الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإصلاح التعليمي في الإمارات

الإصلاح التعليمي في الإمارات
16 ابريل 2008 01:30
أنطلق في طرح هذا الموضوع الحساس وأنا أعي جيدا أنه ينغمس في عمق الدورة التنموية في بلادنا ويمس كافة القطاعات الحيوية في مجتمعنا· قد تبدو الأسئلة التي أود طرحها معتادة أو بالأحرى تقليدية لكنها تبقى في حقيقة الأمر أسئلة ملحة تبحث عن أجوبة شافية لم نجد لها سبيلا بعد، لذلك فاني أرى أننا في حاجة إلى إعادة إحيائها ووضعها في مقدمة أوراق طاولة النقاش والمفاوضات· مما لا شك فيه أن التعليم في الإمارات قد شهد قفزة نوعية منذ قيام الاتحاد إلى يومنا هذا، ومما لا شك فيه كذلك أن محاولات الإصلاح متعددة ومتكررة كذلك، لكن ذلك لا يمنع من القول بأن ثمرات هذا الإصلاح تبقى جد متواضعة إن لم أقل أنها مخيبة للآمال والطموحات· إذن أين يكمن الداء؟ هل هو تقصير من الدولة؟ أخطاء في برمجة وإدارة الإصلاح؟ سوء تطبيق لمقتضياته ومراحله أم ماذا؟ هنا بالضبط يكمن موضع الألم، فحكومة الإمارات لم تقصر قط في صياغة أفضل الإصلاحات ووضعها حيز التطبيق الذي يسابق الزمن ويجاري متطلبات العصر، كذلك فالوسائل المادية والتكنولوجية الحديثة متوفرة والحمد لله بشكل قد يفوق أحيانا ما نجده في الدول المتقدمة··· إذن أين يكمن الداء؟ من الواضح الآن أنه يركن في العقول ويعشش فيها، عقل المواطن الإماراتي ومدى اهتمامه بالتعليم هو الذي يعيق جني ثمرات الإصلاح التعليمي· نعم، تلك هي الحقيقة وذلك هو الواقع، فنسبة كبيرة من المواطنين يعتقدون أن التعليم شيء ثانوي لا طائل من ورائه ويقدمون أشياء أخرى عليه، إلى درجة أصبحت معها التسلية، التي هي عنصر ثانوي في حياة الإنسان، أهم بكثير من التعليم· إذن فالخطأ هو خطأ المتلقي، وأعني هنا بالذكر الأولياء خاصة والوسط التربوي العائلي إلى جانب الطلاب والتلاميذ أنفسهم· الحل يكمن من دون شك في تغيير هذه العقلية السلبية والإيمان بقوة وقدرة التعليم على فتح الآفاق والأبواب· هذا ما يقوله ديننا وتمليه علينا ثقافتنا وتاريخنا العريق· عندئذ، لن نسأل مجددا أين هي ثمرات الإصلاح التعليمي، لأننا لن نكون بحاجة إلى الحديث عنها بل سنعيشها ونلامسها في واقعنا اليومي· ناصر سيف الكعبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©