الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تراجع حرفة «تنبيت» النخيل بين المواطنين في مزارع الساحل الشرقي

27 مارس 2010 00:38
تراجعت أعداد المشتغلين بحرفة تنبيت النخيل بين المواطنين في الساحل الشرقية، وذلك على الرغم أن كثيراً من أهالي وسكان الساحل الشرقي كانوا من المزارعين ولا يزالون يتمسكون بمزارعهم ونخيلهم حتى اليوم، كما أنهم ولفترة قريبة كانوا حريصين على العمل في تلك المزارع، والقيام بتنبيت نخيلهم بأنفسهم. وتشهد السنوات الأخيرة تراجعاً لافتاً في عدد الذين يمارسون هذه الحرفة، وبدا أن ممارسة هذه الحرفة أصبحت تنتقل إلى جنسيات أخرى من الآسيويين في مقابل مبالغ مالية لإنجاز هذا العمل. يقول علي المحرزي صاحب مزرعة : “ الوضع تغير تماماً الآن مقارنة بالماضي، بعد أن عزف معظم أصحاب المزارع عن تنبيت نخيلهم، وأصبح 99% من “المنبتين “ من “البيادير” الآسيويين، ماعدا عددا بسيطا لا يكاد يذكر من سكان المناطق الجبلية لا يزالون حريصين على تنبيت نخيلهم بأنفسهم”. ومن جانبها تحدثت المهندسة نورة كرم جلال مديرة مكتب وزارة البيئة في الساحل الشرقية عن حرفة التنبيت وأهميتها وقالت “التنبيت” أو “التلقيح” يعتبر من أهم عمليات خدمة النخيل، حيث يعتمد عليه الإنتاج كماً و نوعاً، وأن أي خلل في هذه العملية سيؤدي مباشرة إلى فقدان أو تقليل نسب العقد أو تكوين الثمار، إضافة إلى التأثيرات السلبية على نوعية الثمار (الحجم، اللون، موعد النضج، مذاق الثمرة، محتوى الرطوبة )، وعادة الثمار غير المخصبة تتكون بشكل ثلاثي، أي تنمو ثلاث ثمرات في آن واحد بشكل نجمي يطلق عليه اسم “الشيص” وتكون هذه الثمرات خالية من البذور ولا تصل إلى مرحلة النضج، وبعد الإخصاب تبقى واحدة وتسقط الثمار المتبقية”. وأضافت المهندسة نورة: “ من المعروف علمياً إن نخلة التمر نبات ثنائي المسكن أي أن الأزهار الأنثوية تحمل على شجرة وتسمى بنخيل الإناث والأزهار الذكرية تحمل على شجرة أخرى وتسمى بنخيل الأفحل، وتنفرد أشجار النخيل عن باقي أشجار الفاكهة كون تنبيتها يتطلب نقل حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأنثوية، وهناك طريقتان للتنبيت وهما الـتـنـبـيـت الـيـدوي والآلي”. ويتلخص التنبيت اليدوي في عدة خطوات أولها ضرورة التأكد من وجود مواصفات الفحل واحتواء الطلعة الذكرية على كمية كافية من النبات ويجب عدم الاعتماد على الأفحل البذرية لتباينها في كمية ونوعية حبوب لقاحها، والثانية يقطع الطلع الذكري بعد إتمام نضجه عند بداية أو قبيل انفلاق أو تشقق غلاف الطلعة ويستدل على نضج الطلعة الذكرية غير المنفلقة “المفتوحة” ، وذلك بكبر حجمها وانحنائها قليلا إلى الأسفل أو الضغط على الجزء الأسفل من الطلعة عندئذ يصدر صوت فرقعة دليل نضجها وجاهزيتها للقطع”. وتابعت بقولها: “بعدها يجمع الطلع الذكري ويشق غلافه وتسحب النورات الزهرية “الأغاريض” وتفرد إلى مجاميع من الشماريخ “ كل مجموعة تحتوي على 3ــ5 شماريخ” وتنشر على ورق أو في صواني معدنية وتوضع في مكان مظلل وغير معرض للتيارات الهوائية، أو تعلق على حبال داخل غرفة ذات تهوية جيدة ورطوبة نسبية منخفضة، وتقلب الشماريخ بين فترة وأخرى لضمان جفافها تماماً، وذلك لمدة يومين إلى ثلاثة أيام”. وأضافت مديرة مكتب البيئة في الساحل الشرقية: “تؤخذ الشماريخ الجافة وتوضع في كيس من القماش يحمله العامل معه عند إجراء عملية التنبيت، ويوضع عدد من الشماريخ الذكرية داخل كل “أغريض أنثوي” ، ويختلف هذا العدد اعتمادا على الصنف الأنثوي وكمية حبوب اللقاح وحيويتها في الشماريخ الذكرية وغالبا ما يستخدم من “ 6ــ 24 “ شمروخاً، و يفضل نفض أو هز الشماريخ الذكرية على “ الأغريض الأنثوي “ بصورة خفيفة حتى تسقط كمية من حبوب اللقاح مباشرة على “مياسم الأزهار الأنثوية”، وبعد وضع الشماريخ الذكرية في قلب “ الأغاريض “ تربط الأخيرة في الثلث العلوي بواسطة خوصة من سعف النخيل ربطا خفيفاً. وبالنسبة للتلقيح الآلي قالت: “ يتميز التنبيت الآلي بسهولة إجرائه وعدم الحاجة إلى عامل ماهر ومتمرس في عملية التنبيت، إضافة إلى سرعة التنفيذ حيث يستطيع العامل الواحد تنبيت العديد من النخيل خلال فترة وجيزة، كما يتميز بقلة التكاليف مقارنة بالتنبيت اليدوي، والاقتصاد في كمية حبوب اللقاح مقارنة بالتنبيت اليدوي، ويؤدي إلى الحصول على نوعية جيدة من الثمار بعد العقد، والسبب في ذلك أن حبوب اللقاح مأخوذة من أفحل مختلفة”. وأشارت نورة جلال كرم إلى أن عملية التنبيت الآلي “التعفير” ، تستخدم عادة ملقحات ميكانيكية أو نصف ميكانيكية وهي عبارة عن معفرات تستخدم لإيصال الخليط “ حبوب اللقاح من المادة المخففة “ إلى “الأغاريض الأنثوية “ من الأرض بواسطة أنابيب خفيفة “. وفيما يتعلق بـ “خف حمل النخيل “ قالت المهندسة نورة كرم جلال إن تخفيف الثمار يعتبر ممارسة عامة في غالبية مناطق زراعة نخيل التمر في العالم، وذلك يساعد النخلة على انتظام الإنتاج سنة بعد أخرى ويحسن حجم الثمار ونوعيتها وضمان النضوج المبكر وتقليل وزن وكثافة العراجين مما يسهل عمليات الجني والتعبئة، إن تخفيف ثمار نخيل التمر يقلل نسبة الإنتاج 25% لكنه يحسن صفات الثمار الكيميائية والفيزيائية “. وتابعت”هناك بعض الدراسات التي أشارت إلى أهمية التخفيف على مراحل، كما أشارت دراسات أخرى إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار عند إجراء عملية الخف عمر الشجرة والتوازن بين النمو الخضري والثمري. وقد أكدت الدراسة ( نيكسون 1978 ) أن كمية الثمار التي تستطيع شجرة النخيل تحملها بدون أضرار تعتمد على عمر الشجرة وحجمها وقوتها وصنفها وعدد السعف الأخضر الذي تحمله، كما أكدت أيضا الدراسات على أهمية وجود توازن بين عدد السعف وعدد العذوق ووجد أن نسبة 1 عذق : 9 أوراق “سعفات “ مع ترك 8 عذوق فقط على الشجرة أعطى أعلى محصول وصفات نوعية جيدة للثمار حيث ازداد وزن ولب وأبعاد الثمار في حين لم يتأثر المحتوى الرطوبي والحموضة الكلية للثمار. وعن أهداف الخف قالت مديرة مكتب البيئة في الساحل الشرقية: “الهدف من الخف في هذه المناطق الرطبة هو تقليل كثافة الثمار داخل العذوق وزيادة التهوية لتخفيض نسبة التعفن والحموضة الناتجة من زيادة الرطوبة، ونستنتج من الدراسات أعلاه أهمية إجراء عملية خف ثمار النخيل خصوصا في المناطق عالية الرطوبة وقت نضج الثمار”. «10» دراهم سعر تنبيت النخلة الواحدة عن تكلفة “ التنبيت “ قال علي المحرزي :” كل مزرعة لديها “بيدار” خاص بها يقوم بعملية تنبيت النخيل، وبالنسبة لـ “ المنبتين “ من خارج المزرعة تكون أسعارهم متقاربة على حسب طول النخلة، وكذلك أعدادها، ويبلغ سعر تنبيت النخلة الواحدة “10” دراهم تقريباً، علما أني أملك 100 نخلة في مزرعتي، وأنبتها بـ1000 درهم في كل مرة”. وقال المواطن سالم الكندي: “أقوم بتنبيت نخيل المنزل بنفسي لأنها قصيرة ومعدودة فيما أستعين بآخرين لتنبيت نخيل المزرعة لأن أعدادها كبيرة، ومنها المرتفع جداً، ويصعب علي تنبيته، وأتمنى أن تورث هذه الحرفة إلى الأبناء”. وعن مصدر النبات الذي يستخدم في تلقيح النخيل قال الكندي: “يقوم كل صاحب مزرعة بزراعة عدد من الفحول في مزرعته لاستخدامها في عملية التلقيح، علما أن كل فحل يختلف عن الآخر من ناحية الرائحة والنوع”.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©