أنتجت كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات علفاً جديداً لتغذية الأسماك يعتمد على الزيت الحار كبديل لزيت السمك الذي يعتبر حالياً المكون الأساسي لأعلاف الثروة السمكية، حيث أثبتت التجارب الأولية نجاح العلف الجديد. ومن المقرر الانتهاء من التجارب التأكيدية واعتماد هذا العلف خلال 3 أشهر، بحسب أستاذ استزراع وتغذية الأسماك في الكلية الدكتور إبراهيم الششتاوي الذي أشار الى أن العلف الجديد يحتوي على أربعة أضعاف الأحماض الدهنية الموجودة في الغذاء الحالي.
ويضاعف الانتاج الجديد بدوره من القيمة الغذائية للأسماك، مما ينعكس إيجابياً على صحة الإنسان، وهو ما تأكد من خلال ملاحظة الحالة الصحية للأسماك التي تمت تغذيتها بالعلف الجديد والتي بدت أفضل صحياً وتتمتع بحيوية كبيرة، وان لحومها لم يطرأ عليها أي تغيير من حيث الطعم والنكهة. وأوضح الششتاوي أن كلية الأغذية والزراعة اتجهت نحو إيجاد نوع جديد بديل من الأعلاف لتغذية الثروة السمكية في أعقاب ارتفاع أسعارها بشكل كبير في الأسواق المحلية نتيجة لارتفاع الطلب عليها واتساع دائرة نشاط الاستزراع السمكي في الدولة، مما أدى بدوره الى ارتفاع أسعار زيت السمك الذي يعتبر المكون الأساسي لعلف الأسماك الحالي نظراً لأهميته الغذائية الكبيرة لكل من الأسماك وصحة الإنسان. وأكد الششتاوي أن المنتج النهائي للأسماك بعد تغذيتها بالعلف الجديد لا يقل من حيث القيمة الغذائية عن المنتج الذي يتغذى بالأعلاف الحالية بل يزيد بكثير قياساً بالفارق بين كمية الأحماض الدهنية الموجودة في الزيت الحار وزيت الأسماك لصالح الأول. ولفت إلى أن باقي مكونات العلف الجديد هي نفسها في العلف الحالي وتتضمن خليطاً من فول الصويا والذرة ومعادن وفيتامينات ومزيج من زيت الذرة وزيت فول الصويا. وأشار أستاذ تغذية واستزراع الأسماك في كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات إلى أن الكلية ستشارك ممثلة بشخصه في مؤتمر عالمي حول الاستزراع السمكي سيعقد في المكسيك خلال شهر سبتمبر المقبل بمشاركة 2500 من العلماء المتخصصين من مختلف أنحاء العالم، وانه سيعرض خلال المؤتمر تجربة الكلية في هذا الصدد. وتمتلك كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات مختبراً متميزاً للأسماك، وتقدم الكلية الخدمات العلمية والفنية اللازمة في مجال مشروعات استزراع الأسماك وانتهت تقريباً من استكمال التصاميم والدراسات الخاصة بتنفيذ أول مشروع من نوعه في الدولة لإنتاج أسماك البلطي بكميات تجارية، حيث تقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع في مرحلته الأولى بـ100 طن من البلطي الطازج سنوياً. ويقع المشروع الذي تنفذه الكلية لصالح إحدى الشركات الوطنية على مساحة قدرها 4 دونمات ويجرى تنفيذه باستخدام أجهزة وتقنيات متقدمة لتزويد الأسماك بالأكسجين النقي وللتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية وأخرى متطورة لإتمام عملية التفقيس التي تعد في حالة الأسماك البحرية شديدة التعقيد. ومن المقرر البدء بمرحلة الإنتاج الفعلي للأسماك في غضون الأشهر المقبلة ويوجد من أسماك البلطي 157 سلالة في العالم وتنحدر جذورها من بحيرة المنزلة في مصر وتعيش بعض سلالاتها في المياه المالحة، بحسب الدكتور إبراهيم الششتاوي أستاذ استزراع وتغذية الأسماك في الكلية القائم على المشروع.
عدد اليوم
