الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا والحالة اليمنية

16 فبراير 2015 23:27
إن سقوط اليمن السريع في الاضطرابات والانهيار المهدد يضيف دولة أخرى إلى قائمة الدول غير المستقرة في الشرق الأوسط وينفي قصة النجاح التي يستشهد بها الرئيس أوباما في وصفه للاستراتيجية الأميركية لبناء «شركاء خط المواجهة» لمكافحة الإرهاب والعنف والتطرف. ولكن في الوقت نفسه، يرى خبراء أمنيون محليون وإقليميون أن الحملة الأميركية ضد «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، ومقره اليمن -الذي يعتبره موظفو الاستخبارات الأميركية أخطر فروع المنظمة الإرهابية- لن تعاني بالضرورة من ضربة معرقلة. وفي هذا السياق قال «لورانس كورب»، وهو خبير أمني في مركز التقدم الأميركي بواشنطن «إن الأمور لن تكون أسهل، بالتأكيد، ولكن انظروا كيف استمرت أنشطة مكافحة الإرهاب في باكستان على رغم المشاكل والاضطرابات في العلاقات الثنائية هناك. والحقيقة هي أن الفوضى السياسية لن تمنعنا من اتخاذ إجراءات ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». لقد تحول اليمن في يناير من شريك مهم للولايات المتحدة إلى دولة فاشلة عندما تنحى الرئيس المدعوم من قبل الولايات المتحدة في مواجهة التمرد المتزايد من قبل الحوثيين. ومنذ ذلك الحين، استولى الحوثيون، وهم جماعة شيعية، على العاصمة صنعاء، بيد أنهم يواجهون مقاومة متزايدة من القبائل السنية. وكان تنظيم «القاعدة» في اليمن وراء عمليتين إرهابيتين على الأقل تم إحباطهما في الولايات المتحدة، ومن بينهما محاولة لتفجير طائرة فوق «ديترويت» في عيد الميلاد عام 2009. كما أن أحد المهاجمين في مذبحة صحيفة «تشارلي إيبدو» في باريس كان قد تدرب مع هذا التنظيم في اليمن، وزعمت «القاعدة» أنها هي التي نظمت هجوم باريس، على رغم تشكك خبراء الإرهاب في ذلك الأمر. وفي ظل الاضطرابات السياسية والعنف المتصاعد، بادرت معظم الدول الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة، مؤخراً بغلق سفاراتها في صنعاء. كما أثارت الاحتجاجات المتزايدة المناهضة للحوثيين والقتال بين المليشيات مخاوف واسعة بشأن احتمال تفكك اليمن. من جانبه، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» يوم الخميس الماضي أمام مجلس الأمن أن «اليمن ينهار أمام أعيننا، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي والمشاهدة». ويحاول الممثل الخاص لـ«بان كي مون» في صنعاء التفاوض من أجل التوصل لتسوية بين الفصائل السياسية، ولكن الاحتمالات تبدو قاتمة. وبالنسبة للولايات المتحدة، وردت بعض الأنباء الأكثر إثارة للقلق يوم الجمعة حيث قيل إن مقاتلي «القاعدة» استولوا على مقر لواء من الجيش اليمني في الجزء المنتج للنفط في جنوب شرق البلاد، ما أثار مخاوف حيال احتمال استيلاء الجماعة الإرهابية على جزء من اليمن. بيد أن بعض الخبراء الإقليميين أعربوا عن شكوكهم في هذه التقارير، التي وردت من مصادر إخبارية تابعة لـ«القاعدة». وقد أكد «سيمون هيندرسون»، مدير معهد واشنطن لبرنامج سياسة الطاقة والخليج، أنه «من غير الواضح ما حدث، وما إن كان تنظيم القاعدة قد حقق ما ادعى». وأضاف أنه إذا كان تنظيم «القاعدة» قد استولى على المقر -ومخزن للأسلحة الثقيلة كما يقال- فإن هذا «يستدعي القيام بغارة جوية أو غارتين». ويبدو أن عمليات الطائرات بدون طيار التي تنفذها الولايات المتحدة، وغيرها من العمليات العسكرية الأخرى يتوقع أن تستمر. وفي الواقع، فقد شنت الولايات المتحدة ضربات بواسطة الطائرات بدون طيار تستهدف «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» بعد أن استولى الحوثيون على صنعاء. من ناحية أخرى، فإن غياب الولايات المتحدة الممتد عن العاصمة -وعدم وجود «شريك» حكومي- قد يؤثر سلباً في النهاية على فعالية حملة مكافحة الإرهاب، بحسب ما يرى «هيندرسون». وعن ذلك قال: «من الصعب للغاية تخيل أن ترك السفارة في صنعاء لن يكون له تأثير سلبي». وقد حذر خبراء إقليميون الولايات المتحدة من التفريط في كل قنوات الاتصال، ولكن «هيندرسون» قال إنه ما زال متشككاً في أن الولايات المتحدة بإمكانها إيجاد شريك في حكومة حوثية! وتساءل: «ما هو شعار الحوثيين؟ «الموت لأميركا؟» إن أي فكرة للتعاون تبدو مناورة محفوفة بالمخاطر». ووصف «هيندرسون» درجة النفوذ الإيراني في اليمن بأنها «غير واضحة» على رغم تأكيد آخرين من الخبراء المطلعين أن إيران تقف وراء صعود الحوثيين. وفي أحسن الأحوال، كما يقول، قد تكون الولايات المتحدة قادرة على إيجاد قناة للتواصل مع الحالة اليمنية، ولضمان عدم الغياب عنها. هوارد لا فرانشي - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©