الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماذا تركت لنا الوظيفة؟

14 ابريل 2008 23:12
كلنا يسعى لسد متطلباته المعيشية والايفاء باحتياجات الحياة العصرية التي اتسمت بسرعة وتغيير فاقا التوقعات، وتبعهما بعد ذلك زيادة في المواصفات والأسعار وأصبحنا من الصباح نلهث وراء لقمة العيش نساء ورجالا وذلك ضمن منظومة وتركيبة صعبة في مجال العمل سواء كان حكوميا أو خاصا· فالكل يجري بلا هوادة، وبدون وعي، وارتبطت حياته دائما بالوظيفة ومتطلباتها من أجل العيش برغد وسعادة· ولكن لنستأذن الزمن قليلا ونطلب منه التوقف لحظات لنسأل أنفسنا ماذا حصدنا من الراتب والحياة العملية وماذا بعد؟ كل ذلك ينصب في مجال الحياة العملية والتي أصبحت تطغى على الجوانب الأخرى· في حياتنا جوانب أخرى لا تقل أهمية بل قد تكون أهميتها أكبر، فماذا أضعنا وماذا كسبنا؟ وقد تكون الكفة ترجح الفقدان أكبر من الكسب، خصوصا لفقداننا الكثير من جوانب حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا والتي أصبحنا نبحث لها عن فسحة ما في يومنا حتى نستطيع أن نحياها بكامل جمالها وحقوقها ولكن من أين نجد فعمل تطول ساعاته إلى ثلثي اليوم فثماني ساعات تعني أننا قسمنا الزمن ما بين ثلث للنوم وثلث للوظيفة وقد تزيد على الثلث قليلا إذا أضفنا الاستعداد قبل ذلك وثلث للحياة والتي تتناهبها متطلبات البيت والأبناء والعلاقات الاجتماعية ومتطلبات الخلود إلى النفس والراحة النفسية والجسدية، وعليه أضاعت، ودون قصد، المرأة الموظفة التي تعمل إلى الثالثة والنصف أو أكثر بيتها وزوجها وأبناءها وان لم تضيعهم قصرت في واجبها تجاههم ولا ننسى العلاقات والأهل والأقارب وحقوقهم التي تقريبا لم يبق لها وقت والرجل أيضا أضاع الكثير ببقائه في الوظيفة إلى وقت متأخر من حقوق بيته وأبنائه كذلك فالرجل بعد وظيفته لها مجالات أخرى يريد أن يقوم بها كالقيام بواجبات حياته الاجتماعية وعلاقاته بالعالم المحيط به فأين حق البيت والزوجة والأبناء؟ وكذلك أضعنا فترة العصر من كل يوم بعد ان أمست للراحة من عناء اليوم الوظيفي، فربما ننام من شدة التعب ونفوت صلاة العصر بغفوة تجعل يومنا من هذه الغفوة تعيسا بسبب الضياع الذي يأتي منا لأننا فقدنا جزءا من ساعات المتابعة لباقي حياتنا اليومية متطلباتها· وأفقدتنا الوظيفة أيضا لقاء الظهر على مائدة واحدة نتعلم ونعلم أبناءنا ونتابعهم ونسمع لهم ماذا يدور عليهم ومنهم فالوقت شيء له حدود وله عدد محدد من الساعات والإنسان كائن له طاقة ونحن دائما نستعد للغد بكامل ما يحتاجه الغد من طاقة بأن تركنا الكثير حتى نستطيع أن نجاري الوظيفة ونؤمن لقمة العيش· نحن بشر وكمسلمين لنا حقوق وعلينا واجبات نختلف عن غيرنا ونؤمن أن لنا حياة دينية منظمة نعيشها ولكل شيء وقت حتى اليوم مقسم إلى خمس صلوات ولابد من الانتباه إلى الموظفين وما يعانونه من طول الدوام الذي أضاع علينا الكثير من متع الحياة بعد أن أصبحنا عبيدا للوظيفة ومتطلباتها· عائشة عبدالله الشرياني العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©