الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شولتز».. على طريق «المستشارية»

21 مارس 2017 21:55
حتى في ألمانيا، التي تقدر الإجماع بشكل كبير، لم ينل مرشح تأييد جميع الناخبين من قبل. بيد أن، «مارتين شولتز»، زعيم «الديمقراطيين الاشتراكيين»، الذي يعتبر أقدم الأحزاب الديمقراطية في أوروبا، حصل على 100 في المئة من الأصوات الصحيحة التي تم الإدلاء بها في مؤتمر خاص. وتضع النتيجة «شولتز»، البالغ من العمر 61 عاماً، والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، في وضع قوي لخلع المستشارة أنجيلا ميركل، التي تعتبر واحدة من أقوى نساء العالم، عندما يتواجهان في الرابع والعشرين من سبتمبر المقبل في الانتخابات الوطنية، التي تسعى فيها ميركل إلى فترة رابعة. لكن، حتى قبل أن يتمكن «شولتز» من هزيمة منافسته، فمن الممكن أن يزيد تقدمه التوترات التي تسود بالفعل علاقة ألمانيا مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا سيما أن لأفعال ترامب، وقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، تأثيرا كبيرا بين المواطنين الألمان، إذ هدّأ ذلك من وتيرة صعود شعبوية اليمين المتطرف، بينما يعيد الناخبون التفكير في قيمة وأهمية وحدة القارة العجوز. ويبدو أن الهدف من صيحات الإنذار التي أطلقها «شولتز»، في كلمة استغرقت 75 دقيقة أمام المؤتمر، هو استفزاز الإدارة الأميركية، التي تطالب بالفعل الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بمزيد من الإنفاق الدفاعي. ولعل أفضل التصريحات التي نالت استحسان الحضور تلك التي انتقدت شراء مزيد من الأسلحة، والتي طالب فيها ترامب بسرعة التقيد بالقيم الديمقراطية. وأكد «شولتز» أن أي شخص يحاول تقييد حرية الإعلام فهو يضرب بذلك في جذور الديمقراطية، سواء أكان الرئيس الأميركي أم متظاهر في حشد لحركة «بيجيدا»، المناهضة للمسلمين والمهاجرين في ألمانيا، مضيفاً: «كلاهما غير مرحب به». «شولتز»، وكان قد تم ترشيحه رئيساً جديداً للحزب في نهاية يناير الماضي، ومنذ ذلك الحين أقبل عليه يسار الوسط بطريقة غير مسبوقة منذ سنين. وانضم ما يربو على 13 ألف شخص إلى حزب «الديمقراطيين الاشتراكيين» خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهي حقيقة احتفى بها قادة الحزب على رغم من أن عدد أعضاء الحزب بلغ 438 ألف شخص في 2016، وهو ما يقل بنحو 130 ألفاً مقارنة بعقد مضى. ومن المثير للاهتمام، أن حزب «الديمقراطيين الاشتراكيين»، الذي تمتد جذوره إلى نحو 153 عاماً، بات على قدم المساواة مع تكتل ميركل الذي ينتمي إلى يمين الوسط، وكلاهما يحلق حول نسب تأييد تتراوح بين 31 و32 في المئة في استطلاعات الرأي. وفي الوقت الراهن، يحكم الحزبان في ائتلاف يقوده «المحافظون» بزعامة ميركل. وعلى رغم من أن السياسيين والناخبين الألمان اعتادوا على تسويات السياسة الائتلافية، يبدو من المرجح أن تواجه الشراكة اختباراً أكبر. ويرى المراقبون أنه إذا حدث ذلك، فستكون بادرة أخرى على التأثير الذي يلعبه ترامب في أنحاء القارة التي كثيراً ما ينتقدها. والأسبوع الماضي في هولندا، وفي ديسمبر الماضي في النمسا، أوقفت أحزاب الوسط موجات مدّ الشعبوية القومية، وعلى رغم من أنها لم تسحق اليمين المتطرف، لكنها منعته من تولي القيادة الوطنية. ويرى معلقون أن ترامب حفّز حتى المشككين الأوروبيين في جدوى الاتحاد الأوروبي، وهو تكتل تعرض كثيراً للسخرية من أنه بعيد وغير معروف لزهاء 500 مليون شخص يعيشون داخل دوله الأعضاء الـ 28! وقال «رولف كلين»، المحرر السياسي في صحيفة «بيلد» الأكثر مبيعاً في ألمانيا، على هامش مؤتمر حزب «الديمقراطيين الاشتراكيين»، «إن القلق من ترامب يعني أن له تأثيرا أكبر بكثير داخل أوروبا منه في الولايات المتحدة». وأوضح أن الأوروبيين شعروا بالقلق فجأة، بعد أن شاهدوا نتائج انتخاب الشعب لشخص ربما كان من الأفضل عدم انتخابه. وظهر مدى توتر العلاقات بالفعل الأسبوع الماضي عندما التقى ترامب المستشارة ميركل في البيت الأبيض، وعقب اللقاء، زعم الرئيس الأميركي في تغريدة على موقع «تويتر» أن ألمانيا مدينة بـ«مبالغ ضخمة» مقابل الدفاع الأميركي في الماضي. *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©