الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أيتام وأرامل العراق يطالبون بحقوقهم واتساع نطاق التظاهرات

أيتام وأرامل العراق يطالبون بحقوقهم واتساع نطاق التظاهرات
19 فبراير 2011 23:54
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - تظاهر مئات الأيتام والأرامل، في بغداد أمس، مطالبين بإصدار تشريعات لتحسين أوضاعهم المعيشية. وشهدت بغداد والبصرة وكردستان تظاهرات اتسع نطاقها، ففجر في جامعة السليمانية غضب الطلاب الذين تظاهروا ضد حزب مسعود بارزاني. واشتبك التحالف الكردستاني وكتلة التغيير بمشادة كلامية في مجلس النواب العراقي مما أدى إلى تعليق الجلسة، فيما تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي بدعم الشباب، مطالباً إياهم بـ"الوقوف ضد المتمردين على الدولة العراقية". ونظمت منظمات إنسانية ومنظمات المجتمع المدني تظاهرة جمعت مئات الأطفال والأرامل من مناطق متفرقة في بغداد والمناطق المحيطة بها، في منطقة اليرموك "غرب". وطالب المتظاهرون بـ"حقنا أن نعيش كأطفال العالم"، كما حمل الأطفال أعلاماً خضراء تحمل اسم النبي الكريم، لتزامن تحركهم مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي، مطالبين المسؤولين بالاهتمام بشؤونهم ورعايتهم. وأكد عمر المشهداني أحد الناشطين المسؤولين عن التظاهرة، أن "الغالبية العظمى من الأطفال والأيتام في التظاهرة هم ضحايا أعمال العنف التي وقعت في العراق خلال الأعوام الماضية". وتلت طفلة من المتظاهرين بياناً خلال التظاهرة طالبت فيه بـ"تخصيص مبالغ مالية شهرية لكل يتيم"، و"البرلمان بتشريع قانون خاص بالأيتام الذين بلغت أعدادهم بالملايين وفي تزايد مستمر". وشدد البيان على ضرورة "طرح مشروع في البرلمان لزيادة مخصصات شبكة الحماية الاجتماعية لتشمل أكبر عدد من الأيتام". ويشير تقرير للأمم المتحدة لعام 2008، إلى وجود نحو مليون و140 ألف يتيم ونحو ثلاثة ملايين امرأة مسؤولة عن رعاية أسرتها أغلبهن من الأرامل، في العراق. ويوجد نحو 336 ألف طفل يتيم ونحو 871 ألف امرأة مسؤولة عن إعالة أسرتها، في بغداد فقط، وفقاً للتقرير. وأكدت مستشارة الرئيس العراقي جلال طالباني لشؤون المرأة سلمى جابو وجود ما بين 900 ألف إلى مليون أرملة في العراق، وفقاً لإحصائية لوزارة التخطيط. وتزامنت التظاهرة مع موجة تظاهرات يومية في عدد من المدن العراقية وبينها بغداد. فقد خرج المئات من أهالي الكاظمية شمال بغداد أمس. وقال أحد المتظاهرين إن المحتجين انطلقوا نحو المجلس البلدي لبغداد، حاملين لافتات تطالب بتطبيق الدستور على الجميع. وفي كردستان، تظاهر نحو ثلاثة آلاف من طلاب جامعة السليمانية أمس مطالبين رئيس الإقليم بارزاني بالاعتذار عن قيام حراس مقر حزبه بإطلاق النار على متظاهرين الخميس. ورفع المتظاهرون الذين لم يسمح لهم بمغادرة حرم الجامعة لافتات كتب عليها "نطالب بارزاني بالاعتذار لمواطني السليمانية لما قام به حراس مقر حزبه". كما طالبوا بإحالة المسؤولين والأشخاص الذين أطلقوا النار على المتظاهرين إلى المحاكم وإخراج قوات "البيشمركة" الموجودة بكثرة في المدينة. وقال سردار حسن "19 عاماً"، أحد المتظاهرين: "أصبحت السليمانية ثكنة عسكرية، الناس ليس بإمكانهم العيش بصورة طبيعية لذا نطالب بإخراج القوات خارج السليمانية فوراً". وانتشر عدد كبير من القوات الأمنية فوق سطوح المباني العالية، بالإضافة إلى نشر عدد كبير من المدرعات العسكرية. كما تظاهر المئات من أبناء السليمانية مطالبين بالإفراج عن معتقلي تظاهرات الخميس. وتسببت تظاهرات كردستان بمشادة كلامية في جلسة البرلمان بين التحالف الكردستاني وكتلة التغيير الكردية المعارضة. وبدأت المشادة بعد إلقاء التغيير بياناً حول أحداث السليمانية الأخيرة، فيما اعترضت النائبة عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف على البيان، وشتمت أعضاء التغيير واتهمتهم بالعمالة، مما دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي إلى طردها من قاعة المجلس. كما اشتبك عدد من أعضاء الكردستاني بالكلام أيضاً، وإثر ذلك رفع النجيفي الجلسة لساعة. وفي البصرة، أعلن عن تشكيل لجنة شعبية لتنظيم التظاهرات يقودها شيوخ عشائر ورجال أعمال وسياسيون مستقلون. وطالبت اللجنة بإقالة محافظ البصرة وحل مجلس المحافظة وإجراء انتخابات مبكرة وتغيير مديري المؤسسات الخدمية ومحاربة الفساد، متوقعة مشاركة آلاف العراقيين في تظاهرة سلمية من المقرر أن تشهدها البصرة في 25 من الشهر الحالي تزامناً مع تظاهرة بغداد. ودعا القيادي في اللجنة محمد الزيداوي البرلمان والمالكي بـ"التدخل الفوري لمعالجة التحديات والمشكلات التي تشهدها المحافظة". كما طالب بتخصيص "مبالغ شهرية بسيطة لطلبة الجامعات والمعاهد، والكشف عن نتائج التحقيق في عملية هروب المعتقلين من مجمع القصور الرئاسية في البصرة"، إضافة إلى "التصدي لتجاوزات بعض دول الجوار على المناطق الحدودية". ويواصل الشباب العراقي حملته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للتحضير لما أسموه بـ"انتفاضة الغضب العراقي" يوم 25 فبراير. وتزايد عدد الداعمين لصفحة "ادعم انتفاضة الشباب العراقى في ساحة التحرير يوم 25 فبراير 2011" حتى وصل إلى أكثر من 15 ألف داعم ومؤيد للانتفاضة من مختلف الطوائف والفئات العمرية العراقية. ونقلت الصفحة أخبار التظاهرات وتعامل الحكومة معها في مختلف المحافظات العراقية. وناشدت إدارة الصفحة كل الداعمين والمشاركين بالعمل على توثيق كل ما يحدث خلال التظاهرات المندلعة أو خلال التظاهرة الكبيرة يوم 25 فبراير. وحرصت على تأكيد أن الانتفاضة المدعو لها سلمية لا تهدف إلى العنف أو التخريب. وأكدت أن الانطلاق سيكون بعد صلاة الجمعة المقبلة من ساحة التحرير وسط بغداد، أما في بقية المحافظات فسيكون الانطلاق من المساجد بعد الصلاة باتجاه مباني المحافظات والقرى والنواحي المختلفة. وفي رد فعل على اتساع التظاهرات ودعوة الشباب للتظاهر، دعا المالكي أمس الشباب إلى الوقوف ضد "من يحاولون الخروج على القانون أو من يتمردون على الدولة أو على النظام"، محملاً إياهم مسؤولية نشر الثقافات المناهضة للعنف والقتل والإرهاب. وقال "إن مطالبهم ستكون موضع النظر الجاد، وسنقوم بتوفيرها قدر المستطاع". ودعا الشباب إلى التحلي بالوعي وإدراك أن هناك قوى لا تريد الديمقراطية، متعهداً بـ"تخفيف معاناة الشباب وتنفيذ غالبية مطالبهم بأقرب وقت".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©