الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فرنسا تبني الجيل الجديد من الغواصات الأسترالية مقابل 34 مليار دولار

فرنسا تبني الجيل الجديد من الغواصات الأسترالية مقابل 34 مليار دولار
26 ابريل 2016 23:49
سيدني (أ ف ب) أحرزت مجموعة «دي سي إن إس» الفرنسية، أمس، عقداً هائلاً قدرت قيمته بـ 34 مليار يورو، لبناء الجيل التالي من الغواصات الأسترالية، متفوقة بذلك على منافسيها الألماني والياباني. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول، أمس، أن «العرض الفرنسي وفر القدرات الأفضل لتلبية حاجات أستراليا الفريدة» في ختام آلية استجلاب عروض استغرقت أعواماً عدة. وفي فبراير الماضي، أعلنت أستراليا زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع للاستجابة للإشكاليات الجيوسياسية في آسيا-المحيط الهادئ. وتبدي كانبيرا قلقاً إزاء طموحات بكين في بحر الصين الجنوبي. وأطلقت أحياناً على هذا العقد بقيمة 50 مليار دولار أسترالي (34,5 مليار يورو)، تسمية «عقد القرن»، وهو في الواقع عقد الدفاع الأضخم الذي توقعه أستراليا. وتتعلق الصفقة بـ 12 غواصة عابرة للمحيطات من «طراز شورتفين باراكودا بلوك ايه» زنة الواحدة منها أكثر من أربعة آلاف طن، يفترض أن تحل محل الغواصات التقليدية (تعمل بالديزل أو الكهرباء) من طراز كولينز التي تعود إلى التسعينيات، ويفترض وقف تشغيلها اعتباراً من 2026. وقال تورنبول، في مؤتمر صحفي في أديلاييد، حيث ستبنى الغواصات، «إنه مشروع وطني حيوي»، مشيراً إلى أن توصية لجنة دراسة العروض «لا يحتمل لبساً». وردت الرئاسة الفرنسية في بيان، مؤكدة أن «اختيار أستراليا فرنسا ودي سي إن إس كشركاء لبناء 12 غواصة قرار تاريخي». وأضافت أنه «يشكل تقدماً تاريخياً في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين اللذين سيتعاونان طوال 50 عاماً على العنصر الرئيسي في السيادة، ألا وهو قدرة الغواصات». وتنافست مجموعة الدفاع البحري الفرنسية التي تملكها الدولة، ومجموعة «تاليس»، مع مجموعة «تي كي إم إس» الألمانية، وكونسورسيوم تقوده شركة «ميتسوبيشي هافي انداستريز» وتدعمه الحكومة اليابانية. ويبدو أن العرض الياباني كان يحظى بالأفضلية في البدء، مع إبراز طوكيو شراكتها الإقليمية مع أستراليا. وفي مطلع أبريل الجاري، أوضحت صحيفة «ذا أستراليان» أن واشنطن أيضاً تفضل العرض الياباني، لا بسبب عدد الغواصات فحسب، بل من منطلق تعزيز التعاون الاستراتيجي الثلاثي لمواجهة صعود نفوذ الصين، لكن تعاون أستراليا مع اليابان يهدد بإثارة استياء بكين، فيما يشير البعض إلى ضعف خبرات اليابان في تصدير تكنولوجيات متطورة عسكرية. وصرح وزير الدفاع الياباني جين ناكتاني لصحفيين «بذلنا كل ما يسعنا والقرار مؤسف». وأضاف «سنطلب من الأستراليين توضيحات». ورداً على سؤال حول ما إذا كان القرار قد يزعج واشنطن، ذكر تورنبول أن اختيار الشركة «قرار سيادي يخص أستراليا». أما قصر الإليزيه، فأكد في بيان أن «فرنسا ممتنة للثقة التي تبديها أستراليا إزاءها، وفخورة بالامتياز التكنولوجي الذي أثبتته شركاتها في هذه المسابقة العالية المستوى». وارتدى استجلاب العروض حساسية سياسية بارزة في أستراليا، على خلفية مخاوف إزاء الصناعة البحرية الأسترالية. وسعت كانبيرا إلى الحصول على تطمينات بخصوص إجراء جزء كبير من أعمال البناء في أستراليا لإشراك الصناعة الأسترالية إلى أقصى الحدود. وصرح تورنبول «إنه يوم كبير لبحريتنا، يوم كبير للاقتصاد الأسترالي في القرن الحادي والعشرين، يوم كبير لمستقبل التوظيف». وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن العقد سينعكس أيضاً في «آلاف الوظائف» الجديدة في فرنسا. وينص العقد على بدء تشغيل الغواصات الجديدة في 2027، وعلى مبلغ تمويل إجمالي على 50 عاماً يشتمل على البنى التحتية والصيانة وتدريب الطواقم. وأضاف رئيس الوزراء الأسترالي أن «الغواصات الـ 12 التي ستبنيها فرنسا لصالح بلاده ستكون «السفن الأكثر تطوراً في العالم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©