نجحت وكالة الفضاء الأوروبية أول من أمس الخميس (14 مايو) في إطلاق تلسكوبين فضائيين إلى مدار بعيد حول الأرض على متن الصاروخ الأوروبي (آريان 5) هما (هيرشل) و(بلانك). ويبلغ الوزن الإجمالي للتلسكوبين 3400 كيلوجرام وسوف يتكفّلان بمهام متنوعة من أهمها دراسة آليات تشكل المجرّات في بداية نشأة الكون وكيف تطوّرت بعد ذلك إلى حالتها الراهنة، والبحث في طريقة ولادة النجوم واكتشاف التفاعلات التي تحدث في الوسط المادي المنتشر بينها والذي يعرف بمصطلح (المادة البينجمية) interstellar medium، واستكشاف التركيب الكيميائي لأجواء وسطوح المذنبات والكواكب والكويكبات والأقمار المنتشرة في النظام الشمسي، والتعرف إلى الخصائص الكيميائية الجزيئية للمادة الكونية. وينفرد تلسكوب (هيرشل) بأضخم مرآة تم بناؤها حتى الآن في صناعة التلسكوبات. وسوف تتكفل هذه المرآة التي يبلغ قطرها 3.5 متر بتجميع الإشعاعات ذات أطوال الأمواج الطويلة والمنبعثة من بعض أكثر الأهداف الكونية برودة وبعداً عن الأرض. وسوف يكون (هيرشل) التلسكوب الوحيد المتخصص بتغطية مدى الطيوف الضوئية الواسع الذي يتراوح بين نهاية طيف الأشعة تحت الحمراء وحتى الطيوف التي تقترب أطوال موجاتها من المليمتر. ومن المنتظر أن يكمل التلكسوبان مهامهما عام 2011 . ويتألف تلسكوب هيرشل من أجهزة لقياس الطيوف الضوئية وتسجيلها وأخرى لتصوير النجوم بأطوال الموجات التي تتراوح بين 55 و672 أنجستروم (الأنجستروم جزء المليون من المتر أو جزء الألف من المليمتر). وشاركت في بنائه عدة معاهد علمية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية وكندا والولايات المتحدة. واحتل التلسكوبان هيرشل وبلانك قمرتي التحميل الأماميتين في أحدث نسخة من الصاروخ (آريان 5 إي سي إيه) Arian 5ECA الذي يبلغ قطره 5.4 متر ويصل الوزن الإجمالي للصاروخ مع الحمولة الكاملة 780 طناً. وتمثل عملية الإطلاق بحد ذاتها اختباراً عملياً لهذه النسخة الجديدة المخصصة لنقل أقمار اصطناعية وحمولات فضائية يبلغ وزنها الأعظمي 9.6 طن في كل عملية إطلاق. واستعار تلسكوب هيرشل اسمه من اسم العالم الفلكي البريطاني السير وليام هيرشل (1738-1822) الذي يعزى إليه فضل اكتشاف الكوكب أورانوس بالإضافة إلى العديد من الغمامات النجمية المنتشرة في مجرّة درب التبانة، وهو أيضاً مكتشف العناقيد النجمية والنجوم الثنائية.
• عن موقع sci.esa.int
عدد اليوم
 و(بلانك))
