«قمة القدس» العربية تنطلق في سرت اليوم

بدأ القادة العرب أمس بالتوافد إلى مدينة سرت الليبية لحضور القمة العربية التي تم التوافق على تسميتها “قمة دعم صمود القدس”، فيما تدور في أروقة القمة مداولات بشأن تدوير منصب أمين عام الجامعة العربية. وكان أول الواصلين الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي استقبله عند مدرج الطائرة رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي. ووصل بعده العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس الصومالي شريف الشيخ أحمد والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس اتحاد جزر القمر أحمد عبد الله سامبي. كما وصل إلى سرت الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لملك البحرين. ووقف أطفال يمتطون جمالاً أمام خيمة القذافي في المطار، وهم يلوحون بأعلام الدول العربية، فيما كانت فرق شعبية تؤدي رقصات فولكلورية ليبية. كما وصل إلى سرت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وحتى الآن، تأكدت مشاركة 12 دولة عربية على مستوى القادة في القمة. ولم تعلن السعودية حتى الليلة الماضية مستوى تمثيلها، غير أن وزير خارجيتها سعود الفيصل شارك في الاجتماعات الوزارية أمس الأول. ولن يشارك الرئيس المصري لأسباب صحية في القمة التي يغيب عنها كذلك الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وستسعى ليبيا التي ستترأس الجامعة العربية لمدة عام إلى زيادة صلاحيات رئاسة القمة العربية. وقال مصدر دبلوماسي عربي إن ليبيا ستعرض على القمة “منح المزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة”. كما أكد محمد الطاهر سيالة نائب وزير الخارجية الليبي أن “ليبيا تتحدث دائماً عن تطوير المنظومة العربية وعمل الجامعة”، وهي لذلك تسعى إلى “تفعيل مجلس الأمن والسلم بحيث تصبح هناك آليات لصلاحيات الرئاسة وليس أن تكون (محصورة) في اجتماع قمة يعقد وينفض”. وأكد أن رئاسة القمة التي ستتولاها بلاده يجب أن “يكون لها دور فاعل بين فترات انعقاد القمة وان تقود العمل في الأمانة العامة للجامعة”. وأشار المصدر الدبلوماسي العربي إلى ان ليبيا ستقترح إنشاء “مفوضية عربية” على غرار المفوضية الأوروبية وتلك الأفريقية مع تعيين وزير عربي “للشؤون الخارجية” واستحداث منصب مسؤول مكلف بالدفاع. وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا الليلة قبل الماضية على مشروع قرار سيعرض على القمة لإقراره يتضمن خطة لدعم صمود القدس. وإضافة إلى دعم مالي قدره 500 مليون دولار سيخصص لضمان بقاء المقدسيين على أراضيهم، أوضح وزير الخارجية الفلسطيني للصحفيين أنه تم الاتفاق على “إنشاء مفوضية للقدس تتبع الأمانة العامة للجامعة العربية، والتوجه لمحكمة العدل الدولية إما مباشرة أو من خلال جلسة خاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة” من جل تأكيد عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في القدس ونزع أي صفة قانونية عن كل الانتهاكات الاسرائيلية بما فيها هدم منازل المقدسيين. وقال المالكي إن وزراء الخارجية العرب ناقشوا كذلك إمكان “عقد مؤتمر دولي خاص بالقدس”. واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي انه “كان هناك توافق بين وزراء الخارجية العرب على تسمية قمة سرت بـ”قمة دعم صمود القدس”. الى ذلك قالت مصادر دبلوماسية أمس إن القادة العرب سيناقشون في أجندتهم غير الرسمية، موضوع تدوير منصب الأمين العام للجامعة مع اقتراب انتهاء ولاية أمينها الحالي عمرو موسى التي استمرت على فترتين متتاليتين امتدتا إلى عشر سنوات. وكشفت مصادر دبلوماسية قريبة من عمرو موسى أن باب الترشيح مفتوح عند انتهاء ولاية موسى الثانية على رأس جامعة الدول العربية في شهر مايو 2011 وأنه ليس لديه رغبة في أن يرشح نفسه لفترة جديدة حسبما أعلن نهاية العام الماضي. وبالرغم من إثارة الجزائر منذ مدة مسألة تدوير منصب الأمين العام وعدم قصره على دولة المقر، إلا أن المصادر أوضحت أن اختيار الأمين العام للجامعة يتم حسب توافق الدول العربية وليس حكرا على أحد. ودلل المصدر على ذلك بما حدث في عام 2005 عند ترشيح اكثر من دولة ومن بينها مصر لشخصيات لتولي هذا المنصب وقد توافقت الدول العربية في ذلك الوقت على اختيار عمرو موسى. وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أكد في تصريحات سابقة له أن الأمين العام المقبل لجامعة الدول العربية بعد انتهاء ولاية الأمين الحالي عمرو موسى سيكون مصرياً، وهو الأمر الذي أثار بعض الدول العربية التي ترى على حسب قول المصدر ان هذا المنصب من حق جميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية. وأوضح أبو الغيط، في حديث مع التلفزيون المصري في وقت سابق، أن “الأمين العام المقبل للجامعة العربية سيكون مصريا والعرب متفقون على هذا المنهج”. ونفى المصدر وجود معايير تحكم اختيارات الدول للمرشح لهذا المنصب إلا أن يحظى بقبول كافة الدول العربية مشرقها ومغربها، وهو ما حظي به عمرو موسى الأمين العام الحالي. من جانبه، قال مراد مدلسي وزير خارجية الجزائر، في تصريحات، رداً على سؤال حول ما إذا كان تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية مطروحا. قال: نعم ما زال هذا الموضوع مطروحاً على القمة في سرت. ألف عامل تركي يخدمون ضيوف القذافي سرت (ا ف ب) - يحضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السبت في سرت شرق ليبيا، غير أن تركيا سجلت أصلاً حضوراً لافتاً عبر خدمات أنيقة يؤمنها ألف عامل تركي لضيوف العقيد معمر القذافي. ووسط حركة أعضاء الوفود والإعلاميين وضباب سجائرهم وتوترهم أحياناً وضحكاتهم أحياناً أخرى، ينتشر العمال الأتراك بأزيائهم البيضاء والسوداء مثل خلية نحل في كل مكان داخل مجمع قاعات واغادوغو في سرت لخدمتهم، والحرص على نظافة كل شبر من المجمع المترامي الأطراف.ويلاحظ المراسلون ان النظافة بادية على الأرضية والطاولات والكراسي، وأيضاً على هندام العمال ووجوههم التي لا تكاد تفارقها الابتسامة حتى مع نهاية فترة العمل التي تستمر 15 ساعة لقاء 90 دولاراً يوميا تدفعها سلسلة الفنادق التركية التي توظفهم.