الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عيوب السلامة تهدد مستقبل «نانو»

عيوب السلامة تهدد مستقبل «نانو»
27 مارس 2010 23:11
كان ساتيش سوانت فخوراً بقيادة سيارته الأولى من المعرض صوب منزله وهي “نانو” فضية جديدة، ثم فجأة ظهر دخان وبعدها اشتعل حريق بالسيارة، وبعد دقائق من مغادرة زوجة مهندس البرامج وابنه ذي الخمسة أعوام السيارة تحول الدخان الصادر من المحرك المركب في خلف السيارة “نانو” إلى لهب طال السيارة الصغيرة بكاملها. وتجسد محنة ساتيش آخر مشاكل “نانو” زهيدة الثمن الأمر الذي يثير تساؤلات من جديد عن السلامة والجودة، في الوقت الذي تهدف فيه “تاتا موتورز” أكبر شركات تصنيع السيارات في الهند إلى الانتشار عالمياً وزيادة إنتاج “نانو” من خلال مصنعها الجديد الشهر المقبل. ويقول ساتيش “زوجتي لا تريد شراء أي سيارة الآن، حتى أنها لا تريد سيارة مرسيدس؟” وأضحت السيارة “نانو” بسعرها الذي يبدأ من نحو 2500 دولار تحمل لقب أقل سيارات العالم سعراً وكان هدفها أيضاً تحقيق السلامة من خلال إبعاد ملايين الأسر عن الدراجات النارية الخطرة وتوجهها إلى السيارات. وتعتزم “تاتا موتورز” التي تملك أيضاً جاجوار ولاند روفر الشروع في بيع موديلات من السيارة “نانو” في أوروبا عام 2011 ثم بعدها في الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم “تاتا موتورز” ديباسيس راي إن الشركة تحقق في الحادث ولكنه يعتقد أنها مشكلة فردية وليست ناتجة عن عيب في التصميم أو التصنيع. ويشير إلى أنها اندلع بها حريق ولكنهم يحاولون اكتشاف السبب وقد عرضت تاتو على ساتيش أن تعطيه سيارة “نانو” أخرى أو تعيد له نقوده. وهذه ليست المرة الأولى التي يشكو فيها زبائن “نانو” التي حظيت بكثير من الإطراء والجوائز منذ تدشينها العام الماضي. وفي الخريف الماضي، اشتكى ثلاثة زبائن في الهند أيضاً من أن سياراتهم “نانو” بدأت تصدر دخاناً. وعزت “تاتا موتورز” ذلك إلى مفتاح كهربي معيب. وقالت إنها غيرت موردين وأجرت مزيداً من الفحوص تجنباً لسحب السيارة من الأسواق أو إعادة تصميمها. وقال راي إن الحوادث لم تكن مرتبطة ببعضها وإن مشكلة المفتاح عولجت تماماً. وأضاف أنه لم يسبق أن كانت السلامة مشكلة في سيارات “تاتا” وأنها من أكثر السيارات الهندية أمناً على الطريق. غير أن البعض يقول إن مشاكل دخان “نانو” وحريقها تعتبر ضمن أعراض مشاكل مراقبة الجودة المنتشرة في تاتا (التي تعد من أكبر ثلاث شركات تصنيع السيارات في الهند) والتي يجب معالجتها لتنجح “تاتا” في الانتشار عالمياً. وأوضح ديبيش راثور المحلل في “أي اتش اس جلوبال انسابت” في نيودلهي “هل تاتا جيدة بالدرجة الكافية اليوم لتغزو العالم؟ في رأيي لا، ويتعين عليها أن تراعي معايير الجودة وتلتزم بها”، مضيفاً أن “هناك أقل من 30000 سيارة (نانو) على الطريق اليوم وهو ما يعني أن تلك المشاكل تمثل نسبة مئوية عالية”، وأشار إلى أن “نانو عبارة عن منتج رائع ولكن هذه الحوادث تشوه فعلاً صورة السيارة والشركة أيضاً، وقد آن الأوان لكي تهتم تاتا بمسألة الجودة”. ويقول المحلل في “أي اتش اس جلوبال انسابت” إن انضمام كارل بيتر فورستر (الرئيس السابق لجنرال موتورز في أوروبا) مؤخراً لـ”تاتا” كمدير تنفيذي للمجوعة يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح. وأضاف أن الشركة لديها الآن شخص يدير الأمور يعلم سر نجاح هذا المجال. وأن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتشهد الشركة بكاملها آثار ذلك التغيير. غير أن يورافاشي شاه مديرة “أشابورا ترافيل وورلد” التي تدير خدمة سيارات أجرة عالية المستوى، قالت إنها تخلصت من كل سيارات “تاتا” في أسطولها نظراً لأنها كثيراً ما يلزمها اصلاحات. وهي تفضل “تويوتا” وتقول إن “كورولا” جيدة جداً وتشعر راكبها بالراحة وأن الناحية الميكانيكية فيها جيدة أيضاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©