دليل يعلم المعاقين تفاصيل السفر الآمن

أبوظبي (الاتحاد) - أصدر جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية دليلا خاصا بسفر المعاقين، يعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، قام بتأليفه وإعداده علي يوسف علي السعد، وهو أحد العاملين في الجهاز، تحت مظلة برنامج “عون” لخدمة المجتمع الذي أطلقه الجهاز مؤخرا بهدف ترسيخ الأفكار والاتجاهات التطوعية الخيرية في المجتمع. وتضمن “دليل السفر مع الإعاقة”، المكون من 20 صفحة، مجموعة نصائح متعددة حول سفر المعاقين، تم استخلاص بعضها من المواقع الأجنبية التي تناولت هذا الموضوع بكثرة، فيما عجزت عن تغطيته المواقع العربية. صخرة الإعاقة وأشار المؤلف في مقدمة كتابه، الذي قدمه هدية للمعاقين المبدعين الذين يواجهون الحياة بمصاعبها وتحدياتها، إلى أن الإعاقة هي صخرة عتيدة، يقبع تحتها كنز ثمين لا يستطيع تحريكها والحصول عليه إلا من توفرت لديه ثلاث عوامل هي الذكاء والصبر وقوة الإرادة، لافتا إلى أن المعاق ليس لديه سوى خيارين في الحياة، فإما أن يضاعف جهده ويتابع المسير مصرّا على الانتصار والتفوق، أو أن يمارس حالة من الضعف والاستسلام وانتظار العطف والإحسان، وهذا طريق غير مضمون. ومن أهم النصائح التي أوردها الكاتب للمعاقين قبل السفر، التخطيط المسبق للرحلة، والذي يكفل تنظيم جميع الأمور التي يحتاجها المعاق بدون نسيان، لافتا إلى أهمية وضع جدول متكامل للرحلة، والاستعداد له جيدا، لا سيما وأن المعاق خلالها سيكون بعيدا عن عائلته وأصدقائه الذين يمدّونه بالمساعدة في حال احتياجه لها. كما أشار الكتاب إلى ضرورة السؤال عن التلقيح الخاص بالبلد التي سيتوجه له المسافر، وكذلك أخذ الوصفات الطبية الخاصة به معه في حقيبة السفر، مع ضرورة أخذ تقرير طبي عن حالته الصحية والذي يساعده كثيرا قبل ركوب الطائرة، حيث تطلب معظم شركات الطيران إفادة بالحالة الصحية ومدى تلاؤمها مع الطائرات. عنوان السفارة إلى ذلك، فقد نوه الكاتب إلى ضرورة معرفة وكتابة عنوان سفارة بلد المسافر، مع إرسال رسالة يبلغهم فيها فيها بوصوله، مشيرا إلى أنه يوجد رابط خاص على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية لدولة الإمارات العربية يمكن من خلاله للمسافرين الإماراتيين التبليغ عن سفرهم، كما يجب تجهيز جميع ما يلزم لقبول المعاق في المستشفى أو العيادة في البلد الذي ينوي زيارته، وذلك من باب الاحتياط، مشيرا إلى أن بعض الدول تطلب تأمينا طبيا وبعضها يكون التأمين الطبي فيه مشمولا مع التأشيرة، فيما يعالج البعض دون مقابل، لذلك فعلى المعاق أن يكون صورة واضحة عن نوع التأمين الطبي في البلد المراد زيارته. الحجز المبكر من جهة أخرى، نصح الكاتب المسافر المعاق بالتأكد من حمل بعض قطع الغيار لكرسيه المتحرك، وبالأخص المفكات المناسبة، مع ضرورة أخذ كتيب التعليمات الخاص بالكرسي المتحرك لا سيما إذا كان كهربائيا فضلا عن الشاحن، ووضع الاسم بالكامل عليه، وكذلك على جميع الأمتعة الخاصة به، أما بالنسبة للحجز فإن الإسراع به يضمن للمعاق أسعارا مميزة سواء بالنسبة للتذكرة أو لأسعار الفنادق، ناصحا المعاق بالجلوس في مقعد قريب من الحمام وبوابة الطائرة، والوصول إلى المطار في وقت مبكر وذلك للإسراع في دخول الطائرة قبل المسافرين الآخرين. وفيما يتعلق بأمر الفندق الذي ينوي المسافر الإقامة فيه، حذر الكاتب من أن بعض الفنادق تذكر بأنها مهيأة للمعاقين، غير أن واقع الحال لا يشير إلى ذلك، لذا فمن الأفضل السؤال عن الغرف والفندق مع ضرورة أن تتميز بمواصفات معينة وهي: أن يكون المصعد ذو اتساع معقول لدخول الكرسي المتحرك، وأن يكون باب الغرفة أوسع من الأبواب العادية، وكذلك الحال بالنسبة لمقابض باب الحمام، مع سهولة تنقل الكرسي المتحرك للوصول إلى السرير والحمام والعكس. أما فيما يتعلق بالأمور المالية وتحويل العملات والصرافة، يوجه الكاتب، فلا داعي لحمل الميزانية على شكل مبالغ نقدية أو عملات، فهنالك عدة طرق أخرى بديلة منها البطاقات الائتمانية والشيك السياحي، مع أهمية اصطحاب البطاقة البنكية والتي من خلالها يمكن السحب من أي مكان بالعالم. لافتا إلى أن المعاق له أسعار خاصة في معظم الأماكن السياحية، وليس عليه الوقوف في “الطابور” كونه شخص مهم. نصائح كثيرة تضمنها الكتاب لا يتسع المجال لذكرها، لكنها جديرة باهتمام المعاق، حيث توفر عليه الكثير من الوقت والجهد في استخلاص هذه المعلومات من خلال المواقع الأجنبية، كما يمكنه حمل الكتيب معه أثناء سفره، والاستفادة منه في أي وقت، ما يضمن له سفرا آمنا خاليا من النسيان والأخطاء.