الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة الابتكار

ثقافة الابتكار
27 ابريل 2016 01:09
تحقيق الأهداف والأماني التي تتطلع لها الأوطان غاية جميلة ومطلب تتوق له النفوس والأفئدة لرؤيته، ووطننا ليس استثناء. ولتحقيق تلك الطموحات وسائل عدة منها، ما أكل الدهر عليه وشرب، ولم يعد صالحاً للزمان والمكان، ولم يعد مواكباً للتطور، أو مسايراً للعصر، ومنها وسائل ارتبط مفهومها بميزة التجدد والتطور، وتلك هي وسيلة الابتكار التي لها كبير الأثر في تحقيق تلك الرؤى والأحلام. وإذا كان الاختراع أن تأتي بما لم يؤت به من قبل، فإن الابتكار أن تأتي بطريقة جديدة لتسخير الاختراع أو المادة بشكل مفيد وبديع وفريد ومثير، كي يستخدم هذا الابتكار لحل مشكلة، أو تحقيق رفاهية، أو إقناع مستهلك وزبون، أو تطوير وتحسين خدمة، أو إصلاح مؤسسة تقاوم الفشل، أو إنقاذ شركة تواجه الإفلاس أو.. إن شيوع ثقافة الابتكار في المدارس والجامعات والمؤسسات، وتضمينها في المناهج والمقررات، ومنحها مساحة في البحوث والدراسات والمشاريع، وإجراء المسابقات والمنافسات، وإقامة معارض الابتكار، كل ذلك ينمي المواهب، ويصقل الأفكار، ويشجع الأفراد لإظهار الإبداع والمكنون في نفوسهم وذواتهم لدفع عجلة التنمية المستدامة، وتحقيق تطلعات الدولة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة غير مبني على براميل النفط الناضبة الآيلة للزوال اليوم أو غداً. ومن هنا فإن جمال الابتكار يتمثل في تبني قادة الوطن للابتكار ودعمهم لمشاريعه وتكريمهم لرواده. ولا شك، أن إشراقة الغد وبارقة الأمل تكون بوجود وطن يزخر بمبتكرين يبتكرون الحلول، ويهندسون الخطط ويصوغون القرارات، ويرسمون خرائط المستقبل في ضوء الحاجات والضرورات والملحات، بل الصعوبات والإشكالات والتحديات، لوطن يسير بخطى ثابتة وواثقة نحو مستقبل مشرق، مُستشرفة تحدياته، ومتأهبة ومُستعدة عقول أبنائه لمواجهة مفاجآته. إن التسلح بالمهارات الابتكارية ليس فطرياً، بل هو مكتسب، ويكون ذلك عندما يصبح الابتكار هاجساً وشغفاً في نفس الفرد، يقوم بتنميته وفقاً لنطاق تخصصه ومجال عمله من خلال مواجهته للتحديات التي تواجهه بحلول ابتكارية تصنع الفرق. ليكن هدفنا الابتكار، لأننا نريد أن نبتكر الحلول للتحديات أو نغرق في بحر الهموم والمشكلات. هاجسنا الابتكار، لأننا نريد النجاح والتميز والعيش الكريم والسعادة. نبتكر، لأننا نحتاج الابتكار. إن البديع والجميل والمميز في الابتكار هو شمول استخدامه في شتى مناحي ومجالات الحياة. نبتكر، لأن الابتكار رياضة العقول. نبتكر، لأن الوطن يزهو ويسمو وفي العليا يرتقي عندما تغرد عقول أبنائه بالابتكار، وتنتشر ثقافته في الأرجاء. نبتكر للوطن والحياة والنجاح والتميز والريادة والعالمية والإنسانية وللمستقبل. يجب أن نملأ حياتنا بالابتكار، لأننا إما أن نبتكر أو نموت! أحمد محمد غديّر الدرعي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©