الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزير الخارجية: خطر التركيبة ترافق مع مخاطر تحديات دينية وثقافية

وزير الخارجية: خطر التركيبة ترافق مع مخاطر تحديات دينية وثقافية
16 ابريل 2008 02:07
ركزت مداخلات الحضور خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى الهوية الوطنية على جملة من التحديات والمخاطر التي تواجه الهوية في هذه المرحلة والمراحل القادمة، والتي وصفها الوزير السابق حميد الطاير بـ ''المخاطر الكبيرة''· وبينما رسم الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي صورة ''سوداوية'' لواقع الهوية الوطنية واعتبرها على ''المحك''، فقد دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى التفاؤل، وأشار إلى جهود الدولة في تثبيت الهوية · غير أن الداعية الدكتور أحمد الكبيسي أكد أن التحديات الدينية مخاطرها أكبر بكثير من التحديات الأخرى، وقال إن ''الفتاوى'' أخطر ما تواجهه المجتمعات العربية والإسلامية، لكن معالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي، رأى أن مشكلة التركيبة السكانية ''مزمنة'' وتحتاج بدايةً إلى حل يبدأ بالاعتراف بالمشكلة وقيام جهة رسمية على مستوى المجلس الأعلى للاتحاد ورئاسة مجلس الوزراء لتحليلها· واعتبر معالي وزير الدولة خليفة بخيت، خلال مداخلته، أن أولى الخطوات للحفاظ على الهوية الوطنية هي ''الوحدة الوطنية''· وقال إن الوحدة الوطنية التي تنعم بها دولة الإمارات تستند إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والسِلم الاجتماعي والمحافظة على الاتحاد، الذي أكد أنه لا يمكن التراجع عنه أو وجود خلل في مؤسساته· واعتبرت وزير الدولة الدكتورة ميثاء الشامسي أن ''الهوية الوطنية ليست شعارات او مبادئ أو سلوكيات، بل هي منهج وأسلوب حياة''· فيما أكد الدكتور أحمد علي الحزيمي أن التعامل مع قضية الهوية هو مسؤولية جماعية، واعتبر أن دستور الإمارات العلامة الأبرز لتعزيز الهوية الوطنية· واتفق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في رده على تساؤلات ومداخلات طرحت في الجلسة الأولى التي ترأسها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية مع جميع الأطروحات التي حددت حجم المشكلة السكانية التي تواجه الدولة في هذه المرحلة· وأكد سمو وزير الخارجية أن الدولة وضعت الكثير من المبادرات التي تهدف إلى معالجة هذه المشكلة، ولفت إلى اللقاء الذي عقده هذا الأسبوع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مع لجنة التركيبة السكانية برئاسة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية· وأشار إلى أن اللجنة قدمت 66 مبادرة للتعامل مع مشكلة التركيبة السكانية، سيتم العمل بكثير منها في القريب العاجل، إضافة إلى وضع آلية لتطبيق المبادرات· وأكد سمو وزير الخارجية أن خطر التركيبة السكانية ترافق مع مخاطر أخرى منها التحديات الدينية والانترنت· وقال إن معالجة مشكلة التركيبة السكانية لا تغني عن إثراء الهوية الوطني، وأكد ضرورة الاهتمام باللغة العربية مع العمل على تنمية قدرات الطلبة باللغات الأجنبية، مع التركيز على التفاؤل والعمل· بدوره، أكد معالي محمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن مشكلة التركيبة السكانية ''مشكلة مزمنة''، ولفت إلى أنه تم تشكيل العديد من اللجان لوضع حلول لها دون أن تصل إلى نتيجة ملموسة· وقال إن الحل يبدأ بالاعتراف بالمشكلة وقيام جهة رسمية على مستوى المجلس الأعلى ورئاسة الوزراء لتحليل مشكلة التركيبة السكانية وطرح الحلول لها والتنفيذ على مستوى الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية· وحذر الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي من تفاقم مشكلة التركيبة السكانية، وقال ''إنني أتحدث عن مخاطر فعلية تهدد مجتمع الإمارات في السنوات القادمة إذا لم يتم الوصول إلى حلول جذرية لها''· وحذر الداعية الدكتور أحمد الكبيسي من التحديات الدينية، وقال يجب أن ''نكون حذرين فهي تمتد بفعل فاعل''· وأشار إلى أن بعض التيارات الهدامة تسعى إلى أن تمتد في العالم العربي· وقال إن معظم مشاكل الأمة الإسلامية مردها ''الفتاوى التي تصدر من أشخاص لتعيث بالأرض فسادا''· وقال ما من دولة الآن إلا وأخذت حذرها من تلك الفتاوى التي أدت إلى فقدان الأمن وترويع الشعوب· وزير التربية: خطة التطوير ليست شعارات جدل حول دور التعليم في ترسيخ الثوابت عند الأجيال دافع معالي وزير التربية والتعليم الدكتور حنيف حسن عن دور الوزارة في ترسيخ الثوابت الوطنية عند الطلبة· وقال إن ''تطبيق الخطة الاستراتيجية للتعليم ستؤدي إلى إيجاد معايير ومستويات تعليمية عالمية تعتمد على ترسيخ الهوية العربية الإسلامية''· وطلب حضور في جلسة ''التعليم'' في ملتقى الهوية الوطنية من الوزير إيضاحات لجهة دور الوزارة في قضية الهوية الوطنية، فيما وانتقد ولي أمر في مداخلة له اقتصار حديث وزير التربية عن تطوير التعليم وإغفال قضية الهوية الوطنية· وقال ولي الأمر إن مدير المناهج في وزارة التربية والتعليم من دولة أجنبية، وقال إنه ''لايعرف شيئا عن هويتنا الوطنية''· وأشار إلى إلغاء مجلس الآباء والمعلمين في أبوظبي· واتفق الوزير السابق أحمد الطاير مع الرأي السابق، وقال: ''أصبحنا نسمع عن شخص اسمه بريمر في وزارة التربية''· ودعا بعض الحضور في الجلسة التي أدارتها نجلاء العور الأمين العام لمجلس الوزراء إلى الاهتمام بقضايا مختلفة في التعليم، إلى إعادة النظر في بعض جوانبه· وأشاروا إلى قضية تدريس اللغة الإنجليزية في الصفوف الأولى من التعليم كمادة رئيسية إلى جانب قضية استبعاد المعلمين المواطنين من مهنة التدريس· وذهب متحدثون إلى أن خطط تطوير التعليم هي ''شعارات عامة''· وقال أحمد الطاير إن ''الأقوال غير الأفعال'' وأضاف ''أشعر بالإحباط عندما أرى وزير التربية يوقع مع هيئات ومجالس تعليم محلية اتفاقيات لنقل صلاحيات الوزارة لتلك الهيئات والمجالس''· ورفض وزير التربية اتهام الوزارة باعتماد الشعارات وقال: ''خطة التطوير ليست شعارات''· وأكد ''نحن نبحث عن أفضل الممارسات وليست لدينا حساسية تجاه مانقوم به من تطوير للتعليم''· وزاد: ''إن الوزارة تعمل على الاستفادة من كفاءات غير مواطنة وفي المقابل هناك اهتمام كبير بتأهيل المواطنين وتدريبهم لقيادة العملية التعليمية في الدولة·'' وقال الوزير إن قضية ''الاتحادي والمحلي'' في إشارة إلى وجود مجالس تعليمية وهيئات مستقلة في بعض الإمارات، إن ذلك يرتبط بالجودة في التعليم والسؤال هل أصل للجودة عبر المركزية أو أخلق جوا للمنافسة؟·'' وأكد أن الالتزام بتنوع وجودة التعليم على نحو يحقق الطمأنينة الاجتماعية في تعليم أبنائنا· وأكد أنه ''سيكون هناك مجلس اتحادي للتعليم خلال الفترة القليلة المقبلة''· واستعرض وزير التربية خصائص التعليم في دولة الإمارات، وقال إنها تعاني مركزية وبيروقراطية إدارية وتداخل الاختصاصات وقلة الإنتاجية وتدني مستوى المباني والمرافق المدرسية وضعف البنية التحتية في مجال تقنية المعلومات وتقليدية المناهج وحصرها بالكتاب الدراسي والاعتماد بشكل أساسي على التلقين والحفظ، معتبرا عدد الأيام الدراسية وطول اليوم الدراسي أقل من المعايير العالمية· ولفت إلى تدني مستوى المعلم وعدم وجود برامج تطوير مهني أثناء الخدمة وارتفاع نسبة التسرب عند الطلبة وخاصة الذكور في المرحلة الثانوية، وتدني مستوى المخرجات التعليمية، مشيرا إلى خضوع 90 % من الطلبة لبرامج تأهيلية بمؤسسات التعليم العالي بكلفة تزيد على 300 مليون درهم سنويا· وقالت فاطمة المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي التابعة لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي خلال ورقتها في الجلسة، إن تربية الأبناء على أيدي خادمات أجنبيات أدى إلى وجود جيل جديد غير منسجم مع الهوية الوطنية، وتساءلت حول السلوك والقيم التي تزرع في نفوسهم· وأضافت أنه يجب إعداد خطط تضع الهوية الوطنية في كل ركن من أركانها، وأخرى لاستقطاب المواطنين إلى العمل في مجال التعليم· وأشارت فاطمة المري إلى أن المواطن الإماراتي يجب أن يكون ضمن جميع التغيرات المحدثة حاليا، وذلك ضمن مجموعة من التحديات التي يجب الأخذ بها، والتي تتمثل في التعليم المبكر الذي يحتاج أولا وأخيرا إلى عناية واهتمام كبيرين، يليه نظام التعليم وتطبيقاته، إلى جانب العولمة وطريقة مواجهتها بالقوانين الصارمة والتجارب العالمية الكثيرة المحدثة في هذا الميدان، إضافة إلى التنوع والخصوصية التي يجب أن لاتتعارض فيما بينها فالتنوع سيغني الهوية الوطنية ويدفع بها إلى العالمية والدليل على ذلك هو المزيج البشري الموجود في مدينة دبي· وأكدت المري: ''نريد ترسيخ قيم الهوية الوطنية وتأصيلها في نفوس طلاب عن طريق تدريسها في مدارس وفق منهج واضح ومدرسين مواطنين قادرين على ترسيخ وتعميق الحس الوطني لدى أبنائنا وبناتنا·'' وأوضحت أن المسؤولية قائمة على التعاون مع جميع الوزارات والهيئات المحلية والاتحادية لتحقيق تطوير الخطط الإستراتيجية والسياسات والقوانين والتشريعات التي تضع الهوية الوطنية في كل ركن من أركانها· ودعت إلى وضع خطة عاجلة لإعادة جذب المعلمين من أبناء الوطن للقيام بدورهم، ووضع مناهج تثقيفية وتوعوية حول الإمارات هوية وتراثاً وعادات وتقاليد، وإلزام المعلمين المستقدمين من خارج الإمارات قبل التحاقهم بعملهم بخطة الوزارة· كما طالبت بالاهتمام باللغة العربية كونها لغة القرآن الكريم واللغة الرسمية في الدولة وذلك على جميع المستويات، وأخيراً خلق بيئة تعليم وبيئة عمل مرتبطتين بالهوية الوطنية· وأكدت المري أن الملتقى ناقش الكثير من التحديات والأفكار الجديدة، مشيرة إلى أن الملتقى سيكون أكبر بكثير لو أخذت جميع الأفكار المطروحة فيه إلى أفكار عملية يعمل بها على أرض الواقع، ضمن تشريعات وضوابط واقعية وصحيحة· وأشارت إلى أهمية ألا يخرج الملتقى الوطني بمجرد عرض هموم لهذه التحديات فقط، بل أن نخرج منه بحلول مثمرة ومثلى تصب أولاً وأخيراً في مصلة الهوية الوطنية·''· لجنة عليا لدراسة المناهج قال معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم إن المجلس الوزاري للخدمات قرر بإنشاء لجنة عليا للمناهج الوطنية· ستركز على مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية· وأشار إلى أنه سيتم تحديد مخرجات مناهج التربية الإسلامية تؤكد نموذج فريد يؤكد الاعتزاز الإسلامي لدولة الإمارات التي استطاعت في ظل الانفتاح الذي نعيشه أن تصل إلى هذا العمل الجاد وتحديد المخرجات للمواد الثلاث· وأكد أنه سيتم تقديم منهج اللغة العربية بصورة شيقة تقرب الطلاب إليها· وقال إن اللغة العربية تعتبر من الثوابت التي لا يمكن المساس بها، وأن ما حدث في العالم العربي والإمارات لا يناسب قدسيتها، لأن هناك تقصيرا في المحتوي والمادة العلمية بالمنهج· وشدد على التزام الوزارة بمخرجات مادة التربية الوطنية وقال إن مخرجات التعليم مرتبطة أيضا بواجب وطني على الطلاب باتجاه التخصصات التي يحتاجها الوطن· تدني رواتب المعلمين تفاعل حضور الجلسة الثانية التي تناولت موضوع التعليم مع مداخلة الدكتورة فاطمة المري عن تدني رواتب المعلمين وعدم حصولهم على التأمين الصحي والتي أكدت أن رواتبهم ظلت متدنية حتى مع زيادة الـ 70 بالمئة مقارنة مع باقي الوظائف في الجهات الاتحادية الأخرى· وأبدى الحضور تجاوبا مع كافة المداخلات التي تعلقت بتدني أعداد المواطنين العاملين في قطاع التعليم· أحد الحضور تساءل هل يعقل أن يُدرس منهاج التربية الوطنية لأبنائنا من قبل معلمين وافدين؟ السلام الوطني في الطابور الصباحي تساءلت نجلاء العور أمين عام مجلس الوزراء عن أسباب توقف بعض المدارس عن رفع العلم وهتاف النشيد الوطني والحماسة المصاحبة له في الطابور الصباحي في المدارس الحكومية· وأشارت إلى أن أغلب ذكرياتنا الراسخة في الذهن مع تلك الأنشطة التي ترسخ وتعزز الهوية؟ ومن جهته أكد معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم أن هذه المظاهر لها دلالات نحرص على ممارساتها في المدارس· وقال ''يشعر الفرد منا بسعادة كبيرة عند رفع العلم وهتاف نشيد الوطن''· وأكد أنه رغم رمزية الممارسة تظل لها قدسية وقيمة· ونحرص في مدارسنا على التأكيد عليها وممارستها بصفة مستمرة· ضعف الصوت واجه الحضور في بداية الجلسة الأولى لملتقى الهوية الوطنية صعوبة في سماع المتحدثين نتيجة لضعف أجهزة الصوت لمدة نصف ساعة· ضعف الصوت دعا الصحفيين إلى الجلوس في أماكن متقدمة في الجلسات اللاحقة خوفا من تكرار المشكلة· خلدون المبارك يدعو إلى ربط مخرجات التعليم بمتطلبات الاقتصاد أكد رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي معالي خلدون المبارك ضرورة وضع خطة إستراتيجية للكوادر البشرية مرتبطة بقطاع التعليم· وقال هناك علاقة مباشرة بين التعليم ومؤشرات التنمية· وأشار المبارك، خلال ورقته في الجلسة الثانية، إلى ضرورة ربط مخرجات التعليم مع متطلبات اقتصاد الدولة في الوقت الحالي ومستقبلا· ودلل المبارك على تنوع الاقتصاد في الإمارات من خلال قطاعات جديدة ومنها القطاع السياحي مثلا، وقال إنه سيشكل جزءا من اقتصادنا·· والسؤال هل سيكون هناك مخرجات تعليمية تتناسب مع احتياجات هذا القطاع أم سنكتفي بالعمالة الأجنبية· وتطرق إلى أن الإمارات تركز خلال السنوات المقبلة على الاعتماد على الطاقة النووية، لافتا إلى أنه يجب التركيز على الكوادر المواطنة للدخول في هذا ''القطاع'' من خلال تبني خطة تطويرية واضحة المعالم مع قطاع التعليم لتحقيق الأهداف المرجوة من التنمية· وأشار إلى أن مخرجات التعليم هي التي تتيح فرص النجاح أو الفشل في مشوار التنمية، وعقد مقارنة بين اقتصاد دولة الإمارات في العام 1975 والذي كان يعتمد على البترول والغاز، في حين أنه اليوم يعتمد على قطاعات أخرى مثل السياحة والتي تعد من أهم القطاعات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©