الحديريات.. جزيرة الهواء العليل والأمواج الهادئة

أبوظبي (الاتحاد) تجاوب عدد كبير من المتطوعين من مختلف الفئات العمرية مع المبادرة التي أطلقها الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان لتنظيف شاطئ جزيرة الحديريات في أبوظبي، في إطار حرص سموه على نشر التوعية المجتمعية بأهمية البيئة البحرية المحلية والحفاظ عليها. ووزع فريق من المنظمين بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين القفازات وأكياس القمامة على المشاركين في الحملة حيث انتشروا في الجزيرة على شكل مجموعات. واستمر العمل لأكثر من أربع ساعات متواصلة، نجح خلالها المشاركون في تنظيف الجزيرة وجمع المخلفات والعناصر الضارة بالبيئة. وعن المبادرة، أوضح الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان أنه لم يكن يتوقع مشاركة هذا العدد الكبير من المتطوعين الذين بادروا بالمشاركة في الحملة منذ أطلقها، مؤكداً سعادته بحجم الوعي لدى أفراد المجتمع بفئاته العمرية المختلفة بأهمية البيئة التي نعيش فيها. وقد أثمرت جهود المشاركين في المبادرة عن تنظيف شاطئ الجزيرة من المخلفات التي لا يزال بعض الناس يرمونها من دون مسؤولية خلال ارتيادهم الشواطئ، أو ارتيادهم البحر وتنقلها الأمواج للشاطئ، ومنها بقايا أطعمة وقناني المياه البلاستيكية وعبوات المشروبات والأكياس والمناديل الورقية والأغطية المعدنية الخاصة بقناني المشروبات الغازية، وحتى بقايا «القراقير القديمة»، التي يستخدمها الصيادون في صيد الأسماك وغيرها. ودعا الشيخ أحمد بن حمدان إلى تحويل الجزء الأصلي من الجزيرة إلى «محمية طبيعية»، وهذا القسم يضم بعض أشجار القرم، وبعض الأشجار النادرة، ويتميز برماله البيضاء، إضافة إلى انتشار طيور الفلامنجو أو طيور «الفنتير» كما نسميها باللغة المحلية، فالجزيرة جزء من تراثنا النادر الذي يجب أن نحافظ عليه ونحميه. وحول جزيرة الحديريات يقول علي الهاملي، وهو أحد رواد الجزيرة قديماً، إن جزيرة الحديريات واحدة من أربع جزر مهمة تُحيط أبوظبي هي جزيرة الحالة، وأبوكشيشة والفطيسي، وتعتبر المتنفس لأهل أبوظبي في الرعي والصيد وقضاء الموسم الشتوي، نتيجة قلة العشب في الإمارة، وبصفة خاصة جزيرة الحالة والحديريات، حيث تغلب عليهما الطبيعة الرملية والطينية، وتنمو فيهما كافة أنواع الأعشاب، حتى الفجع كان ينمو فيهما بكثرة، أما أبوكشيشة أو الأريام والفطيسي فتغلب عليهما الطبيعة الصخرية. ويتابع الهاملي: ولعل أكثر ما يميز جزيرة الحديريات هو ملاصقتها إلى أبوظبي واحتوائها على مخزون سمكي كبير في شواطئها الغربية والجنوبية، حيث تكثر بها أنواع مختلفة من الأسماك منها البدح والبياح والصافي إضافة إلى أن بها مصيدا كبيرا للروبيان أو الجمبري، نظراً لطبيعة تربتها الطينية والرملية حيث يعيش الروبيان. ويضيف الهاملي: ولا تتأثر جزيرة الحديريات بالتيارات الهوائية، كما أنها تتميز بهدوء الأمواج، وتسكن فيها الطيور البحرية مثل النورس والغواي والصر خلال الفترة من شهر مارس حتى مايو، وكذلك الزواحف البحرية مثل السحالف. مؤكداً أن البحر منذ سنوات ليست بالبعيدة كان مليئا بالأسماك رغم أن عدد الصيادين كان قليلاً، أما الآن فقد تراجعت كمية الأسماك الموجودة في البحر بنسبة لا تقل عن 80%، في حين أن عدد الصيادين قد ارتفع بصورة كبيرة.