أمهات يقهرن الأمية ويحفظن القرآن

أكثر من 10 سنوات مضت على النور المنبعث من شعلة الخير والعطاء التي يضيء بها مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الديني الثقافي عقول وقلوب الأطفال والناشئة والأمهات بالعلم والقرآن الكريم. جيل بعد جيل يزهو ويكبر ويتفتح قلبه بنور الإيمان، كما تتفتح الزهور الجميلة اليانعة لتتحرر من الظلام والجهل والأمية. فهاهي الشيخة الدكتورة شمة بنت محمد بن خالد آل نهيان، لا تفتأ تشحذ همم الأمهات اللواتي اعتقدن أن قطار أعمارهن قد مضى، ولا يمكنهن أن يدركن ما فاتهن من علم ومعرفة وحفظ للقرآن الكريم، لكونهن غير متعلمات، يجهلن أبسط أساسيات القراءة والكتابة، ولكن بفضل جهود متطوعات ومشرفات المركز وسعيهن الدؤوب لتعليمهن، والإصرار عليهن مرارا وتكرارا في حفظ كلام الله تعالى المنزل في كتابه العظيم، أثمرت تلك الجهود الخارقة، التي يصح أن نطبق عليها «وحان القطاف»، تماما كما أسمتها محفظة القرآن، والمشرفة رحمة الشبلي التي لم تكتف بتحفيظ الدارسات أي الأمهات القرآن الكريم فحسب، بل جندت نفسها وطاقاتها لتعلمهن أسس القراءة والكتابة وعن ذلك تقول:«ليس أصعب ولا أشق على النفس من تعليم أمهات وجدات تراوحت أعمارهن بين 50 و70 سنة، كيف يمسكن القلم ويكتبن ويتهجين الحرف، ويركبن الكلمة ويقرأنها. أجل انهن يجلدن ذواتهن من أجل تحقيق ما يظنه البعض مستحيلاً... ولكنهن بالصبر والعزيمة، اللذين يتحلين بهما ليحققن أمر الله عز وجل في طلب العلم، تجاوزن الصعب وحققن المستحيل فالنماذج موجودة لأمهات وجدات تعلمن القراءة بعد أن تجاوزن الخمسين !!» فطوبى لحاملات الشعلة. وطوبى للثمار التي أينعت.