الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحكواتي» يستعيد دوره الشعبي في سرد القصص والحكايات

«الحكواتي» يستعيد دوره الشعبي في سرد القصص والحكايات
28 ابريل 2016 10:35
أزهار البياتي (الشارقة) يلعب «الحكواتي» دوراً استثنائياً في فعاليات الدورة الثامنة من الشارقة القرائي لأدب الطفل، والذي يواصل تظاهرته الثقافية حتى 30 أبريل الجاري، حيث يطل علينا بشخصه المميّز، وهندامه اللافت، مع صوته الرخيم في أكثر من جناح وركن من أروقة المكان، مساهما في إذكاء جلسات قرائية مدهشة وممتعة لجموع الأطفال من زوار المهرجان، مستعيداً من جديد نمطه العربي المتأصل في التراث الشعبي، ليروي صفحات وفصولا من القصص والحكايات والأساطير الغارقة في الخيال. حكايات شّيقة لعل وجود «الحكواتي» أو الراوي أو القصّاص باللغة العربية، وإعادة إحياء دوره الريادي ضمن فعاليات متعددة في المهرجان لا يعد بالأمر الغريب، فلطالما ارتبط شخصه بعالم الكتب والقراءة وسرد القصص التقليدية ورواية السّير الشعبية في الزمن القديم، حين كان يشكل مصدراً للترفيه والاستمتاع، وعاش عقوداً وسنوات بين الحارات العتيقة متربعاً في صدر المقاهي والمجالس العربية، مجمعاً حوله حشود الشباب ليحكي لهم سيرة مجد «أبي زيد الهلالي» أو «عنتره العبسي» أو«الظاهر بيبرس»، منتصراً لمعاني العدل، الحق، والبطولة، وضارباً لهم مثلاً للمآثر والأخلاقيات الحميدة. في الشارقة القرائي، كان للحكواتي قصة أخرى مع جناح المجلس الإماراتي الأعلى لكتب اليافعين، حيث تقمص الممثل السوري «منذر أبو راس» شخصه وهندامه، مرتدياً العباءة والعمامة، ليقف شامخاً بين جموع الأطفال الذين تحلقوا من حوله بمنتهى الشغف والانتباه، منصتين إلى تعابيره وانفعالاته كافة، وهو يروي لهم حكايات شّيقة تجمع الترفيه بالفائدة. دور إعلامي وتثقيفي وتشير إلى هذا النشاط المميز لكتب اليافعين خلال المهرجان ميرة النقبي، منسق عام، قائلة: «في عالم متغير أصبح يعتمد كلياً على التقنيات الحديثة والألعاب الإلكترونية، حتى تقهقر دور الكتاب الورقي والحكاية التقليدية التي تربينا عليها، ولو رجعنا للتاريخ والتراث العربي القديم، فسنجد أن «الحكواتي» كان يقوم بدور إعلامي وتثقيفي كبير في الحي الشعبي، راوياً قصصاً عن البطولات والمآثر التي قد يختلط فيها الخيال مع الواقع، ولكنها تحتوي في الوقت ذاته على كم كبير من الوعظ والحكم والتوجيه المعنوي والاجتماعي، ومن هذا المنطلق فقد استعدنا بدورنا شخصية «الحكواتي»، لنعيد إحياءه في ذاكرة الطفل، ونستقطب اهتمامه نحو عالم القراءة والأدب». وتتابع النقبي: إن «حكواتي» كتب اليافعين يقوم بحوالي أربع جلسات قرائية يومياً طوال أيام المهرجان، ليجمع الصغار من حوله في حلقات ممتعة ومثيرة، سارداً لهم مجموعة من القصص والحكايات التي اخترناها في هذه الدورة من النتاج الأدبي الحديث، ومن دور نشر عربية ومحلية مختلفة، تميّز منها القصة الفائزة بجائزة اتصالات لكتاب الطفل 2012، والمعنوّنة بـ «كائنات سقف الغرفة» من تأليف الكاتبة نبيهة محيدلي ورسوم الفنان حسان زهر الدين، بالإضافة إلى قراءات أخرى من كتب مشروع «صنع في الإمارات» تطّوع لها نخبة من المؤلفين المحليين الصاعدين، منها حكاية «الأسماك الطائرة» للكاتبة بدرية الشامسي، وقصة «علايه» للشابة علياء الشامسي، وغيرها الكثير من المؤلفات التي حققت تميزاً في أدب الأطفال». الارتقاء بالأفكار وتصف هند لينيد، مدير الفعاليات والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب، نجاح فقرة «الحكواتي» في استقطاب زوار المهرجان، موضحة: من خلال هذه المهرجانات الثقافية التي تعلي شأن القراءة والكتاب الورقي، نولي اهتماماً كبيراً لكل ما يعنى بأدب الطفل ويدعم ثقافته ويرتقي بأفكاره وخياله، وتعتبر إعادة إحياء التراث الشعبي وما كان يعرف بسرد «الحكواتي» وغرسها في ذاكرة الطفل، أحد أهم الفقرات المفضلة في المهرجان. كتابات الأطفال في العالم العربي بين الحقيقة والخيال أكد أدباء ورسامون ومتخصصون بأدب وثقافة الطفل العربي، أن كتاب أدب الطفل العربي لا يزال بخير على الرغم من الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وأنه يشهد تطوراً في المحتوى والطباعة والغزارة بشكل متفاوت في العالم العربي، وأن هناك حاجة إلى استراتيجيات كبيرة تعيد الطفل العربي إلى القراءة وتهتم بمراحله العمرية المختلفة، وتخاطبه بوسائل جديدة في ضوء المتغيرات العصرية وشيوع وسائل التقنية الحديثة. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية تحت عنوان «كتابات الأطفال في العالم العربي بين الحقيقة والخيال» التي تم تنظيمها من قبل «بي بي سي عربي» بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب على هامش انعقاد فعاليات المهرجان، وذلك بمشاركة كل من الكاتب ورسام كتب الأطفال العراقي الفنان علي المندلاوي، والكاتبة السورية نبيلة أحمد علي، والكاتب الموريتاني د. محمد ولد عمارو، وأدار الندوة عمر عبد الرازق، مراسل ومذيع بي بي سي عربي معد ومقدم البرنامج الإذاعي «عالم الكتب». وقال الفنان علي المندلاوي «يبشر الواقع الحالي لأدب وثقافة الطفل بالكثير من الأمل برغم الظروف المحيطة بالعالم العربي التي تشهد مناطق متوترة، ففي الوقت الذي تجد توقفاً شبه تام لعملية القراءة فضلاً عن النشر بسبب الظروف المذكورة تجد مناطق أخرى تأخذ هذه الأمور على عاتقها كتجربة الشارقة ولبنان ومصر وغيرها، كما توجد بنية تحتية قوية لطاقات فنية وأدبية عربية مؤهلة راقية يمكنها تقديم كتب ناجحة». وترى الكاتبة السورية نبيلة أحمد علي، أن عملية نشر كتاب الطفل السوري لا تزال بخير برغم قلتها عن الفترة السابقة قبل الأحداث الحالية التي تشهدها حالياً»، مبينة: «لكن النشر السوري يحتاج الآن إلى وسائل جديدة تنسجم مع الظروف الحالية، يشارك فيها أدباء وتربويون ومتخصصون نفسيون يقومون بتعمير العقول مما علق بها من رواسب نتيجة أحداث العنف، وشيوع ثقافات دموية لم تكن معهودة في السابق». «أصدقاء مرضى السرطان» تنشر الوعي بين الصغار شاركت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، بهدف نشر رسالة أمل لمساعدة الأطفال المصابين بالسرطان عبر الحدث الذي يعد من أهم الأحداث الملهمة للطفل في إمارة الشارقة. وقدمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان خلال المهرجان مجموعة من الكتيبات الغنية بالمعلومات لتوعية الصغار من مرض السرطان من خلال اتباع إرشادات خاصة لوقايتهم من هذا المرض مستقبلا. واحتوى الجناح على حقيبة تسمى «حقيبة بطل الأطفال» تقدمها الجمعية للمرضى الأطفال المصابين بالسرطان حول العالم من خلال دفع ثمنها من قبل الأفراد والتبرع بها، تضمنت كتباً ودفاتر وأقلاماً وجهازاً لوحياً وغيرها من الأدوات التي تخص الأطفال وتساعدهم على الاستمتاع والتفاؤل بالحياة. وأكدت الدكتورة سوسن الماضي مدير عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان، على أهمية مشاركة الجمعية في المهرجان الذي يعد فرصة مثالية وحقيقية لاستعراض أهم المبادرات التي تقدمها الجمعية للمصابين بالسرطان، ولتعريف الجمهور والأطفال وتوعيتهم بسرطان الطفل لدفع عجلة التنمية والرعاية الصحية، لبناء منظومة صحية قوية تحقق جودة حياة عالية المستوى في المجتمع. ومن بين الكتب المتوفرة في الجناح كتاب «وداعاً للمرض.. أهلاً باليقطين»، الذي يروي قصة حقيقية عن أم مصابة بالسرطان. وقدم فريق من المتطوعين التابعين للجمعية معلومات حول العديد من مبادرات الجمعية وإنجازاتها وكيفية المشاركة في مساندة الأطفال المصابين بالسرطان والتبرع لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©