«الطريق العمودي» يعمِّق الروابط بين الثقافات

قدمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي المسرحية الراقصة «الطريق العمودي» للفنان البريطاني أكرم خان، مصمم رقصات العمل ومعد التصورات الخارجية. وأدى العرض 8 راقصين هم يولياليا فارو وكونستاندينا ايفيتسيمادو وصلاح البروجي وأحمد خميس ويانغ جين كم وتشينغ لين وأندريه بيتروفيتش وبول زيفكوفيتش، واستمر العمل 75 دقيقة متواصلة وبدون فواصل زمنية. قام بتلحين العمل نيتين سوهين وهندسة الإضاءة ياسير كونغشوغ وكتب النص روث ليتل. واشترك في التصورات الإخراجية أكرم خان وكيمي ناكانو وجيسير كونغشوغ. وأنتج العمل بالتعاون بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومسرح كيرف - ليستر البريطاني وسادلرز ويلز في لندن ومسرح المدينة في باريس والمركز الوطني للفنون في أوتاوا وميركيت دولي فلور في برشلونة. ويعد عرض أمس الأول الثالث عالمياً والأول عربياً في أبوظبي، حيث سبق وأن عرض لأول مرة على مسرح كيرف ليستر في بريطانيا 16 سبتمبر الماضي والثاني على مسرح ساولرز ويلز في لندن 5 أكتوبر الماضي. ويستمد العرض أجواءه من العوالم الصوفية والتراثية الشرقية وبخاصة من أعمال الفيلسوف والشاعر الفارسي جلال الدين الرومي، وكان المؤدون ينتمون الى شعوب وجهات مختلفة من الشرق والغرب لغرض تعميق الروابط بين الثقافات. وقد شكل أكرم خان طاقم المؤدين من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ويعتبر العمل جزءاً من برنامج المسرح العالمي الذي هو مبادرة تهدف الى تقديم الأفضل في موسيقى العالم من خلال سلسلة من حفلات الموسيقى العالمية المعاصرة والتي يعمل على جلب الموسيقيين العالميين المميزين الى أبوظبي لزيادة وعي وفهم الجمهور للقوة الموحدة التي تقوم بها الموسيقى في شتى أنحاء العالم. استفاد أكرم خان من الموروثات الإسلامية والشرقية التي شكلت عدداً من الفنون الخاصة ذات المسحة الإسلامية والشرقية ومنها الابتهالات الدينية والتضرعات السماوية و»التنورة» الرقصة المولوية التي انطلقت من الشمال الأفريقي ومصر. ويبدو واضحاً في العمل المسرحي الراقص «الطريق العمودي» تمثلات للطقوس الفرعونية ولتشكيلات زهرة اللوتس عبر الأداء الجماعي الذي كان يتمثل شكل هذه الايقونة في أكثر من حركة مؤداة. ويعني عنوان «الطريق العمودي» حواراً بين الإنسان والسماء كونه طريقاً أبدياً متشكلاً بشكل عمودي، أما علاقة الإنسان بالآخر فهو طريق أفقي. وقال أكرم خان في لقاء معه بعد انتهاء عرض المسرحية «إن الأداء الذي برع فيه الراقصون يعتبر كلاسيكياً ضمن موسيقى مستمدة من عالم الشرق، أما الديكور فيعتمد فكرة فلسفية أساسها العلاقة بين الموت والحياة». وعن تصميم الرقصات قال «إن تصميم الرقصات يعطينا فرصة للتأمل الذي غالباً ما يتكسر باتجاه أن أكون عصبياً مع طبيعة الرقص أو المشهد الراقص المستفز». وأضاف «للمرة الثالثة أشتغل عرضاً راقصاً مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهو «الطريق العمودي» بعد نصين سابقين، الأول هو «إن - آي» عام 2009 وهو حوار مسرحي راقص بين رجل وامرأة والعمل الثاني في عام 2010 بعنوان «الغنوص» وهي مقطوعة منفردة عن الكاثاك الهندية بالتفاعل مع الموسيقى العربية وموسيقى العالم، ومن خلال ذلك وجدت تفاعل الهيئة وحماسها لتقديم الأفضل للجمهور». وأشار الى الرابط الروحاني بين الأشخاص الذي جعله يبتكـر هذا النـص، وأكد على طبيعة الشعر الذي هو لجلال الدين الرومي وتأكيده على مفهوم العلاقة بين الموت والحياة الذي حاولت المسرحية تمثله في الرقصات المؤداة. ونوه أكرم خان الى مفهوم الثقافات المتعدد باختيار الراقصين من مشارب مختلفة من العالم للتأكيد على امتزاج الثقافات وحوارها. وعن مكونات الإضاءة والموسيقى قال أكرم خان «كان اختيار الإضاءة والموسيقى بشكل يعبر عن الذكورية حيث تمثل في المسرحية قتالاً «كالذي جرى في طروادة». واختتم حديثه بتقديم الشكر إلى أبوظبي باعتبارها حاضنة الثقافة العالمية.