الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الامتحانات تبيح المحظورات

17 مايو 2009 02:59
بالتزامن مع بدء العد التنازلي لموعد الامتحانات يتماهي أهال مع أبنائهم الذين يستعدون لتقديمها فيلازمون المنزل، وتضطرب أوقات نومهم، ويدخل الجميع في دوامة القلق والتفكير. ورغم أن تحمل الأهل جزء من مسؤولية أداء أولادهم للامتحانات ممارسة طبيعية. بيد أن الواقع يأخذ أشكالا أكثر تطرفا؛ إذ يتمادى آباء وأمهات بالاهتمام بأولادهم في فترة الامتحان وخصوصا امتحان الثانوية العامة ليتحول إلى موسم «دلال مفرط» تلبى فيه الرغبات، وتباح خلاله المحظورات. فيتساهل الأهل بمواعيد النوم، وساعات التحدث في الهاتف، وربما أغدقوا عليهم الأموال وزادوا المصروف وكلها قرابين تقدم على مذبح النجاح. والحقيقة، أن القلق الزائد، الذي يمارسه الأهل على مصير أولادهم، والذي يمكن وضعه في خانة «تبرئة الذمم» في حال الإخفاق، يرخي بظلال ثقيلة على نفسياتهم، ويرفع من الضغوطات الواقعة عليهم ما قد يؤثر على تحصيلهم. فيكفي أن ينحصر الاهتمام في توفير أجواء مناسبة للدراسة، والاعتناء بتغذية الأبناء، وتقديم الدعم النفسي لهم، واستنهاض هممهم للدراسة، ومساعدتهم على وضع الخطة الدراسية، وممارسة دور حكومة الظل ليس أكثر. وأعتقد أنه يمكن تجيير فترة الاختبارات لصالح إكساب الأبناء خصال الصبر، وتحمل المسؤولية، وتعلم إدارة الوقت، وتدريبهم على تحمل التبعات السلبية كالرسوب، فالمغالاة بالاهتمام بهم، وتجنيبهم مواقف الضغط وتعظيم حمايتهم يجعلهم لقمة سائغة للمشاكل والعقبات مستقبلا، ويضعف من قدرتهم على الخروج من الأزمات وتعلم كيفية التعاطي معها. ويكاد موسم الامتحانات أن يصبغ كل الطقوس الأسرية بصبغة «رُهاب الامتحانات»، فالوقت يكرس للدراسة، والزيارات الأسرية تضمحل، والتلفزيون يمنع، والخروج للتنزه ينعدم. وكأن الكون يتوقف استعدادا لخوض الاختبارات المدرسية. الواقع أنه لا يمكن إنكار أهمية النجاح، كما لا يمكن التقليل من شأن الدراسة بيد أن المبالغة والتهويل سيؤديان إلى نتيجة عكسية تزيد من ارتباك الطالب وتهدد ثقته بنفسه وربما أفضيا إلى نتائج لا تحمد عقباها، وقد ستستمر إلى ما بعد وضع الأقلام وتسليم الأوراق. ليلى خليفة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©