شهد مسرح فندق قصر الإمارات مساء أمس الأول عرض “لا بوهيم” ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2010، التي تعد من أشهر الأعمال الأوبرالية لجياكومو بوتشيني وأكثرها انتشاراً حول العالم. وشارك في حضور المسرحية الأوبرالية هدى كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والسفير الإيطالي لدى دولة الإمارات باولو ديونيسي ورئيس جمعية مهرجان بوتشيني ماسيمليانو سيموني.
وتستمر فعاليات المهرجان، الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى 7 أبريل المقبل. ويستضيف مهرجان العام الحالي ما يزيد على 90 فعالية على مدى 3 أسابيع. وتجمع بين الأعمال الفنية العالمية والموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز والمسرح والفنون الجميلة وسلسلة من البرامج التعليمية والمجتمعية.
وقالت هدى كانو عقب العرض إن هذا العمل الأوبرالي المتميز المفعم بالمشاعر الذي يعرض لأول مرة في العالم العربي يعكس مستوى التعاون الوطيد والدائم بين مهرجان أبوظبي وأبرز المهرجانات الدولية الرائدة، لتقديم أعمال فنية راقية واستقطاب كبار الفنانين العالميين إلى العاصمة أبوظبي.. ونقل الفن والموروث الثقافي والحضاري الإماراتي إلى العالم”. ومن جانبه قال ماسيميليانو سيموني رئيس الأوبرا “يشرفني أن ألبي دعوة مهرجان أبوظبي وأن أشارك في تقديم أوبرا لا بوهيم لبوتشيني كاملة إلى الجمهور العربي وآمل أن تكون هذه هي البداية لتعاون فني مشترك على المدى البعيد”.
وقال ألبرتو فيرونسي قائد أوركسترا أوبرا مهرجان بوتشيني “ إنني فخور للغاية بتقديم أوبرا “لا بوهيم” أحد أشهر الأعمال الفنية لبوتشيني وذلك للمرة الأولى على الإطلاق ضمن مهرجان أبوظبي العريق”. وأشار إلى أن المهرجان يزخر بنخبة من أشهر الفنانين ودور الأوركسترا على مستوى العالم يشكل منبرا لأداء روائع بوتشيني الفنان الذي سحرته الثقافات المختلفة في شرق العالم وغربه”.
وتقع أحداث أوبرا “لا بوهيم” في باريس عام 1830 وتحكي القصة الرومانسية للفنانة “ميمي” وخطيبها الشاعر الوسيم “رودولفو”. وتتناول المسرحية الأوبرالية المؤلفة من 4 فصول حب من طرف واحد لفنان بوهيمي يكافح للحصول على المال بالإضافة إلى مآسي المرض والموت. جدير بالذكر أن أوبرا مهرجان بوتشيني تنظم كل صيف في (توريه ديل لاغو) القرية التي عاش فيها جياكومو بوتشيني وكانت مصدر إلهامه في تأليف موسيقاه التراجيدية الشهيرة.
وقدمت السوبرانو آنا ماريا مارتينيز من دولة بورتو ريكو دور ميمي والسوبرانو النيوزلندية آنا جيمس دور موسيتا. وقد أسرت مارتينيز الجمهور عندما قدمت إحدى أشهر مقطوعاتها الأوبرالية “نعم، اسمي ميمي”. فيما قدمت آنا جيمس التي لعبت دور موسيتا، أداءً رائعاً في مقطوعة “عندما أقبل الأمر”. واشتركت الفنانتان مع التينور الإيطالي لوتشيانو جانشي (في دور رودولفو) والباريتون الإنجليزي جورج فون بيرجن (في دور مارتشيللو) في تقديم مقطوعة رباعية مذهلة في نهاية الفصل الثالث بعنوان “الوداع أيها الاستيقاظ الحلو في الصباح”. واستمتع الجمهور أمس الأول بمجموعة من أشهر المقطوعات الغنائية الثنائية لرودولفو وميمي ومنها “يدك الصغيرة متجمدة” في أول لقاء لهما، ومقطوعة “آه، أيتها السيدة الرقيقة” عندما يكتشفان أنهما وقعا في الحب، ومقطوعة “أه! هل تذكر” عندما يتذكران أوقاتهما معاً، وتبلغ الأوبرا أوج تألقها بواحد من أقوى وأكثر المشاهد الختامية إيلاماً عندما تفارق ميمي الحياة.
عدد اليوم
