أسعار وقود الطائرات ترتفع 8,5% منذ مطلع العام

محمود الحضري (دبي) - ارتفعت أسعار وقود الطائرات بنسبة 8,5% منذ مطلع العام الحالي، مع استمرار تزايد أسعار النفط في ظل التوترات الإقليمية، بحسب بيانات مؤشر الوقود الصادر عن اتحاد شركات الطيران العالمي “آياتا”. وستشهد رسوم غلاء الوقود أول تغيير بداية مارس المقبل، بعد ثباتها منذ بداية العام، مع تطبيق شركات طيران محلية وإقليمية وعالمية زيادة جديدة على رسم غلاء الوقود تتراوح بين 5 و11 درهماً على تذاكر السفر، وبنحو 10 فلوس على كل كيلوجرام شحن، لاسيما على الرحلات المتجهة إلى أوروبا بعد أن قررت القارة تطبيق برنامج لتجارة الانبعاثات اعتباراً من مطلع مارس، يحمل شركات الطيران تكاليف إضافية في حال تجاوزت سقف انبعاثات الكربون المحدد لكل ناقلة. وكانت أسعار وقود الطائرات أنهت عام 2011 بارتفاع سنوي تجاوز 14,5%، ما انعكس على توقعات أرباح شركات الطيران في مناطق العالم خلال العام الجديد 2012، وارتفاع حصة الوقود من تكلفة التشغيل للناقلات الجوية إلى 30% كحد أدنى و50% كحد أقصى، وفقاً لأسعار شراء الوقود، وآلية التشغيل. وبينت أرقام توقعات “آياتا” أن انعكاسات أسعار الوقود ستشكل أكبر عامل مؤثر على أرباح شركات الطيران خلال العام الحالي، لتنخفض إلى 3,5 مليار دولار، في الوقت الذي ستتواصل فيه ضغوط أزمة منطقة اليورو على صناعة الطيران العالمية، والتي ستسهم في خسائر لاتقل عن 8 مليارات دولار خلال العام. وأفادت بيانات مؤشر “آياتا” بأن متوسط سعر وقود الطائرات عالمياً ارتفع إلى 133,9 دولار للبرميل بزيادة 10,4 دولار عن السعر المسجل مطلع العام، والبالغ 123,5 دولار، بينما سجل السعر في منطقة الشرق الأوسط 130,2 دولار للبرميل خلال الأسبوع الماضي، مقابل 120,5 دولار مطلع العام. وتلقت شركات ووكالات السفر الأسبوع الماضي إخطارات رسمية من شركات طيران بينها “الاتحاد للطيران” و”طيران الخليج”، ببدء تطبيق زيادة جديدة على رسم غلاء الوقود على تذاكر السفر والشحن، اعتبارا من مارس المقبل، وتعديل الأسعار وفقاً لمعدل الزيادة. وقال إشراق دري من الشارقة للسفريات إن الوكالة تتوقع أن تشهد الأيام المتبقية من فبراير طلبات من جميع شركات الطيران لاسيما العربية، بتعديل أسعار التذاكر، وفقاً للزيادة في رسم غلاء الوقود، تطبيقا لبرنامج الاتحاد الأوروبي لتجارة الانبعاثات الكربونية على رحلات شركات الطيران التي تسير رحلات إلى الوجهات الأوروبية. وكانت “الاتحاد للطيران” أعلنت الأسبوع الماضي أنها سترفع رسوم غلاء الوقود على التذاكر للرحلات المتجهة من وإلى أوروبا اعتباراً من مطلع مارس، بهدف تعويض التكاليف المفروضة على الشركة بموجب برنامج الاتحاد الأوروبي لتجارة الانبعاثات. وسترفع الشركة رسوم الوقود بواقع 3 دولارات لكل راكب على متن الرحلات الجوية من وإلى أوروبا، و0,03 سنت لكل كيلوجرام على الشحن الجوي. وأوضح أن الشركات تجنبت زيادة أخرى على رسم غلاء الوقود، رغم ارتفاع سعر وقود الطائرات منذ بداية العام، خشية أن يؤثر ذلك على تنافسيتها، وإتاحة مبرر آخر لتطبيق الزيادة الناجمة عن البرنامج الأوروبي لتجارة الانبعاثات الكربونية. وحدد البرنامج الأوروبي لكل شركة طيران حصة مجانية سنوية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفي حال تجاوزها، يتعين على الشركة شراء ما يسمى “أرصدة الكربون” من شركات الطيران الأخرى، أو الصناعات المختلفة. ومن المتوقع أن تبلغ التكاليف الإضافية الناجمة عن تطبيق برنامج الاتحاد الأوروبي نحو 1,16 مليار دولار العام الحالي (900 مليون يورو) عالمياً، أي نحو 4,2 مليار درهم. ووفقا لمؤشر “آياتا”، سجل سعر وقود الطائرات في منطقة أميركا اللاتينية أعلى سعر عالمي بواقع 140,3 دولار الأسبوع الماضي، مقابل 126,6 دولار في الأول من يناير، بزيادة 13,7 دولار، بنسبة 10,8%. وبينت أرقام مؤشر الوقود المحلي ارتفاع المؤشر الأسبوع الماضي إلى 597 نقطة مقابل 549 نقطة في أول العام، بزيادة 48 نقطة، بينما كان المؤشر قد سجل ارتفاعا نسبته 9% في 2011، وخلال 12 شهراً. واستبعد كل من دوني ريف مدير المبيعات في طيران لوفتهانزا، ودونالد روبير مدير العمليات في “اير فرانس” تطبيق زيادات خلال الشهر الجاري على رسوم غلاء الوقود بالنسبة للشركات الأوروبية، إلا أن تعديل السعر وارد في المراجعة الاولى خلال مارس. وبينت أرقام مؤشر “آياتا” أن سعر الوقود في منطقة أوروبا بلغ الاسبوع الماضي 133,7 دولار، مقابل 124,4 دولار في أول العام، بزيادة 9,3 دولارات، وبلغ السعر في منطقة آسيا والمحيط الهادي نحو 132 دولاراً، مقابل 123,2 دولار، بزيادة 8,8 دولار.