ترانيم الجمال تصدح بوهج من نور

في قلب إمارة الشارقة، يلتقي الضوء مع الموسيقى، في تناغم لا مثيل له، ويأخذنا إلى محطات واسعة من عوالم الفن والأدب والثقافة والتاريخ العريق، من خلال رسم لوحات تلامس حدود الخيال، لتحول المباني والجدران الصامتة إلى لوح فنية رائعة تنبض بالحياة، ترسم تفاصيل المكان، بفرشاة الضوء والنور ليتحول المكان إلى صالة عرض ضخمة تضم تحت مظلتها مشاهد وصور تنقلنا إلى عوامل فنية مختلفة، دمج فيها ملامح الحضارة الحديثة والتراث القديم لإمارة الشارقة. هذا المهرجان الذي يغطي 12 موقعا منها التراثية والتاريخية والمواقع السياحة، إما تحول مبانيها إلى لوحات صماء يمزج فيها المصممون بين اللون والضوء بأشكال فنية تأخذنا إلى كتب الأدب تارة في وقفات مع إحدى الروايات الشيقة، وتنطلق بنا إلى وهج النور والضوء واللعب بالألوان لتشكل زخارف ونقوش فنية، إلى عالم الزهور والنباتات الساحرة التي طبعت على مساحة واسعة من الجدران، لتضوع أريجها مع إيقاع أنغام وترانيم الحياة المصاحبة لها. هذا المهرجان القائم على إعادة تصور للمباني والمواقع السياحية المتميزة في الشارقة وإظهارها بطريقة تبرز ما تتمتع به من جمال وإبداع معماري. فكل موقع ينقلنا إلى أعراق العوالم الفنية التي نجدها حاضرة وقد اتشحت به المباني، كأننا نقف على أعتابها نتحسس فنياتها وإبداع الفنانين الأوائل، التي ما زالت أعمالهم تنطق بعظمتهم. وعلى مقربة من الشارقة القديمة، وعلى مساحة من الخور يطالعنا وهج من الجمال المعماري المنبعث من مسجد المغفرة، الذي يحاكي الفنون الإسلامية بنمنماتها وزخارفها الدقيقة، كتحفة معمارية شاخصة في منطقة الشارقة القديمة. فتتلذذ النفس وهي تناظر وتتحسس أبجدية لغة الفن الذي تنطق به كل زاوية منها. وهذا أيضا ينطبق على جامع النور المستلقي على بحيرة خالد، حيث اكتسى بترانيم لونية غنية، تنطق بالزهو والجمال، حيث استطاع المصمم باتريس وارنر، المكلف بإنارة هذين الموقعين بأن يحول تفاصيل الهندسة المعمارية إلى أيقونة جمالية خلابة، من خلال تسليط الإضاءة بدقة مدروسة على العديد من التفاصيل المعمارية للمسجد، فتم تغيير شكل المكان بأكمله وبالتالي أظهر الوجه التراث المعماري الجميل التي تستمر فعالياته إلى 18 من فبراير 2011 يومياً من 7.00 مساءً - 12.00 منتصف الليل، ويمكن أن تمر بين طرقات الشارقة لتجد المكان وقد ارتدى حلة الجمال والفخامة والرقي، الممزوج بالعراقة والأصالة. لتمتع ناظريك بهذا الجمال المتجدد والمتغير، الذي نراه متجسدا في مرافق ومعالم الشارقة، لتعكس لنا أطياف من الجمال المنعكسة بدقة متناهية كأنها لوحة مرسومة أبدع فيها المصممون العالميون. مهرجان أضواء الشارقة هو مهرجان تنظمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ، تبدأ فعالياته في ?10 فبراير وتستمر حتى ?18 من الشهر نفسه، وهو حدث عالمي يشرف عليه خبراء عالميون لهم باع طويل في تنظيم هذا النوع من المهرجانات في كبرى العواصم والمدن العالمية كمدينة ليون الفرنسية و برلين الألمانية. وهو يعتمد بالدرجة الأولى على فن الرسم بالضوء، حيث يلتقي الضوء مع الموسيقى في تناغم فريد يرسم لوحات من الإبداع الفني تنقل من خلالها إمارة الشارقة رسالة إلى العالم مضمونها سحر المكان وروعة العمارة الإسلامية وعبق التراث الذي يميز إمارة الشارقة ، ويشكل هذا المهرجان إعادة تصور للمباني والمواقع السياحية المتميزة في الشارقة وإظهارها بطريقة تبرز ما تتمتع به من جمال وإبداع معماري.