الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رهان «هام» في باكستان

27 مارس 2010 22:30
قُتل ستة عُمّال إغاثة الأسبوع الماضي في مانسهرا، وهي مدينة تقع في المنطقة الحدودية الشمالية الغربية من باكستان، بعد هجوم على مكتبهم. وفي عام 2008 قتَل مسلّحون أربعة أفراد يعملون في منظمة إغاثة دولية أخرى. والحال أن المؤسسات الخيرية ومنظمات الإغاثة الدولية تتعرض لتهديد متواصل في باكستان، وخاصة في المنطقة الحدودية الشمالية الغربية من البلاد. وعلى رغم ذلك، تستمر مجموعة من النساء ضمن مؤسسة "هام" الباكستانية في بذل جهودهن الإنسانية في المنطقة، بغض النظر عن حجم المخاطر. لقد تأسّست مؤسسة "هام" الصيف الماضي من قبل مجموعة من النساء اللواتي انضممن معاً كممثلات عن منظمات فرعية أو بشكل فردي لمساعدة ثلاثة ملايين من النازحين من وادي سوات، الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بعد عملية الجيش في شمال البلاد لاستئصال متطرفي "طالبان". وفي أقل من سنة، وكأول منظمة تشكّل مظلّة تجمع معاً أكثر من 20 منظمة غير حكومية وآلاف الناس للعمل لتحقيق هدف مشترك هو التخفيف من معاناة النازحين، تمكنت مؤسسة "هام" من إنشاء المدارس والمخيمات الطبية ومراكز الإرشاد النفسي في وادي سوات. وكذلك أرسلت ما قيمته 100 ألف دولار من الأطعمة واللوازم الطبية وخزّانات المياه والأفران وغيرها من المنتجات إلى المناطق التي تحتاج إلى ذلك بشدة. واليوم، ومع عودة العديد من النازحين إلى منازلهم، تركّز المؤسسة على مواصلة مساعدة السكان على إعادة بناء حياتهم. وهنا، حصل أفراد المؤسسة على مواقع ومبان من الجيش الباكستاني تُستخدم اليوم بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، كمدارس وأماكن سكن ومراكز اجتماعية خيرية. وتستغل العديد من المراكز الاجتماعية هذه لإعادة تأهيل الأولاد الصغار بين عمر ثماني سنوات وست عشرة سنة. وكان يجري استغلال معظم هؤلاء الأولاد من طرف عناصر "طالبان"، وكان يتم تدريبهم ليصبحوا مفجّرين انتحاريين أو متطرفين. وتركّز هذه المراكز على إعادة استيعاب الأولاد في المجتمع من خلال تزويدهم بالمعونة الطبية والنفسية، وإرسالهم إلى المدارس، وفي النهاية تدريبهم مهنياً حتى تتسنى لهم متابعة مهنة كالنجارة أو الخدمات الكهربائية أو تصليح الأدوات المنزلية. وكما تشرح فريحة بيراشا، وهي شريكة مع مؤسسة "هام": "تُعتبر المعالجة من خلال التأهيل المهني أمراً مهماً لهؤلاء الأولاد الصغار، ليس فقط لتحسين ظروفهم وإنما أيضاً لإعادة إدماجهم في المجتمع ككل". وفي موازاة ذلك أنشأت المؤسسة مراكز اجتماعية أخرى تهدف إلى تمكين النساء، وتوفر مساحة يمكنهن من خلالها التفاعل بأمان مع بعضهن بعضاً وتعلُّم مهارات تساعدهن في النهاية على إنشاء أعمال صغيرة من قبيل الحرف التقليدية مثل صناعة الخزف والتطريز. يذكر أن مؤسسة "هام" تمكنت من الانتشار نتيجة تعدد شراكاتها مع منظمات أخرى مماثلة كجمعية الهلال الأحمر الباكستانية ومؤسسة كير CARE، وهي منظمة تركّز على التمكين من خلال التعليم، والجمعية الطبية الباكستانية و"شيركات غاه" وهو مركز موارد يدافع عن حقوق المرأة، وأكاديمية "ساباون" وغيرها. وتؤمن عضوات مؤسسة "هام" بما يؤمن به جميع المسلمين من أن المجتمع الإنساني كالجسد الواحد. وأن أية أمة لا تستطيع تحقيق أهدافها عندما يكون الكثير من أفرادها يعانون الألم والفاقة. ولذا تعمل النساء في مؤسسة "هام" على رعاية وتقديم المعونة للمحتاجين. وهن يعلمْن أن صعود باكستان العام لن يبدأ إلا بعد استكمال هذا العمل الجماعي النبيل. وهذا هو رهان مؤسسة "هام" الباكستانية. عايدة نقفي صحفية وناشطة اجتماعية باكستانية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©