الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صنع في الإمارات».. يرتقي بأدب الطفل العربي

«صنع في الإمارات».. يرتقي بأدب الطفل العربي
28 ابريل 2016 10:38
أزهار البياتي (الشارقة) من خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الثامنة، والذي يواصل تظاهرته الثقافية لغاية 30 أبريل الجاري، تألقت من جديد مبادرة «صنع في الإمارات»، وهو المشروع الريادي الهادف للمجلس الإماراتي الأعلى لكتب اليافعين ومركز الثقافة الألماني المعروف بمعهد «جوته» في منطقة الخليج، ليعود في نسخته الـ5 على التوالي، مخصصا برامجه هذه المرة لفن «الكوميكس» الياباني المعروف بـ«المانجا»، وعبر مجموعة من الورش الحية التي شارك فيها نخبة من الرسامين العرب والخليجيين. يأتي هذا الحدث الاستثنائي لكتب اليافعين برعاية ودعم من مشروع «ثقافة بلا حدود»، والذي يساهم بدوره في إذكاء عجلة الحراك الثقافي في عموم الدولة، متعاونين معا برسم آفاق جديدة في عالم الكتابة والنشر المتخصص للأطفال، مشجعين المواهب الصاعدة في مجالات التأليف والرسم للارتقاء بأدب الطفل العربي وتطويره ونشره، وذلك من منطلق الإيمان بأن الأطفال هم مشروع الحاضر وأمل الغد، وهم الطموح الواعد الذي تراهن عليه كافة الثقافات والحضارات الإنسانية. أسلوب حياة وتشير مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين إلى هذه المبادرة، قائلة: «نحن سعداء بانطلاقة النسخة الخامسة من مشروع كتب (صنع في الإمارات) مع شركائنا الاستراتيجيين في معهد جوته، والتي تأتي هذا العام بالتزامن مع إعلان 2016 كعام للقراءة في الإمارات، كما يأتي تنفيذ هذا المشروع تماشياً مع رؤية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والتي تسهم على الدوام ببناء قدرات ومهارات الكتّاب والرسامين الإماراتيين الشباب، وتدعمهم بما يمكنهم من إصدار أعمال عربية شائقة، تستقطب عبرها اهتمام الأطفال واليافعين وتحفزهم أكثر على ممارسة ثقافة القراءة وجعلها كأسلوب حياة». فن «الكوميكس» وقد نظم المجلس الإماراتي الأعلى لكتب اليافعين على هامش المهرجان ورشة حية قدمتها الفنانة الألمانية الشهيرة بفن «الكوميكس» «إنجا شتاينميتس»، كان الغرض منها هو مساعدة المشاركين الشباب في إنتاج وتطوير قصص جديدة، وتعّلم كيفية رواية نتاجهم الأدبي وقصصهم المؤلفة بطرق وأساليب ممتعة ومُقنعة، بحيث تستحوذ بمحتواها ورسوماتها وحوارها الشائق على ذهن الطفل وتجتذب اهتمامه، ومن خلال استخدام تقنيات وأدوات مساعدة استعانت بها الألمانية «شتاينميتس» وشرحتها للمشاركين، منها تعابير الوجه وقصات الشعر وشكل الملابس، بالإضافة إلى توظيف عوامل فعالة أخرى كالمشاعر والخلفية والمنظور والمساحة الزمنية أثناء الرواية والسرد للحكاية. وهي تعبّر عن تجربتها في فن الكوميكس، موضحة: بدأت علاقتي مع القصص المصورة أو الكوميكس منذ فترة بعيدة، وهو عبارة عن فن تصويري يتكون من مجموعة صور تروي أحداثاً متتالية مترافقة مع نص حوار للشخصيات المصورة في الرسوم ضمن دوائر، بحيث تكون القصص فيه عبارة عن رسومات مع كتابات تشير إلى حوار كل شخصية ضمن نمط درامي». وتتابع: من خلال الشارقة القرائي، كان لي فرصة رائعة للالتقاء مع نخبة من الشباب المبدع، من الذين يحملون أفكاراً وطاقات ملهمة، سيكون لها دور كبير في نشر فن الرسوم المصورة «الكوميكس الياباني» في الإمارات والمنطقة، والذي أتوقع أنه سيفتح مجالاً واسعاً أمامهم لدخول عالم الإنتاج السينمائي والدرامي. إثراء التجارب وقالت الدكتورة جابريلا لاندفير، مدير عام معهد جوته في الخليج: «ركزنا على تعليم أساسيات فن (الكوميكس) الياباني أو (المانجا)، والذي نمت شعبيته بشكل ملحوظ مؤخراً، كونه يعد من الفنون التي تجذب الصغار واليافعين، وتساعدهم على إعادة استكشاف بيئتهم، ونحن نحاول أن نحتضن المواهب الواعدة من الفنانين الإماراتيين الصاعدين وإثراء تجاربهم وتعريفهم بأنماط جديدة لرواية القصص، في سبيل تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبناء قدراتهم وترقية مواهبهم». ويشار إلى أن «صنع في الإمارات»، هو مشروع أطلقه كل من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومعهد جوته عام 2011، بهدف تشجيع تطوير كتب الأطفال التي تم تأليفها من قبل كتاب إماراتيين، لتعكس القيم الثقافية، وعمل المشروع على بناء قدرات ومهارات الكتّاب والرسامين الإماراتيين الشباب، تحت إشراف مجموعة من الخبراء الدوليين. المرآة السحرية تعكس الجمال الداخلي في «عالم آنا» رحلة إلى أرض الحكايات الخيالية، ذهب أطفال مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ليشاهدوا المرآة السحرية التي تعكس الجمال الداخلي والخارجي للإنسان، في مسرح الأحلام الذي تواجد في المهرجان، حيث عرضت مسرحية «عالم آنا»، التي قدمت أحداثها باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية. أحداث المسرحية تدور حول قصة مرآة عجيبة، مغروسة في شجرة أزلية، تطوف بلدان العالم لتحقق أمنية واحدة، لشخص يرى نفسه بدون قناع، شخص يمتلك أجمل مشاعر الإنسانية من الحب والصدق والأمانة والإخلاص والشجاعة والطيبة، فهل هو الأمير فائق الجمال الذي قدم لآنا أجمل قفص ذهبي وأجمل خاتم من ذهب، أم هو شخص أقل جمال من الخارج، وهو أمير من الداخل، ليستطيع أن يحقق أمنية الأطفال من تحويل الغيوم الحمراء إلى زرقاء، محملة بالحب والآمال السعيدة. وقدمت المسرحية عرضاً مملوءاً بالموسيقى والمرح والتسلية، الذي تفاعل معه الأطفال، وشاركوا شخصية آنا بالرقص والتمثيل، في أجواء خيم عليها الحب والفرح، والتي هدفت منها إلى مساعدة الأطفال على اكتشاف جمالهم الداخلي، وعدم الاهتمام فقط بالجمال الخارجي، الذي قد لا يكون هو الصورة الحقيقية للشخص. تحليق في عالم الحكايات عبر مسرح الظل استقبل ركن «كلمات» في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ورشة بعنوان «صورة»، والتي قدمتها الحكواتية التونسية رائدة القرمازي، التي جذبت الأطفال من كافة أركان المهرجان، بصوتها المميز عند سردها للحكايات المشوقة. وفي قصة بطلها الأمير وصديقه البستاني، وفي مشهد تمثيلي على مسرح الظل والظلام، قدمت الحكواتية التونسية قصتها الممتعة والتي تفاعل معها الأطفال، وانتشرت ضحكاتهم في كل مكان، ورسمت قصة عنوانها «الصديق أغلى ما نملك» و«الصداقة لا تعرف غنياً ولا فقيراً»، وكيف يكون الأصدقاء عوناً لبعضهم بعضا على مدار الأيام. وهدفت ورشة «صورة»، التي تعتبر جزءاً من البرنامج الثقافي للمهرجان، إلى تقديم محتوى جديد وفريد، لإخراج الأطفال من بين كلمات الكتاب ليلبسوا الغلاف، ويمثلوا القصة بأسلوبهم العفوي والتلقائي، ويزينوا الحكاية بالأشكال المميزة مثل الأقنعة، والدمى، والرسومات، ويضيفوا عليها ألوانهم الخاصة ليخرجوا بحكايات هم أبطالها الجدد. تعليم «تزيين الحروف» مع «مرشدات الشارقة» حرصاً منها على رعاية أجيال المستقبل وتحفيزهم ومدّهم بمصادر الإلهام، كي يكونوا أفراداً قادرين على تنمية وتطوير مواهبهم، تشارك مفوضية مرشدات الشارقة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، من خلال توفير منبر خاص للأطفال الزوار للإسهام في إطلاق العنان لقدراتهم الكامنة وتطويرها، وتعريفهم بأهم الفعاليات والأنشطة التي تقدمها خلال فترة الإجازات والعطلات. وتشكل الأنشطة والورش بمثابة دعوة للمشاركة في فعالياتها الهادفة إلى تنمية مواهب الأطفال وتمكينهم ليصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع، قادرين على التغيير والابتكار والإبداع. تضمنت الورش التي نظمتها المفوضية، «صناعة فواصل الكتب البلاستيكية»، «تزيين الحروف»، وغيرها من مثل تلوين القصص، والتلوين، وحل الألغاز. فيتامين «د» وأهميته للصغار اجتمع الأطفال وذووهم باهتمام، وهم ينصتون إلى درس بأسلوب غير متعارف عليه في صفوفهم الدراسية، حيث تحولت كل عناصر الموضوع إلى شخصية متحركة محببة لدى الطفل، ولكل منها مهمة محددة، ودور يتكامل لتحقيق الهدف العام من خلال الحديث عن فيتامين «د» وأهميته للجسم، وكيفية توجيه اهتمام الطفل وذويه ليحصل على الكمية المناسبة التي تكفل نموه السليم. تستمر إقامة ورشة فيتامين «د» ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حيث تهدف إلى تعريف الأطفال بأهمية فيتامين «د»، وفوائده، وأعراض نقصه في جسم الإنسان، وكيفية تعويضه. تقول القصة التي ترويها ببراعة الدكتورة سندس العجرم: خالد وناصر وصلاح ثلاثة أصدقاء، يدرسون ويلعبون معاً، ولكن الحر الشديد في الصيف جعلهم يلعبون في المنازل بدلاً من الهواء الطلق، وبعد حين شكا بعضهم من مشاكل في العظام، وفي العضلات والأسنان، وعادوا للعب في الهواء الطلق والتزموا بغذائهم وفيتاميناتهم بوصايا طبية لتعود اليهم العافية من جديد. يذكر أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل، يقدم سلسلة ورش تعليمية، من بينها «أروي حكاية» و«الغذاء الصحي»، إضافة إلى ورش أخرى تحفل بها قاعة فعاليات الطفل، مثل ركن الفنون، والرياضيات، والعلوم، والطهي، والفضاء والفلك، وكلمة. «الموسيقا ووسائل التكنولوجيا» تصقل شخصية الأطفال بين الوسائل التكنولوجية التي أفرزها العصر الرقمي وتأثير الفنون بكل أشكالها على الطفل، توزعت مواضيع الندوات الفكرية التي شهدها زوار «الشارقة القرائي»، حيث عقدت ندوتا «الوسائل العصرية لتنشئة الأطفال»، وشارك فيها د. هيثم الخواجة، ودينيس أبرامز، و«دور الفنون في تنشئة طفل المستقبل»، وشارك فيها كل من بزة الباطني ولينور لوك. في ندوة «الوسائل العصرية لتنشئة الأطفال»، أشار د. هيثم الخواجة إلى أنه لا يمكن فصل الطفل عن منجزات العصر بأي وجه من الوجوه، معتبراً أن ذلك يشكل خطأً جسيماً، بكون الطفل ابن بيئته، قائلاً: «علينا أن نمكنه من ثقافة الحوار والمشاركة والإبداع، وهذا يؤكد على ضرورة أن يكون هناك أساليب تربية حديثة للطفل، تأخذ في عين الاعتبار متطلبات العصر». في حين سلط دينيس أبرامز في مداخلته على ضرورة تعليم الأطفال أدب شكسبير، بهدف صقل سلوكياتهم وأفكارهم. وقال: «المسألة لا تتعلق فقط بضرورة تعليم الأطفال الكلاسيكيات الأدبية، بقدر ما هي تعد طريقاً يمكن استخدامها لتعديل السلوك الإنساني، من خلال تعليمهم لمعاني الحب والسلام والتي وردت في معظم مؤلفات شكسبير». وفي المقابل، سلطت الكويتية بزة الباطني خلال مشاركتها في ندوة «دور الفنون في تنشئة طفل المستقبل»، الضوء على الفنون والموسيقى، والتي فتحت الأبواب للتعرف إلى ثقافات أخرى جديدة والاستماع إلى كل أنواع الموسيقى». أما لينور لوك، فقد فضلت استخدام السمفونية الخامسة لبتهوفن، والتي ألفها في 1809، لتبني عليها مداخلتها في تبيان تأثير الموسيقى على بناء شخصية ونفسية الأطفال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©