الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإخفاق في اختيار حبوب منع الحمل المناسبة يؤثر سلباً على خصوبة المرأة وصحتها العامة

الإخفاق في اختيار حبوب منع الحمل المناسبة يؤثر سلباً على خصوبة المرأة وصحتها العامة
19 فبراير 2012
تُعد حبوب منع الحمل من أكثر وسائل منع الحمل شعبيةً لدى الزوجات في وقتنا الراهن في مختلف أنحاء العالم. ولا عجب في ذلك، فهي فعالة وسهلة الاستخدام. غير أن توافرها بأنواع كثيرة يجعل تفضيل إحداها على الأخرى أمراً صعباً على بنات حواء. وإذا كان يسهُل على أطباء النساء والتوليد بحكم الاختصاص توصيف نوع الحبوب الأنسب لكل امرأة باستخدام ميزان الإيجابيات والسلبيات، فإن الأمر ليس كذلك لمستهلكات هذه الحبوب من نساء وأمهات، خاصةً إذا عبس الحظ في وجوههن والتقين بطبيب يتسرع في توصيف أحد أنواع حبوب منع الحمل دون الاطلاع الكافي والدقيق على السجل الطبي والحالة الصحية، ويُعفي نفسه من طرح الأسئلة احتراماً لاختياراتهن الشخصية وحماية حقوقهن كمستهلكات لهذه الحبوب. فالأمر لا يتعلق بحبوب “بنادول” أو غيرها من الأدوية التي تُباع دون وصفة، بل بالصحة الإنجابية للمرأة التي تلقي بظلالها على صحتها البدنية والنفسية العامة. هناك نوعان من حبوب منع الحمل، أحدهما الحبوب التوليفية التي يُصطلح عليها بالحبوب ثنائية المحتوى نظراً لاحتوائها على هرموني الإستروجين والبروجستين، والآخر هو الحبوب المصغرة التي تحتوي فقط على البروجستين (هرمون البروجيستيرون الاصطناعي). وتأتي الحبوب التوليفية بمكونات مختلفة من الأقراص النشيطة وغير النشيطة، وذلك بما يتماشى مع عدد المرات التي ترغب المرأة وقف الدورة الشهرية فيها. وهي تتوزع إلى الفئات الآتية: ? حبوب تقليدية. وهي تلك الحبوب التي تحوي عادةً 21 قرصاً نشيطاً و7 أقراص غير نشيطة (القرص غير النشيط هو الخالي من أي هرمونات اصطناعية)، أو 24 قرصاً نشيطاً و4 أقراص غير نشيطة. ويحدث النزيف الدموي كل شهر كلما تناولت المرأة أقراصاً غير نشيطة. ? حبوب الجرعة المتواصلة أو الدورة الممتدة. فهذه الحبوب تحتوي على 84 قرصاً نشيطاً و7 أقراص غير نشيطة. ويمكنها عُموماً أن تُسبب النزيف أربع مرات في السنة فقط للمرأة التي تتناول الأقراص غير النشيطة. وتتوافر الصيدليات أيضاً على حبوب منع الحمل التي تحوي الأقراص النشيطة فقط، والمصممة خصيصاً للحيلولة دون إصابة المرأة بالنزيف الدموي. وتُوزع الحبوب التوليفية حسب نسبة تغير جرعات الهرمونات فيها أو ثباتها. وهي تشمل نوعين هما: ? الحبوب أُحادية المرحلة. وهي عبارة عن أقراص يشمل كل قرص نشيط منها القدر نفسه من الإستروجين والبروجستين. ? الحبوب متعددة المراحل. ويتميز كل قرص نشيط منها باختلاف كميتي الهرمونات التي يحويها. ويقول أطباء النساء والتوليد، إن حبوب منع الحمل التوليفية تحتوي على أقل من 50 ميكوجراما من إثينيل إستراديول (نوع من هرمون الإستروجين)، وهي تُصنف ضمن الحبوب خفيفة الجرعة. ويصلُح هذا النوع من الحبوب للنساء اللواتي يعانين حساسية تُجاه الهرمونات الاصطناعية. غير أن تناوُل هذه الحبوب قد ينتج عنه نزيف أو نزول قطرات دم متقطعة ما بين كل دورة حيضية وأخرى أكثر مما يقع عند أخذ حبوب عالية الجرعة. وفيما يتعلق بحبوب منع الحمل المصغرة، فخياراتها محدودة. وهي عبارة عن خلطة واحدة تجمع الأقراص النشيطة فقط في كل علبة. طريقة العمل تقوم وظيفة الحبوب التوليفية على منع حُدوث الإباضة في كل دورة حيضية، وذلك من خلال الحيلولة دون نزول البويضة من المبيضين. كما تعمل هذه الحبوب على تخثير مخاط عنق الرحم، وترقيق بطانة الرحم من أجل منع الحيوان المنوي من الاتحاد مع البويضة. ومن جهتها، تعمل الحبوب المصغرة على تخثير مخاط عنق الرحم، وترقيق بطانة الرحم لمنع الحيوان المنوي من الوصول إلى البويضة، كما تعمل أحياناً على منع التبويض. وبخلاف الحبوب التوليفية، لا تحوي الحبوب المصغرة هرمون الإستروجين. كما أن جرعة هرمون البروجستيرون الصناعي (البروجستين) في الحبوب المصغرة أقل مما هي عليه في أي حبوب توليفية أو أي أقراص أخرى لمنع الحمل. مناسب وغير مناسب تعتقد بعض النساء أن حبوب منع الحمل صالحة للاستهلاك من قبل أي امرأة تريدها، ولذلك تجدها تفاجأ عندما تذهب لصيدلية وتطلب الحصول عليها فيُرفض طلبها نظراً لعدم امتلاكها وصفةً تُحدد أي نوع يناسبها. وهذا الأمر كان ليكون ممكناً لو أن حبوب منع الحمل مصنفة ضمن الأدوية غير الموصوفة، ولكن الأمر ليس كذلك بالطبع، وهو ما يفسر لجوء الهيئات الصحية بعدد من الدول إلى فرض غرامات على الصيدليات التي يثبت بيعها حبوب منع الحمل دون وصفة طبية. فالطبيب الذي تُتابع عنده كل امرأة هو المخول والمؤهل بتوصيف النوع الأنسب من حبوب منع الحمل لمريضته تبعاً لحالتها الصحية وسجلها الطبي، وهو الوحيد القادر على تحديد أي دواء يُناسبها أكثر. ولذلك، فإن أطباء النساء والتوليد غالباً ما ينصحون بعدم تناوُل حبوب منع الحمل التوليفية (ثنائية المحتوى) في حال كانت المرأة مرضعةً، أو يفوق عمرها 35 سنةً وتُدخن، أو تُعاني ارتفاع ضغط الدم وتفشل في ضبطه عند المستوى المنشود، سبق لها أن أُصيبت بالخثار الوريدي العميق أو انسداد الشريان الرئوي، سبق لها الإصابة بسرطان الثدي، سبق لها الإصابة بسكتة قلبية أو أحد أمراض القلب، أو تُعاني المضاعفات الناجمة عن السكري من قبيل اعتلال الكلية أو اعتلال شبكية العين أو اعتلال الأعصاب، أو تُعاني مرض الكبد، أو تُعاني نزيفا رحميا مجهول الأسباب، أو متوقفةً عن الحركة لفترة طويلة عقب إجرائها عملية جراحية دقيقة، أو إذا كانت تتناول مضادات التشنجات أو العوامل المضادة للسل. وينصح الأطباء النساء بتجنب تناوُل حبوب منع الحمل المصغرة إذا كانت الواحدة منهن مصابة بسرطان الثدي، أو بنزيف رحمي مجهول الأسباب، أو تتناول مضادات التشنج أو العوامل المضادة للسل. هشام أحناش عن موقع “mayoclinic.com” منافع ومضار الحبوب التوليفية الإيجابيات ? تقليل احتمالات التبويض ومخاطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. ? كبح انتشار حب الشباب. ? تقليل احتمالات الإصابة بآلام أسفل البطن المصاحبة للدورة الشهرية (عسر الطمث). ? تقليل مخاطر الإصابة بكسور الورك بعد انقطاع الطمث. ? تقليل إفراز هرمون الأندروجين الذكوري نتيجة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض. ? تقليل النزيف الرحمي الحاد (غزارة الطمث) وفقر الدم الذي يتسبب فيه. ? تخليص المرأة من معاناة المتلازمة السابقة للحيض ? تقليل عدد الحيضات، أو تقصير مُدَدها، أو جعلها قابلةً للتوقع بدقة أكثر، أو منع حدوثها على الإطلاق. السلبيات ? لا تقي من الإصابة بالأمراض المتنقلة جنسياً ? تزيد مخاطر الإصابة بتخثر الدم والجلطات القلبية والسكتات. وقد أفادت دراسات حديثة أن نوع البروجستين المستخدم في هذه الحبوب هو المسؤول عن رفع مخاطر تخثر الدم، كما أشارت إلى أن الأقراص التي تحوي مادة دروسبيرينون تتحمل المسؤولية الكبرى في رفع مخاطر الإصابة بتجلط الأوعية الدموية ? ظهور أعراض جانبية مثل النزيف غير المنتظم، وانتفاخ البطن، والليونة الزائدة للثدي، والشعور بالغثيان والصداع. الحبوب المصغرة الإيجابيات ? يمكن تناوُلها حتى عند الإصابة بمشكلات صحية مثل تجلط الأوردة الدموية، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الصداع النصفي، أو ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ? يمكن تناوُلها خلال إرضاع الأم لرضيعها، ولذلك تُعد المرضعات أكثر من يستخدمن هذه الحبوب إلى درجة أن البعض يطلق على الحبوب المصغرة “حبوب منع الحمل الموجهة للمرضعات”. ? تسمح باستعادة الخصوبة بأسرع وقت في حال رغبت الأم في الحمل مرةً أخرى. السلبيات ? لا تقي من الإصابة بالأمراض المتنقلة جنسياً ? أقل فعاليةً من الحبوب التوليفية. ? يتحتم أخذها في الوقت نفسه من كل يوم. فالتأخر عن تناوُلها أكثر من ثلاث ساعات عن الوقت المألوف يقتضي الامتناع عن الجماع في اليومين التاليين على الأقل، أو استخدام موانع بديلة أخرى غير متعارضة مع استخدام هذه الحبوب، أو مطالبة الزوج باستخدام العازل. ? احتمال ظهور أعراض جانبية من قبيل النزيف الشهري غير المنتظم، وتكيس المبايض، وتراجع الرغبة الجنسية، والصداع، والليونة الزائدة للثدي، وحب الشباب، وزيادة الوزن، والكآبة، وأحياناً نادرةً ظهور الشعر في مناطق غير مألوفة من الجسد ? تزيد نسبياً احتمالات الحمل خارج الرحم. هذه إذن إيجابيات وسلبيات تناوُل حبوب منع الحمل بفئتيها التوليفية والمصغرة. وهي لا تهم أطباء النساء والتوليد فقط، بل يُفتَرض في كل امرأة أن تُلم بها وتستفسر طبيبها أو طبيبتها عن أدق تفاصيل منافعها ومساوئها حتى يتسنى لها انتقاء النوع الأنسب لحالتها الصحية واختياراتها الشخصية، والأقل من حيث الأعراض الجانبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©