الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبات «تقنية دبي العليا» يحاصرن المرض بـ «حقيبة السكري»

طالبات «تقنية دبي العليا» يحاصرن المرض بـ «حقيبة السكري»
26 مارس 2010 20:44
كم نشعر بالفخر والإعتزاز، وبيننا شباب مبدع وطموح يسخر ما لديه من إمكانات وطاقات بدنية وروحية وعقلية لاكتشاف وإيجاد كل ما هو جديد وإيجابي وبناء ؟! وكم نشعر بالألم والخزي والعار ونحن نرى طاقات شبابنا العربي تستنزف وتهدر وتضيع بلا فائدة؟! كما لا يمكننا أن نتغاضى أو نتخلى عن دورنا كأفراد ومجتمعات في توجيه شبابنا، واستنهاض هممهم وقدراتهم التي يظنون أنهم لا يملكونها!! لعل فكرة تنظيم المسابقات العلمية والأدبية والدينية وغيرها، من أنجح الأفكار والطرق التي تشحذ همم الشباب، من كلا الجنسين، ومن أعمار مختلفة نحو العمل والتميز والعطاء والإبداع، ذلك أن المسابقات التي يشترك فيها الشباب داخل وخارج الدولة، تشعل فيهم نار المنافسة والغيرة البناءة التي نحن بأمس الحاجة إليها. كما تساعد تلك المسابقات، وبالذات الخاصة بمشاريع الشباب، في تعليم الشباب كيف يخلقون فرص عمل ووظائف بعد التخرج بأنفسهم، عبر توجيههم بمرونة مستغلين أفكارهم الإبداعية نحو تأسيس مشاريع اقتصادية بسيطة تكبر وتتميز يوماًِ بعد يوم. من هنا انطلقت فكرة مسابقة التخطيط والإبداع لمؤسسي الأعمال ومشاريع الشباب، والتي أعلن عن إطلاقها لأول مرة في الشرق الأوسط مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب (سيرت)، وكلية وارتن لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا. «صانعو المعجزة» هم الذين فازوا بالمركز الأول، وحصلوا على 20 ألف دولار عن مسابقة التخطيط والإبداع الاقتصادي 2010، وجائزة 5 آلاف دولار عن أفضل خطة عمل على مستوى درجة البكالوريوس. من هم صانعو المعجزة؟ صانعاتها للدقة؟ وما هو المشروع الذي استحقوا الفوز عليه؟ انهن الطالبات الثلاث دلال الظبياني وخولة محمد وسليم عبد الكريم من كلية التقنية العليا للطالبات في دبي. تمكين المستحيل تقول دلال الظبياني: «شاركنا بمشروع اقتصادي طبي، وبالرغم أننا ندرس تخصص مساعد طبيب أسنان، وليس لدينا خلفيات عن المشاريع التجارية مما اضطرنا إلى الإستعانة بالمشرفة نايو من قسم إدارة الأعمال لتعلمنا كيف نجهز لمشروع ناجح، فشكلت مع زميلاتي الثلاث شركة «صانعو المعجزة» التي نريد من خلالها أن نحول المستحيل إلى ممكن». وتسترسل دلال: «شركتنا مسؤولة عن تقديم منتجات أومعدات وخدمات صحية عالية الجودة لجميع الأفراد في الخليج العربي، عامة والإمارات خاصة. ومن هنا بدأنا بإعداد أول منتجاتنا وهو حقيبةD- KIT. أي حقيبة السكري، وبعد تنفيذ هذا المشروع النظري بصورة عملية ستنطلق شركتنا لإعداد منتجات تحارب سرطان الثدي، والسمنة والتدخين وغيرها، وقد اخترنا بداية مرض السكري لما له من تأثير واضح وكبير على مجتمعنا الإماراتي حيث تعتبر الإمارات الأولى خليجياً والثانية عالمياً، من حيث الإصابة بمرض السكري»!! مكافحة ضارية للسكري توضح الطالبة سليمة عبد الكريم ما تشتمل عليه الحقيبة: «تحتوي الحقيبة على جهاز يقيس السكر في الدم والضغط والنبض ومؤشر كتلة الجسم في آن واحد، ويعطي النتيجة الرقمية مكتوبة ومحكية باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى نظام تنبيه ينبه مريض السكري بحلول وقت مراقبة السكري عن طريق قياسه وجرس يخبره بحلول وقت الدواء (الأنسولين)، كما أن هذا الجهاز يخزن قياسات السكر من بداية اليوم وحتى آخره ويخرجها على شكل رسم بياني، كما يمكنه أن يخزن قياسات السكر المتعددة خلال 6 أشهر، وعند ارتفاع أو انخفاض السكر عند المريض فإن الجهاز يعطي المريض النصائح التي يجب أن يتبعها محكية ومكتوبة على الشاشة، فيتسنى لمن لا يقرأ أو يسمع أن يعرف ما عليه فعله بصورة فورية تنقذ حياته عند ارتفاع أو انخفاض السكر لديه». في الحقيبة أيضاً تضيف سليمة: «كما تشتمل الحقيبة على الإبر المخصصة لسحب عينات الدم وعلبة مليئة بشرائح طبية، توضع عليها عينة الدم لفحصها بالإضافة قطعة توصل بالجهاز وتثبت على اليد لقياس الضغط وقرص CD، يحوي برنامجاً معرفاً للكمبيوتر على الجهاز ليتسنى تخزين المعلومات والقياسات الخاصة بالمريض على الكمبيوتر فيقوم بطباعتها والذهاب بها إلى الطبيب المشرف على حالة المريض». توجيهات متواصلة تنضم الطالبة خولة محمد للحوار لتبين محتويات أخرى موجودة في الحقيبة حيث تقول: «هناك أيضا كتيب تعريفي بالجهاز ودليل صحي آخر باللغتين العربية، والإنجليزية مقسم لأربعة أجزا ويحتوي الجزء الأول على معلومات عامة عن مرض السكري والجزء الثاني الدليل التوجيهي في مستوى السكر (الأرقام التي تدل على ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم)، أما الجزء الثالث فهو دليل غذائي يبين الأغذية التي يجب تناولها أوالحذر منها مع وصفات غذائية خاصة بمريض السكري، ويشتمل الجزء الرابع من الدليل على الرياضة التي ينصح مريض السكري بممارستها، وسيشرف على هذا الكتيب أطباء مختصون ويرفع إلى وزارة الصحة للمصادقة عليه ونحن بدورنا صممنا الصفحة الأولى من كل جزء وسيكون من هذا الدليل CD أيضاً... سيكون كل ذلك موجوداً في الحقيبة القماشية التي أسميناها D-KIT». استنفاد الفرص تشير خولة إلى أنه تم عمل الصفحة الأولى للموقع الالكتروني للشركة الثلاثية «صانعو المعجزة» للتعريف بالجهاز، ومحتويات الحقيبة الأخرى والمنتجات المستقبلية التي تأمل الشركة إعدادها مستقبلا، بالإضافة إلى آخر الدراسات والتطورات العلاجية التي طرأت على مرض السكري أو الضغط عالميا، وآخر الإحصائيات للأمراض والمشاكل الصحية التي تهدد المجتمع الخليجي والإماراتي على وجه الخصوص، ووصفات غذائية صحية ونصائح واستشارات طبية بالتعاون مع أطباء مختصين، وغيرها مما يشتمل عليه الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة. وتفيد خولة بأنهم استغلوا خدمة الرسائل القصيرة المجانية على الأجهزة الجوالة في تبليغ الأشخاص المشركين بالإحصائيات الجديدة، أو أي منتج جديد يعالج السكري والضغط، عبر إخباره بضرورة متابعة الموقع الإلكتروني للشركة. صعوبات تذلل تؤكد دلال أن من أكثر الصعوبات التي واجهتها شركة «صانعو المعجزة» أثناء إعداد المشروع تمثلت في الحاجة لعمل استبانة أو دراسة عشوائية اشتملت على 800 شخص بالغ من كلا الجنسين ليتم سؤالهم عن مدى إصابتهم بمرضي السكري أو الضغط، أو عن احتمال تعرضهم للإصابة بسبب عامل الوراثة، ثم الاستفسار منهم عن المواصفات التي يريدونها في الجهاز، ومدى إقبالهم على شرائه لو تم طرحه في الأسواق. تقول دلال: «على الرغم أن هذا الاستبيان استغرق منا 3 أسابيع، لكننا استفدنا من اقتراحات الناس كثيرا الذين طلبوا أن يكون الجهاز سهل الاستخدام، وسريعاً ودقيق القياس، وخفيفاً يسهل حمله، وأن يكون سعره مناسباً في متناول الجميع». ولأنه من طبيعة الناس عدم تقبلهم السريع لأي منتج جديد يطرح في الأسواق، فقد اقترحت الشريكات الثلاث لتسويق حقيبتهن أن يقمن بحملات توعوية وورشات عمل ومحاضرات في المستشفيات والأماكن العامة، مثل حديقة الصفا في دبي بداية، ثم في المناطق الأخرى يفحصن خلالها مستوى السكر في الدم والضغط مجانا، ويحذرن من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بهما، ويروجن للحقيبة ومحتوياتها بمساعدة أطباء مختصين ضمن اليوم العالمي للسكري. نجاح مفاجئ من جهتها تقول سليمة، بعد أن تكون قد أصغت جلياً إلى كلام شريكتيها في المشروع: «لقد توقعنا النجاح وتفاجأنا به في نفس الوقت، فالمنافسة كانت قوية جداً، والحمدلله فاز مشروعنا بعد التصفية وتصويت الحكام لنا، ولعل روح الفريق المتعاونة التي عملنا بها، بالإضافة إلى مساعدة مشرفينا زنوب جورج ونايو، ومتابعتهم لنا خطوة بخطوة، جعلتنا نسير بخطى ثابتة وجريئة نحو النجاح». أما دلال فقد وصفت النجاح بأنه نظرة جديدة للحياة ملؤها التفاؤل والأمل والعطاء اللامحدود: «على الرغم أننا حصلنا على مبلغ مالي جيد، لكن الجائزة قيمتها معنوية أكثر منها مادية، كما أن هذا المشروع فتح أمامنا آفاقا مستقبلية تفيدنا في كيفية التخطيط لمشاريع صغيرة نرفد بها سوق العمل، وتعود علينا بالنفع الكبير». وتتمنى خولة وشريكاتها أن تتبنى إحدى الشركات في الإمارات هذا المشروع. ليكون في النهاية إنجازاً علمياً طبياً لوطننا الحبيب».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©