الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان برلين السينمائي يمنح ميريل ستريب جائزة الإنجاز الفني

مهرجان برلين السينمائي يمنح ميريل ستريب جائزة الإنجاز الفني
19 فبراير 2012
في تزامن مدهش، وفي تقدير ذهب بجدارة لمن يستحقه، احتفى مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي تقام دورته الثانية والستون حاليا في العاصمة الألمانية بالفنانة الأميركية المبدعة ميريل ستريب التي بلغت بدورها سن الثانية والستين، ومنحها المهرجان جائزة الدب الذهبي الشرفية تقديرا لمشوارها الفني الحافل والمتعدد الأطياف والثري بالأدوار المركبة والزاخرة بأداء تمثيلي خارق. يقول ديتر كوسيليك مدير “البرلينالي” في كلمة تكريم الفنانة المخضرمة ميريل ستريب: “نحن في منتهى السعادة لتمكننا من تكريم نجمة استثنائية مثل ستريب، بمنحها جائزة الدب الذهبي الشرفية، في الدورة الحالية للمهرجان، نظرا لمواهبها المتعددة، وبساطة أدائها وعمقه في ذات الوقت، سواء في أدوارها الدرامية الجادة، أو تلك الكوميدية والشعبية”. أبرز نجوم هوليوود وشمل تكريم البرلينالي للممثلة القديرة عرض ستة من أفلامها من بينها “كرامر ضد كرامر” مع الممثل داستين هوفمان وفيلم “اختيار صوفي”، و”جسور ماديسون المعلقة”مع الممثل والمخرج الكبير كلينت إيستوود.? ويصف نقاد السينما ستريب بأنها واحدة من أبرز نجوم هوليوود والسينما العالمية، وتملك جميع مواصفات الفنان الحقيقي، وتنتقي أدوارها بعناية وحذر، كما أنها تحضر للدور بجدية وحرص وتؤدي أدوارها بتمكّن وإتقان، حيث فرضت نفسها على ترشيحات الأوسكار 14 مرة، وفازت بها مرتين، وترشحت لجوائز الجولدن جلوب 25 مرة وفازت بها ثلاث مرات، كما أنها فازت 6 مرات متتالية بجائزة اختيار الجماهير الأميركية.? وسبق تكريم ستريب عرض فيلمها الجديد “المرأة الحديدية” على شاشات المهرجان، حيث جسّدت في هذا الفيلم شخصية مارجريت تاتشر، زعيمة حزب المحافظين التي حطمت الرقم القياسي لعمر السياسيين في بريطانيا بعد بقائها في منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا لمدة 11 عاما متتالية من العام 1979 وحتى العام 1990، وتناول الفيلم الذي أدارته المخرجة فيليدا لويد، العوامل الأسرية والنفسية والمناخات الاجتماعية والسياسية التي صنعت الشخصية الصارمة لتاتشر، وما أحاط بهذه الشخصية من صعوبات وتحديات وآراء مؤيدة وأخرى معارضة لقراراتها المثيرة للجدل في الداخل، ولسياساتها الجريئة خارج الحدود البريطانية. جائزة الأوسكار وأدت ستريب دور تاتشر بتماه كبير وتقمص كامل واشتغال مرهق، كي تنقل بمصداقية أدائية وحضور مدهش لحظات الانكسار والخيبة ومراحل الصعود والشهرة والثمن الكبير الذي دفعته هذه المرأة العتيدة من أجل الحفاظ على السلطة، وشبه البعض الفيلم بأنه يمثل النسخة النسائية والمعاصرة لشخصية الملك لير في مسرحية شكسبير الشهيرة، ويقودنا الفيلم إلى التعرف على الأرشيف الشخصي والعام الذي شكل صورة أشهر امرأة في بريطانيا خلال الثمانينيات من القرن المنصرم، والتي استطاعت أن تخترق الحشد الذكوري المهيمن على البرلمان البريطاني، وأن تتعامل بحنكة وبقسوة أحيانا مع الأزمات التي خبرتها هذه الشخصية الإشكالية في سنوات حرجة وفارقة من عمر التاريخ الحديث للسياسة البريطانية ، وبكل ما حملتها هذه الفترة من صراعات أحزابها وأزماتها الاجتماعية الشائكة المتمثلة في البطالة والضرائب وتقليص النفقات، وبكل التحديات الخارجية أيضا التي كان أبرزها التصدي بحزم للجيش الجمهوري الأيرلندي السري وغير المعترف به سياسيا في بريطانيا، وقرار إعلان الحرب على الأرجنتين في بداية الثمانينيات بعد صراع شرس بين البلدين على جزر فوكلاند في أقاصي قارة أميركا الجنوبية، ورشحت ستريب بسبب حضورها اللافت ودورها القوي في الفيلم لجائزة الأوسكار عن أفضل أداء تمثيلي نسائي رئيسي، في دورة الأوسكار المزمع إقامتها خلال شهر مارس المقبل. خبرة تمثيلية وكانت ستريب قد فازت قبل أيام من انطلاق مهرجان برلين السينمائي بجازة أفضل ممثلة في جوائز “البافتا” البريطانية بسبب أدائها العالي، ونقلها بحرفية كبيرة لسيرة تاتشر الذاتية، وقبل هذه الجائزة نالت ستريب جائزة الجولدن جلوب الأميركية عن دورها في ذات الفيلم، والمعروف أن جوائز الجولدن جلوب تقدم ومؤشرات قوية، وتكهنات مسبقة حول الجوائز المنتظرة في حفل الأوسكار. وعلقت ستريب على أدائها في الفيلم بأنه فوق طاقة الخبرة التمثيلية، والتعبير الجسدي، وأضافت بأنها فخورة لقيامها بهذا الدور الصعب والمركب، الذي يترجم الحالة الذهنية الصعبة وحالات الشيخوخة التي وصلت إليها تاتشر في السنوات الأخيرة، وكذلك استعراض ونقل الفترات المبكرة من حياتها، عندما اقتحمت اللعبة السياسية الشرسة، وضحت باستقرارها الأسري والتواجد مع زوجها وطفليها التوأم حتى تكون على قدر مسؤولية التعامل مع مهمة سياسية كبرى وبحاجة لشخصية حيادية وذات مواصفات نادرة. وحرص المهرجان على دعوة ميريل ستريب لحضور فعالياته في أكثر من مناسبة، كما فازت بالعديد من جوائزه، ومن بينها كاميرا البيرلينالي 1999، والدب الفضي كأفضل ممثلة جنبا إلى جنب مع جوليان مور ونيكول كيدمان عن فيلم الساعات “The Hours”، للمخرج البريطاني ستيفن دالدري. كما عرض لها في دورة المهرجان عام 2006 فيلم “Last Radio Show”، للمخرج الأميركي روبرت التمان، الذي رحل في العام نفسه. موهبة مبكرة تعد مسرحية “ الفتى اللعوب من سيفيل” أولى الأعمال التي قدمتها ستريب، المولودة في نيوجيرسي عام 1949، وأظهرت فيها موهبتها المبكرة، في العام 1971 وأتبعتها بعمل تلفزيوني بعنوان “الموسم الدموي” في العام 1977 وقدمت أولى أعمالها السينمائية في فيلم بعنوان”جوليا” ثم كرت السبحة بأفلام مميزة أثبتت خلالها ستريب بأنها تملك قدرة مذهلة في تقمص الأدوار المتنوعة التي حصلت تقدير مزدوج من النقاد والجمهور على السواء ونذكر من هذه الأفلام “صائد الغزلان” مع روبرت دي نيرو، في العام 1979 ، ثم فيلم “مانهاتن” مع المخرج وودي آلان، و”كرامر ضد كرامر” و”سيلك وود” و”خارج أفريقيا” و”صراخ في الظلام”، و”موسيقا القلب”، و”الساعات” و”شك”، وغيرها من الأعمال التي كلما انغمست ستريب في أجوائها وتشبعت بعوالمها المركبة والغريزة، كلما خرجت لأنصارها ومحبيها بأفلام أكثر تجددا وأكثر إبهارا على مستوى الأداء المفعم بالجاذبية والصدق والذوبان الكامل في أبعاد وخفايا الشخصية المجسّدة على الشاشة.?
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©