فيرفاكس (أ ف ب)
تمر المراكز التجارية في الولايات المتحدة بأزمة استمرارية ووجود تهدد مستقبلها، وفقاً لصحف أميركية تتناول منذ شهر تقريبا التدهور النسبي لمواقع التسوق الضخمة.
وبدأ مفهوم المركز التجاري الضخم التقليدي المؤلف من أروقة عدة متقاطعة ومن طابقين يضمان ماركات كبيرة تحت سقف واحد، يتدهور.
وشرح ديفيد رولفس، عالم الاجتماع في جامعة لوييفيل «كنتاكي» لوكالة فرانس برس أنه «لم يتم بناء أي مركز منذ عام 2009». وبينت دراسة أجرتها مجموعة «كوستار غروب» المتخصصة، ونشرت نتائجها في صحيفة «نيويورك تايمز»، أن 80% من المراكز التجارية المسقوفة البالغ عددها 1200 يسجل أداء مقبولاً، لكن وضع 20% منها بات اليوم على المحك، في مقابل 6% سنة 2006.
وترجع هذه الحال بجزء منها إلى ازدهار التجارة الإلكترونية، حتى لو لم تشكل هذه الأخيرة إلا 6,6% من المبيعات بالتجزئة في عام 2014، بالإضافة إلى تداعي المباني وتكاثر المراكز، بحسب الخبراء.
كما أن المستهلك بات اليوم يفضل المتاجر الصغيرة المنتشرة في الشوارع.
وأكد ديفيد دوشتر، خبير عقاري متخصص في المشاريع التجارية أن «متاجر التجزئة تعود اليوم إلى الشوارع، حيث جذورها». وتعد المراكز التجارية المحاطة بمواقف شاسعة التي حلت محل الأسواق والأحياء التجارية رمزا إلى الحلم الأميركي، وميول الأميركيين إلى الاستهلاك منذ الستينيات بأرضياتها اللماعة ونوافيرها ونباتاتها الخضراء ومتاجرها ومطاعمها.
وصرح ديفيد رولفس بأن «الرغبة في الالتحاق بركب الحياة العصرية كانت سائدة في الخمسينيات والستينيات، وباتت هذه المراكز تفضل على متاجر وسط المدينة والتجمعات التجارية في الهواء الطلق بفضل طابعها العصري». وزاد الإقبال عليها من جراء تطور شبكات الطرقات وازدهار السيارات ونزوح العائلات إلى الضواحي الأرخص كلفة.
وأضاف العالم «لكن المركز التجاري سرعان ما أصبح موقعا للاستهلاك»، ما عدا للمراهقين الذين لا يزالون يتسكعون فيه.
وشرح جورج ريتز، عالم الاجتماع الذي ألف كتاباً عن ظاهرة يسميها «كاتدرائيات الاستهلاك»، أن «المسألة ليست مسألة تراجع الاستهلاك، فهو يزداد بالعكس، لكنه أصبح يجري بطريقة مختلفة وفي مواقع أخرى.
وباتت المراكز التجارية تغدو مجمعات ترفيهية». تلك هي في الواقع فكرة مشروع «سيتي سنتر دي سي»، الذي يديره ديفيد دوتشر، الذي يريد أن يجمع فيه المتاجر والشقق والمكاتب والمسارح ودور السينما في قلب العاصمة الأميركية.
عدد اليوم
