السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحية «مسرى».. إسقاطات على محاولات تزييف هوية القدس

17 مايو 2009 03:58
في إطار احتفاء الجزائر باحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، قدَّم المسرح الجزائري مؤخراً عرضاً مسرحياً بعنوان «مسرى»، رصد واقع القدس والتآمر عليها من خلال العديد من الإيحاءات والإسقاطات. والمسرحية من تأليف محمد مأمون حمداوي وإخراج فاضل عباس آل يحيى، وهو مخرج عراقي مقيم بالجزائر منذ سنوات، وأداء 27 ممثلاً يتقدمهم عبد الحميد زريبع في دور «الدرويش» وسليمان بن واري في دور «عزرا» ومنيرة ريحي فيسة في دور فدوى. وتبدأ قصة المسرحية بنزول «عزرا» بأرض «مسرى» متنكراً باسم «يوسف» ويقدم نفسه على أساس أنه «غريب يبحث عن مأوى» ويرتدي قناعاً مزيَّفاً من الطيبة والبراءة والشهامة ومساعدة المحتاجين وحسن معاملة الجميع فينجح بدهائه في كسب ودِّهم، فيشرع بالكشف تدريجياً عن وجهه الحقيقي البشع، ويدبِّر مؤامرات للسكان للاستحواذ على أراضيهم وممتلكاتهم بذريعة أنها ملكٌ لأجداده، فيحرق بعض المزارع ليلاً ثم يعرض شراءها فيقبل أصحابُها ذلك بدافع الخصاصة ويتحوَّلون إلى خدم عنده. ويظهر «الدرويش» ويُبدي منذ أول وهلة عدم ارتياحه لهذا «الضيف» ويحذر أهل «مسرى» من مكائده وينتقد طيبتهم المفرطة وغفلتهم ونومَهم الذي سهَّل للأعداء تنفيذ مؤامراتهم، لكن دهاء «يوسف» دفعهم إلى عدم تصديق الدرويش، وذلك ما يشجع «يوسف» على مواصلة مكائده والتجرؤ على خطف «فدوى» وإخفائها في بيته والضغط عليها لقبول بيعه أراضيها الواسعة أو على الأقل إشراكه له فيها، وحينما ترفض، يُقدم على استباحة عرضها. وفي اللحظة نفسها، يكتشف أهل «مسرى» حقيقته حينما يستيقظ ضمير احد الذين باعوه محلاتهم ليتخذ منه مخمرة، ويأتي إلى أهل «مسرى» ليكشف لهم أن الضيف المتخفي تحت اسم «يوسف» ليس في حقيقة الأمر سوى يهودي اسمه «عزرا» وأنه دخل «مسرى» للاستيلاء على أراضيها وأملاكها وتغيير هويتها واتخاذ رجالها خدماً ونسائها جواري له، فيُصاب السكانُ بصدمة عنيفة ويهجمون على «عزرا» في بيته ويقتلونه ويحرِّرون «فدوى» التي صاحت :»إن الأوان قد فات؛ فقد ضاع العرضُ والأرض». ويظهر بعدها شخصٌ آخر يحمل حقائبَ ويقول إنه «غريبٌ يبحث عن مأوى» ويُسدل الستارُ على العرض بهذه النهاية المفتوحة التي تشير إلى استمرار المكائد والمؤامرات من جيلٍ إلى آخر لتغيير هوية «مسرى». المسرحية استمرت ساعة وأربعين دقيقة كانت حافلة بالأحداث والانفعالات والمشاعر والإيماءات التي عبَّر عنها مختلف الممثلين. لغة الحوار جاءت درامية ملأى بالإيحاءات والإسقاطات على الواقع الفلسطيني الراهن وبخاصة ما تعلق بالمحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهويد «مسرى» النبي (ص) وتغيير هويتها ولا سيما في الآونة الأخيرة، حتى وإن كانت تشير إلى فترة ما بعد وعد بلفور في 1917 إلى قيام إسرائيل في 1948 ومخططات المستوطنين للاستيلاء على الأراضي. والملاحظ أن المخرج قد كثف من الاشتغال على الجانب السينوغرافي والمؤثرات الصوتية والبصرية والضوئية، وأكثرَ من استعمال الأسود والأحمر الحار للترميز إلى الحزن والفجائع والدم والثورة والحرائق... لتتكامل بذلك وتتناسق مختلف عناصر العرض المسرحي ويضمن للمشاهدين الفرجة والمتعة على درامية موضوع العرض.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©