الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجلس الاستشاري الوطني .. يحكي مسيرة وطن

المجلس الاستشاري الوطني .. يحكي مسيرة وطن
18 فبراير 2015 00:47
لا تزال فعاليات مهرجان قصر الحصن تستقطب الكثير من الزوار خلال دورته الثالثة، فكل من يدخل هذا المكان التاريخي لابد أن يمر بجانب المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي، ذلك الصرح التاريخي الشاهد على الكثير من الاجتماعات التي نظمت في التسعينيات، إما من خلال التقاط صور تذكارية للمكان، أو الدخول إلى قاعة المجلس لكشف تفاصيله والاستماع بتسجيل صوتي باللغة العربية والإنجليزية عن تاريخ المجلس الاستشاري الوطني. التشاور وحل المشكلات يؤكد الدكتور عبدالله محمد الريِّس - المدير العام للأرشيف الوطني في دولة الإمارات - المركز الوطني للوثائق والبحوث، أن المجلس الاستشاري الوطني عقدت فيه الكثير من الوقائع، ففي سنة 1978م، شهد معالي أحمد خليفة السويدي وزير الخارجية جلسة المجلس الاستشاري الوطني التي أقر فيها رفع توصية للمجلس التنفيذي بضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم والشباب بتخصيص فترة راحة بالمدارس لأداء صلاة الظهر، وقرار تعبيد طريق للشاحنات من ميناء زايد إلى جسر المقطع، كما ناقش في جلسته برئاسة سعادة الشيخ سلطان بن سرور الظاهري مضمون رسالة المجلس التنفيذي إلى دائرة البلدية، بشأن وضع ضوابط للتنزيلات التي تعلنها المحال التجارية، ومشروع قانون معاشات ومكافآت التقاعد للمواطنين العاملين لدى شركات البترول بإمارة أبوظبي. كما قرر المجلس الاستشاري الوطني في جلسته برئاسة الظاهري الدعوة إلى عقد مؤتمر مشترك بين ممثلين عن المجلس التنفيذي وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، واللجنة المالية والاقتصادية المنبثقة عنه لمناقشة مشروع قانون تعديل بعض مواد قانون الرخص التجارية، كما ناقش ارتفاع أسعار السيارات وأسبابه. هناء الحمادي (أبوظبي) في زيارة جناح المجلس الاستشاري الوطني الذي لعب دورا محوريا في تأسيس الدولة، نوقشت قرارات حاسمة تم اتخاذها في هذا المكان الذي جمع 50 من أعضاء المجلس، حيث عقد الكثير من الاجتماعات في تسعينيات القرن الماضي واستضاف المناقشات الوطنية والاتحادية حتى أواخر التسعينيات. والمجلس الاستشاري الوطني الذي تم بناؤه في الفترة من 1968 إلى 1970، بحسب التحليلات التي أجريت على العديد من الصور الجوية التاريخية لأبوظبي. مازال اليوم في مهرجان قصر الحصن شاهدا على الكثير من الأحداث، منها تطوير نظام حكم حديث له جذوره المرتبطة بالمفاهيم التقليدية للمجلس والشورى. نبض الحياة كان لبناء مقر المجلس خارج أسوار قصر الحصن دلالة على أن القصر مازال يمثل نبض الحياة السياسية والاجتماعية والإدارة الحكيمة في أبوظبي وفي دولة الإمارات. ومن خلال الدخول إلى القاعة، يمكن التمتّع بتجربة مباشرة من خلال زيارة الغرفة من الداخل ورؤية كيف توقّف الزمن فيها. حيث يستمع كل زائر إلى مقاطع صوتية حول القرارات الحاسمة التي تمّ اتخاذها والاجتماعات التي عقدت داخل المجلس. ويعرض المجلس الأغراض الأصلية التي كانت موجودة بما فيها أجهزة التسجيل التي لا تزال في مكانها وعلب المحارم التي تمّ استخدامها في الاجتماعات التي عقدت في تسعينيات القرن الماضي، كما يمكن مشاهدة توسيع البناء في ثمانينيات القرن الماضي كجزء من أعمال الترميم التي أجريت في تلك الحقبة. حيث تمّت إضافة بناء للمطبخ والمرحاض في الجزء الخلفي من المبنى، ما جعل الهيكل أقرب إلى جدران القصر. ضغط على الزر ومن الوهلة الأولى، في تسجيل صوتي من خلال الضغط على الزر يمكن معرفة أهم المعلومات عن المجلس الوطني، حين أعطى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التوجيهات ببناء قاعة المجلس الاستشاري الوطني، وكان هذا المبنى المقر الرئيسي لهيئتين حكومتين– المجلس الاستشاري الوطني والمجلس الوطني الاتحادي، وعلى الصعيدين الوطني والمحلي، شهد هذا المجلس نشأة وتطور نظام حكومي جديد، استمد جذوره من نظام الشورى، وقد تم نقل كلا هذين المجلسين إلى مبان جديدة بنيت خصيصا لهما في إمارة أبوظبي. مكان للنقاش قاعة المجلس الاستشاري الوطني، تعلوها إنارة كبيرة من الكريستال وتضم 50 كرسياً زين بمخمل يميل إلى اللون الأخضر وقواعده مصنوعة من الخشب وكرسي رئيس الجلسة الذي وضعت خلفه عبارة «وأمرهم شورى بينهم»، باعتباره مازال الشورى هو المبدأ والأساس في مجالس الشيوخ في أبوظبي وفي المؤسسات الحكومية في وقتنا الحاضر وهي أساس الحكم الرشيد، فهي التي تقوم عليه البلاد والنهج المتبع في إمارة أبوظبي ومختلف أنحاء الإمارات، ويمكن للناس التواصل مع الحاكم ومناقشة احتياجاتهم معه في أي وقت، ومن مبدأ الشورى يشارك المواطنين في اتخاذ القرارات المتعلقة بشؤونهم والشؤون العامة. لكن منذ عام 1971 تمت في هذا المكان مناقشة القضايا ذات الأهمية المحلية والوطنية والدولية في هذه القاعة، إذا خاطب الأعضاء الحاكم مباشرة وناقشوا التغييرات في القانون أو القضايا السياسية وشؤون الحكم، ومازالت المؤسسات الحكومية التي كان مقرها في هذا المجلس سابقاً مبنية على مبدأ الشورى وتبادل الآراء. تمثيل الإمارة بحضور 50 من أعضاء المجلس، عقد المجلس الاستشاري الوطني اجتماعه الأول في 3 أكتوبر 1971، قبل شهرين فقط من تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهدت أبوظبي تطورا كبيرا في ظل رؤية وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتصبح لاحقاً عاصمة هذه الدولة. ومنذ عقد هذا التجمع الأول، الذي ضم المجلس خمسين من الشخصيات الرفيعة في المجتمع من جميع أنحاء إمارة أبوظبي، فقد كانت مهمتهم تمثيل سكان أبوظبي من خلال مناقشة القضايا المتعلقة بحكم الإمارة، وحل مشاكل احتياجات السكان. بناء رائع خلال عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبتطور المدينة المحيطة بقصر الحصن، لم يعد منعزلا كما في السابق، فانتقلت العائلة الحاكمة إلى قصر المنهل في جنوب الحصن، واستخدم القصر كمقر ليحتوي مكاتب حكومية من ضمنها مركز الوِثائق والبحوث والذي يعرف اليوم بـ «الأرشيف الوطني»، ثم خضع المبنى لعمليات ترميم للحفاظ عليه كمعلم تاريخي، وبالنظر إلى أعلى أسقف غرف المعيشة في قصر الحصن نجد معظم الأسقف مصنوعة من «قضبان المنجروف»، وهي تعتبر مادة بناء رائعة لأنها قوية ومتينة، وطول هذه الأعمدة نادرا ما يتجاوز 3,6 متر، مما يجعل الممرات والغرف محكومة بهذا القياس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©