الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد راشد ثاني يحضر في الغياب بعشرات المخطوطات الإبداعية

أحمد راشد ثاني يحضر في الغياب بعشرات المخطوطات الإبداعية
25 فبراير 2014 00:27
فاطمة عطفة (أبوظبي)- بعد مرور سنتين على رحيله، حضر الشاعر أحمد راشد ثاني، في شهادات كتاب عرفوه عن قرب وعن طريق ما أنجزه من إبداع في حياته، حيث شهدت الأمسية، التي أحياها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، استحضار مراحل من سيرته الحياتية وقراءات شعرية تمحورت حوله. كما شهدت الأمسية الإعلان عن حفظ ميراث الشاعر الإبداعي، حيث تم تصوير المخطوطات وحفظها إلكترونيا، وذلك بالتعاون بين اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، ودار الكتب الوطنية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وقال محمد راشد ا لمزروعي رئيس فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي، بأنه تم التمكن من أرشفة أوراق الراحل أحمد راشد ثاني جميعها، وتم تصنيف عشرة كتب منها حتى الآن، ومن المتوقع تصنيف كتب أخرى. وكل ذلك قد جرى بالاتفاق مع عائلة الشاعر الراحل لحفظ حقوقها. وأوضح المزروعي أن هذه المبادرة في أرشفة وتصوير وحفظ مخطوطات الشاعر في أقراص مدمجة جاءت من قبل جمعة القبيسي، مدير دار الكتب الوطنية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وهي تحدث لأول مرة في الإمارات، وتضم مختلف الفنون الأدبية من شعر وقصة وبحوث ودراسات. وخلال الأمسية تحدث الشاعر علي العامري عن ذكرياته الجامعية مع أحمد راشد ثاني ولفيف من الكتاب والشعراء المتحمسين للقراءة والإبداع في منتصف الثمانينيات والعلاقة الحميمة التي كانت تربط بينهم، قائلاً: كنا مجموعة من الأصدقاء نتبادل النصوص، وننتقدها بوضوح وبدون مجاملة أو تجريح وبكل أريحية، وهذا ما أثمر في مرحلة ما بعد الجامعة، واعتبر العامري أن فترة الجامعة كانت فترة تأسيس وانطلاق، مشيراً إلى أنها كانت بمثابة ورشة للأعمال الإبداعية ومنها المسرح الحر والمرسم الحر. وأشار العامري إلى مزايا الشاعر الفقيد مبينا أن فيها «أشياء من الطفولة، وهناك خيط ما بين المبدع وطفولته الجامعية، أعتقد هي أكثر نضجا وطفولة». وتابع العمري حديثة قائلاً: «افتقدناك يا أحمد شاعراً متفرداً ومبدعاً وباحثاً وناقداً»، مضيفاً: «كان أحمد حالماً رغم حياته البرية، رغم روحه المشاكسة، لكن قلبه قلب عاشق حقيقي، لا يجامل لكنه محب، كان يتحدث عن أهمية توثيق التراث الشفهي في الإمارات، ونحن بحاجة له الآن، ربما أنجز جزءاً منه ونحتاج إلى استكماله لأنه جزء من الهوية». واختتم العامري حديثه عن الشاعر الراحل مبينا: «كان أحمد نموذجاً للمثقف الذي شاكس الحياة والحياة شاكسته، وقد انتبه اتحاد الكتاب بالشارقة ودعا إلى إطلاق اسم أحمد راشد على إحدى قاعاته، كما أصدر له كتابين». فتى «جزر الواق واق» واصلت الأمسية فعالياتها الأدبية، إحياء لذكرى أحمد راشد، وقرأ المستشار شعيب عبدالفتاح (من سفارة مصر العربية) قصيدة نثرية بعنوان: «مرثية سيد الجياد المتعبة»، جاء في بعض أبياتها: أغلق الليل كتابه.. وضعه في النافذة ونام هكذا رثى شاعرنا نفسه.. وعلمنا كيف نرثيه!! فهو الليل في شجونه وسحره وصفائه... وهو الليل في غموضه وحزنه وجلاله... هو الليل الذي رفع كتابه بيمينه المنهكة في حضرة الشعر والأدب.. ووضعه في النافذة... ونام... ومع الشعر، تابع عبدالفتاح عن أحمد راشد قائلاً: «لم يكن أمراً عادياً، أن يكتب فتى في الثالث الإعدادي مسرحية «جزر الواق واق».. ولكن أحمد راشد ثاني فعلها، وجعل الأمر ممكناً وواقعاً». تفاصيل من الجزائر ومن المشاركين في الأمسية جاءت مداخلة للكاتب الجزائري خالد بن ققة تحدث فيها عن الشاعر، مبيناً أن معرفته به كانت من خلال الرحلة، التي كتبها أحمد عن الجزائر، ونشرت بعد وفاته وكيف استطاع أن يبحث فيها عن أشياء ومفردات لم يتطرق لمثلها أحد من الجزائرين أنفسهم، حيث استطاع الشاعر المبدع في رحلة سبعة أيام أن يجيب، ويكتب عن «أشياء مهمة لم نستطع أن نجيب عليها نحن، فقد ذهب على حسابه الخاص إلى مدينة غزلان ليبحث عن مصدر الاسم الذي قال إنه جاء من سور للغزلان نحن في الجزائر لم نحاول أن نتعمق ونجد إجابة لأشياء كثيرة ذكرها راشد في رحلته». قراءات وتناوب الشعراء في هذه الأمسية على تقديم لمحات من الذكرى الطيبة لصاحبها الراحل، حيث قدم الشاعر محمد نور الدين عن لقائه بالشاعر لآخر مرة في عام 2009 في مكتب القبيسي، وما دار بينهم من حديث حول الشعر قديمه وحديثه. ثم قرأ نور الدين بعض القصائد من كتاب الشاعر أحمد راشد «جلوس الصباح على البحر». وأكمل الشاعر سالم بوجمهور قراءة قصائد أخرى من الديوان، ثم قرأت الإعلامية إيمان محمد أيضاً بعض القصائد، كما ذكرت إيمان أنها تذكر الشاعر في مشوارها الصحفي عندما كانت في الجامعة وتكتب في الخليج، قائلة: «كنت أستخدم ديوانه كمرجعية، لم ألتقه لكن كان حاضراً في قراءاتي». وبعد هذه القراءات المتعددة من أشعار الراحل قرأ الشاعر حبيب الصايغ قصيدة بعنوان: «من القلب»جاء فيها: «لا بمناسبة موته، لكن بمناسبة حياته يتكدس أحمد راشد ثاني في الذاكرة كالذاكرة ناحتا وكأنه الأبد مكانه ومكانته. هذا الشاعر تأكيد مستمر لطفولة الشعر وهو الآن الآن خصوصاً يفرض وجوده الخاص وإلحاحه الخاص ويرسم طفلاً أو يكاد، شاباً أو يكاد...» وتابع الصايغ: «تعرفت إليه وهو شاب نهاية السبعينيات وزمن الإمارات مقبل، والوعد يشير إلى جهة الوعد...»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©