الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجرد رأي

25 فبراير 2014 01:11
الأمومة.. نعمة ومتعة تعقيبا على موضوع “السعادة والسراب ..أين تكمن الحقيقة” الذي نشر في صفحتنا «رأي الناس»، اعتقد أن الاعتدال في كل شيء مطلوب، .. فما لا شك فيه أن مسؤولية المرأة العاملة الأم ليست بالهينة، وعليها أن تكون معنية بكل التفاصيل الأسرية بصورة مباشرة. كما التوفيق بتحمل كل الأعباء أمر شبه مستحيل، ويجعلها إنسانة منهكة على المدى الطويل. من تجربتي الشخصية الناجحة، والحمد لله وجدت انه لا ضير من الاعتماد على العاملة المساعدة في إتمام متطلبات الأسرة مثل التنظيف والكي وغسل الأطباق، وحتى إعداد الطعام بعد تدريبها طبعا، وهذا ما حدث معي. تدريب دام أربعة اشهر دربتها على ألف باء الطبخ بما فيه دروس في غسل الخضروات واللحوم وكل تفاصيل الطبخ. وهذا بحد ذاته ليس تهربا من مسؤولية المطبخ لكنه حل وسط يمكنني من التفرغ للأولاد واحتضانهم والاطلاع على مشاكلهم، ومساعدتهم على حلها بروح تضج حيوية. المرأة وحدها من تقرر وتصنف الأمور التي تجعلها تشعر إنها ملكة الدار، وعرشه لها !. لازلت أتذكر سحر الإحساس الذي تملكني حين شممت رائحة ولدي المولود أول مرة ...كان مثل طوق قيدني بهذا الكائن الساحر ... وحين انتهت اجازة الوضع وجدت نفسي عاجزة تماما عن فراقه، ومجنونة حد الجنون غيرة عليه ممن سأوكلها أمره. كنت أريد أن اعتني به بكل تفاصيله ...اهدهده، واغسل ثيابه وبدنه الحريري الصغير، وفي لحظة قرار وصفاء وجدت نفسي اعلن للجميع خبر استقالتي دون رجعة من وظيفتي. وأعلنت أن وظيفتي الجديدة هي أم محمد ...حفظه الله !. اتهمني البعض بالجنون فقد كنت بمنصب مساعدة باحث في مركز علمي مرموق، لكن رائحة الأمومة أفقدتني بوصلتي، وانتصرت بوصلة الأمومة، ومرت خمسة أعوام أو اكثر اكرمني الله سبحانه بذرية فيها، وحين بلغ آخرهم الصف الأول ابتدائي، وجدتني ابحث عن وظيفة ارضي بها طموحي المؤجل ..اليوم وكل يوم احمد الله وافتخر أنني كنت كل شيء لأطفالي في أول خمسة أعوام من أعمارهم، وأتمنى أن أظفر ببرهم في كبري، وان تكون رائحة أمومتي التي كانت لهم وحدهم قد ملأت وجدانهم بطريقة إيجابية .... وهنا أتمنى أن ينظر جديا بمسألة إكرام الأم العاملة بإجازة أمومة طويلة المدى مع رسالة للأمهات ....لا تتركن أطفالكن بيد الغرباء. سراب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©