤ من سمعة لم تعد تنطوي على أي ميزة مساعدة في تبوؤ الحكم. ثمة شعور سائد اليوم، في مصر وتونس خصوصاً، بأن الثورة انتهت. لم يتبق منها شيء. ولابد من ثورة ثانية. بل ازداد الشعور بأن ما كان يجب التخلص منه ليس النظام وإنما وجهه الآخر الذي لازمه ثم انكشف بأنه أسوأ منه. كان المستبد يأتي بشيء من "الاستقرار" رغم اعتدائه على الحريات، أما خلفه المتنكر بالدين فسرعان ما أقنع العامة والخاصة بأنه غير مكترث باستقرار ولا بحريات. كلاهما سلّط جهوده على تغيير طبيعة الإنسان والمجتمع، بغية إدامة حكمه وتأبيد سلطته. صناعة المجتمع المدني المتحضر يرى سالم سالمين النعيمـي إن جعل المجتمع مدنياً ومتحضراً صناعة قائمة بذاتها تحتاج لكل مقومات الصناعة المتطورة للحصول على منتج بجودة عالية جداً يضمن للناس عادات حضارية لا تطغى عليها الصبغة غير المدنية، ويبعدها عن الممارسات غير الحضارية التي تطمس معالم الحياة المدنية، وأن كانت تتناسب مع الواقع الأخلاقي والقيمي في مجتمعاتهم وفقاً لقيمهم المدنية. فالشعب الذي يساهم بأي شكل من الأشكال سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة في دعم سياسات واستراتيجيات وعمليات تمويل ودعم مالي للإرهاب بكل أنوعه. والإمبريالية الاحتكارية والظلم والدمار وقتل الأبرياء، ولا يرفض رفضاً كلياً الابتزاز السياسي والاقتصادي والعنصرية والاضطهاد والتحزب القائم على العرق أو الدين أو القومية سواء كان من خلال شخص أو جماعة أو دولة أو تعاون أو تحالف أو اتحاد، فهو شعب غير متحضر. فالمجتمعات المتحضرة المدنية لا تصبح متحضرة ومدنية فقط من خلال دستور يكفل حرية الفرد وحقوقه وضمان استقلال السلطات الثلاث وتشجيع الفنون والإبداع والموسيقى والأدب والتعلم والعلوم وبناء دولة المؤسسات واحترام القوانين والتشريعات، وتقبل الآخر وثقافته وموروثه بكل مظاهره واحترام اختلافه ، ذلك كله لا يعني بالضرورة أن الشعب والمجتمع متحضر ومدني، وهو يقبل أو يشارك أو يغض النظر عن طمس حقوق الشعوب واستعمارها أو استغلالها بغض النظر عن الطريقة والأسلوب، فهذا السيناريو بدوره يضعنا أمام مشكلة مركبة ومعقدة، وسؤال حائر يبحث عن إجابة متسائلين من هو إذن الإنسان والمجتمع المتحضر والمدني؟ وهل يمكن أن يكون الإنسان مدنياً دون الضرورة أن يكون متحضراً أو العكس؟ أفريقيا... في المؤتمر الإسلامي يستطيع البعض، حسب حلمي شعراوي أن يحسد القارة الأفريقية، على حضورها المكثف في بضعة أسابيع متتالية من أوائل عام 2013، في مؤتمرين كبيرين حظياً لظروف مختلف بتغطية إعلامية واسعة، بعضها حقيقي والآخر مظهري أو مصطنع. وقد كان احتفاء مفوضية الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا بالإبراز الإعلامي لوصول تنظيم الوحدة إلى عامه الخمسين، مما يقدر للسيدة "دلاميني زوما"، الأمينة العامة الجديدة التي احُتفل أيضاً بظهورها لأول مرة في رئاسة المفوضية، ولذا حاولت أن تجعل من ساحة الاتحاد فرصة لطرح قضاياه العامة الملحة في السلام والأمن تحت شعار "السلام الأفريقي"، أو التذكير بخطط التنمية الكبرى من خطة لاجوس إلى أبوجا إلى نيباد، وحتى مطالب تنمية أفقر الدول في القارة، بل ومطلب ضمان تمويل قوة سلام دائمة، تصل في تقدير البعض إلى ثلاثين ألف جندي يحتاجون عملياً لبضعة مليارات، ضمن تمويل بنك التنمية الأفريقي نفسه. وكان طبيعياً أن يجمع لقاء القمة الأفريقية بين الاحتفالية والأسى على حالة الصراع والتقاتل القائمة في أكثر من خمس بقاع خطيرة في القارة مع عجز مادي كامل من قبل رؤساء أصبح كثير منهم يتمتع بالاستقرار نتيجة علاقته الوثيقة بالدول الكبرى صاحبة المصالح التي تقف وراء هذه الصراعات، أو يجرى الصراع من حولها، مثل تجارة المخدرات والمهاجرين والمعادن الاستراتيجية في منطقة واسعة من دول الساحل الأفريقي. دعم التحول في ليبيا استنتج "كريستوفر تشيفيس" أنه خلال الخمسة عشر شهراً التي أعقبت نهاية تدخل "الناتو" في ليبيا، ما زال يتعين تأمين المكاسب التي تحققت بجهد جهيد خلال الحرب، وربما تبدو الأمور اليوم متجهة نحو اتجاه مثير للقلق. ولذلك، فقد حان الوقت للعودة حتى لا تنحرف عملية التحول في ليبيا ما بعد الحرب عن سكتها. واليوم، وفي وقت احتفل فيه الليبيون أول من أمس بالذكرى الثانية لبداية الثورة التي أفضت إلى خلع القذافي عن السلطة، تبدو الظروف الأمنية في ليبيا صعبة، وما انفكت تزداد صعوبة. فهناك أعمال عنف في الجنوب حيث تخوض بلدات كبيرة صراعاً مع بعضها بعضاً من أجل الثأر لأعمال سابقة، كما بدأ متطرفون ينتشرون بشكل ملحوظ في منطقة برقة الواقعة شرق البلاد، وأخذت الجريمة تتفشى، والشارع في مرحلة ما بعد الثورة أضحى مسلحاً وعصياً على السيطرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©