محمد حامد (دبي) - ضرب كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد مثلاً رائعاً في القدرة على الإمساك بالخيط الرفيع الذي يفصل بين الاحتراف والعاطفة، فحظي بمزيد من «الحب» في قلوب جماهير فريقه السابق «مان يونايتد»، وحصد المزيد من احترام عشاق «الريال»، فقد رفض النجم البرتغالي الاحتفال بهدفه في مرمى «اليونايتد»، وعلى الرغم من أهمية المباراة التي أقيمت بين الفريق «الملكي» و«الشياطين الحمر» في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا، إلا أن رونالدو الذي سجل هدف التعادل لفريقه الحالي، أكد عقب المباراة التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي، بملعب سنتياجو برنابيو، أنه لم يحتفل بالهدف احتراماً للنادي الذي أمضي بين جدرانه 6 سنوات تعلم خلالها مبادئ «الساحرة».
ووفقاً لما نقلته صحيفة «التلجراف»، قال رونالدو: «لم أحتفل بالهدف احتراماً لمانشستر وجماهيره، فقد انتقلت إلى هناك، وأنا شاب مراهق، وأمضيت 6 سنوات في «أولد ترافورد»، إنه شعور رائع أن تلعب أمام منافس، هو أقرب إلى العائلة السابقة، الأمر لا يتعلق بالاحتفال أو عدم الاحتفال، كان لزاماً علي أن أعبر عن احترامي لفريقي السابق، ولكنني في الوقت ذاته كنت حريصاً على مساعدة «الريال» لتحقيق الفوز، وفي حال رحلت عن «الريال» فإنني أتعهد بعدم الاحتفال بالتسجيل في مرماه».
في مطلع نوفمبر الماضي وقبل مباراة «مان يونايتد» مع «أرسنال» في واحد من «القمم التقليدية» للدوري الإنجليزي، قال آرسين فينجر المدير الفني للفريق اللندني إنه يتوجب على جماهير فريقه احترام روبن فان بيرسي وعدم الهتاف ضده، لأنه أعطى النادي 8 سنوات من مسيرته الاحترافية، قبل أن ينتقل إلى «الشياطين الحمر»، ونجح فان بيرسي في التسجيل في مرمى فريقه السابق، ولكه رفع يديه إلى أعلى رافضاً الاحتفال، وبدا وكأنه يقول لرفاقه الجدد «لا أرغب في الاحتفال».
وعلق فان بيرسي على ذلك عقب المباراة، قائلاً: كنت لاعباً في صفوف أرسنال لمدة 8 سنوات، وكانت تجربتي هناك رائعة، ومن ثم وجدت أنه من الأفضل ألا أحتفل بالهدف الذي سجلته في مرمى فريقي السابق، احتراماً لجماهيره، وزملائي السابقين، والمدير الفني ولكل من ينتمي لأرسنال».
كما علق ريو فرديناند مدافع «اليونايتد» على ما فعله فان بيرسي، قائلاً: «أكد فان بيرسي بما فعله، حينما رفض الاحتفال بالتسجيل في مرمى أرسنال، أنه لاعب وشخص محترم، وبدا لي أنه يحترم جماهير فريقه السابق أكثر مما يحترمونه، وهذا ما اتضح من تصرفات الجانبين خلال المباراة»، في إشارة إلى أن أنصار «المدفعجية» هتفوا ضد فان بيرسي، ولكنه لم يلتفت لذلك، وأوفى بعهد ووعده ولم يحتفل بهز شباكهم.
في نهاية سبتمبر 2009 جذب كارلوس تيفيز نجم «مان سيتي» أنظار العالم حينما سجل «ثنائية» في مرمى وست هام الذي لعب له من قبل، ولكنه رفض الاحتفال، بل رفع يديه إلى أنصار وست هام في إشارة أقرب إلى الاعتذار، فكان الرد الرائع من هذه الجماهير التي صفقت له، وكأنها تطالبه بألا يخجل من الاحتفال بالتسجيل في مرماهم.
وعقب المباراة قال تيفيز: «جزء من قلبي سوف يظل مع وست هام، إنه النادي الأول الذي لعبت له في إنجلترا، قررت عدم الاحتفال بأي هدف أسجله في مرماهم احتراماً لهذا النادي وجماهيره، ولكن الجزء المحترف في شخصيتي كان في قمة السعادة لأنني أساعد فريق الحالي «مان سيتي» على الفوز، وكنت قد قررت عدم الاحتفال بالتسجيل في شباك فريقي السابق «مان يونايتد»، ولكن ردود الفعل السيئة من جانبهم عقب انتقالي إلى «سيتي» تجعلني مدفوعاً للاحتفال بأي هدف أسجله في مرماهم».
لا تبدو الأمور مثالية تماماً على الساحة العالمية فيما يتعلق بعلاقة اللاعب بجماهير فريقه السابق، فقد تورط التوجولي إيمانويل أديبايور عقب انتقاله من أرسنال إلى «سيتي» في عام 2009 في تصرف جنوني واستفزازي، فقد سجل هدفاً في مرمى فريقه السابق ليقطع الملعب متوجهاً إلى جماهير الفريق اللندني ويحتفل أمامهم بطريقة هستيرية، في مشهد مستفز، ولكنه اعتذر عن هذا التصرف فيما بعد.
تظل قصة انتقال لويس فيجو من البارسا إلى ريال مدريد عام 2000 النموذج الأشهر والأكثر وضوحاً على عجز الجماهير عن التفرقة بين عاطفة التشجيع وعقلية الاحتراف، فقد وصل حزن أنصار الفريق «الكتالوني» وغضبهم من رحيل النجم البرتغالي إلى آفاق غير مسبوقة، فقد تم إلقاء «رأس خنزير» على فيجو في «كلاسيكو» الدور الثاني موسم 2001 - 2002 لتصبح أشهر واقعة في سجل عدم تقبل الجماهير رحيل أحد النجوم إلى صفوف فريق منافس.
عدد اليوم
