مصر تعيد فتح جسر السلام وتبقي الطوارئ على الحدود

أعادت مصر صباح أمس، فتح جسر السلام فوق قناة السويس الذي يربط سيناء بمصر أمام حركة السيارات والأهالي مع الإبقاء على حالة الاستنفار الأمني في سيناء ونشر أكثر من 2000 من رجال الشرطة المصرية على الحدود مع غزة· وذكر مصدر أمني مصري أن إعادة افتتاح الجسر المغلق منذ الخميس الماضي، جاء بعد تأكيدات حركة ''حماس'' بأن أي اجتياح للحدود سيوجه فقط ضد الاحتلال الإسرائيلي، على اعتبار أنه العنوان الرئيسي للحصار· وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا أمس سيارات الإسعاف والمطافئ متجهة نحو منطقة الحدود في رفح، كما شاهدوا أهالي العريش وهم يقومون بتخزين المواد الغذائية والبنزين والغاز، تحسباً لحدوث اجتياح فلسطيني جديد لمعبر رفح· وتمت إعادة فتح محطات البنزين في الشيخ زويد ورفح القريبتين من الحدود، لإنهاء الازدحام الشديد على محطات الوقود في العريش بسبب إغلاقها خلال الايام الثلاثة الماضية بناء على أوامر صدرت لأصحاب المحطات، عقب التلويح باجتياح الحدود المصرية مرة أخرى· وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية أن المساعي المصرية لا تتوقف بهدف التوصل الى تحقيق التهدئة بين ''حماس'' وإسرائيل بما يوفر الأجواء المناسبة لإجراء المفاوضات حول مسار عملية السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل· وفي غزة حذرت حركة ''حماس'' امس، من ''انفجار'' سيطال كل الذين شاركوا في حصار قطاع غزة، مؤكدة أن ''الاحتلال الإسرائيلي'' سيكون اول من يدفع ثمن هذا الانفجار· وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم لوكالة ''فرانس برس'' إن ''الضغط يولد الانفجار (···) هناك ضغط شديد جداً الى أبعد الحدود على قطاع غزة (···) وأصعب أنواع الضغط هو التجويع والمنع والحرمان والقتل''· وأضاف أن ''هذا الحجم من الضغط يدق ناقوس انفجار مقبل''، مؤكداً أن ''هذا الانفجار هم يريدونه كاحتلال اسرائيلي والقوى المتآمرة معه (···) وسيكون في وجه المحاصرين لقطاع غزة، وكل من شارك في هذا الحصار سيتأثر بهذا الانفجار''· ونفت حركة ''حماس'' أمس بشكل قاطع، صحة الأنباء التي أوردتها صحيفة ''الأهرام'' المصرية قبل أيام، ورددها عدد من المسؤولين والكتاب المصريين، حول إدخال كميات كبيرة من الوقود وغاز الطهي إلى قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة· وأكد أيمن طه القيادي في ''حماس'' في تصريح الى ''المركز الفلسطيني للإعلام'' أن ما نشرته الصحيفة المصرية ''عار عن الصحة تماماً''· وقال طه: ''نحن ننفي بشكل مطلق أن تكون مصر قد أدخلت أي كميات وقود لغزة سواء سولار أو بنزين أو وقود صناعي أو غاز طهي، ونؤكد أنه لا يوجد أي مساعدات أخرى تقدم هذه الأيام''· وأشار إلى أنه ''قبل ما يزيد على أسبوعين تم السماح بإدخال بعض المساعدات الغذائية الإنسانية لسكان قطاع غزة وهى متوقفة الآن، أما على صعيد الوقود فلم يدخل أي شيء منه''، مذكراً في الوقت نفسه بأن معبر رفح، وهو المنفذ الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي ''مغلق بشكل محكم وكامل''· وكانت ''الأهرام'' قد ذكرت قبل أيام، أن مصر زودت قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة بتسعة ملايين لتر مكعب من الوقود الصناعي لتشغيل محطة كهرباء غزة، ونحو 5050 طناً من غاز الطهي اللازم للاستخدام المنزلي، ونصف مليون لتر بنزين وأربعة ملايين لتر من الديزل اللازم لتشغيل المركبات وآبار المياه ومولدات الكهرباء· واعتبر طه أن ما نشرته الصحيفة المذكورة ''يندرج في محاولات البعض لتخلي مصر عن دورها وإظهار الوضع وكأنه لا يوجد حصار على قطاع غزة، وأن ما يجري الحديث عنه من معاناة هو لا يعبر عن الواقع''·