الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السدر.. وادٍ لم يجف منذ عصر عمالقة البحار..!

السدر.. وادٍ لم يجف منذ عصر عمالقة البحار..!
15 مايو 2009 02:05
تشتهر إمارة الفجيرة بكثرة وديانها وأفلاجها ومياهها العذبة، اضافة إلى توفر المياة الكبريتية الساخنة التي تستخدم للأستشفاء والعلاج من الروماتيزم، وقد تميزت الامارة بثرواتها المائية خاصة خلال فصل الشتاء ولذلك تم الاستفادة من هذة الثروة بإنشاء السدود في مواقع مختلفة بهدف تنمية موارد المياة وتغذية المخزون الجوفي من المياه، ومن أشهرها وادي السيجي ووادي حام ووادي السدر ووادي الفاي ووادي سهم، وهي اليوم مقصد للمواطنين والسياح والمصورين الفوتوغرافيين الباحثين عن جمال الطبيعة الإماراتية. يقع وادي السدر الذي يتصف بالخضرة الخلابة وسط الجبال على مسافة حوالي سبعين كيلومتراً من المدينة الأم الفجيرة، ووسط جبال متفاوتة الارتفاع والألوان، وعلى تلال جبلية ليست عالية ولكنها غير مستوية، وتحده شرقا ثلاث شعبيات كل منها حوالي ثلاثين بيتاً تتفاوت فيما بينها من حيث تاريخ إنشائها ولكنها تشكل قرية متكاملة تسمى قرية وادي سدر. الوصول إلى وادي سدر يمكن تحقيقه إما عن طريق دبا الفجيرة وهو أطول نسبياً، أو عن طريق مسافي وهو الطريق الأقصر، حيث يبدأ الطريق إلى وادي سدر بإشارة على طريق دبا / مسافي، إلى اتجاه الوادي ويمضي الطريق الإسفلتي حوالي خمسة كيلومترات قبل أن يضيق تماماً ويصبح على شكل ثعباني شديد الانحناءات والالتواء، وينتهي بمدق ترابي يبلغ حوالي أربعة كيلومترات، تقع على جانبيه الشعبيات الثلاث وبجوار الطريق وبشكل محاذ له يسير مجرى وادي جاف تاماً من المياه ما زالت بقايا من شجر السدر على جانبيه تعلن عن أن هذه الأرض كانت خضراء، وسبب اخضرارها المستمر حتى اليوم هو أشجار السدر وأشجار النخيل التي تكاد تغطي مزارع الوادي، ومن اسم هذه الأشجار التي نبتت على ضفتي الوادي، جاء اسم القرية المشهورة الآن باسم وادي السدر نسبة إلى اشجاره التي امتلأت بها الأرض. ويسكن وادي السدر في أجزائه الثلاثة أكثر من مئة أسرة جميعهم يشكلون أبناء قبيلة الصريدات ويبلغ عدد سكانها حوالي 700 نسمة تقريباً. وقد اشتهرت القرية على مدار الزمان بواديها الكبير الذي لم يكن يجف أبداً بسبب هطول الأمطار سنوياً، ولكن منذ عدة سنوات انقطع المطر فجف الوادي، ولكن لا تزال أشجار السدر قائمة ولا تزال هناك مياه حلوة في الآبار يشرب منها الناس والنخيل، وقد عمل أهالي البلدة في الماضي في الزراعة، حيث كانوا يزرعون فيما مضى النخيل وأشجار السدر ويستخرجون منه النبق الذي كان يباع في أسواق الفجيرة ودبي، ولكن بعد قيام الاتحاد وإنشاء الدولة اتجه الناس إلى تعليم أبنائهم والبحث عن الوظيفة، ولذا فقد انتقل معظم الشباب للعمل في المدن. السكان في وادي السدر يحبون الخضرة لذا فإن كل بيت تقريبا يزرع بداخل فنائه المزروعات التي تعطي الخضرة والظل، ولكن يبقى أن أهل هذا الوادي جميعهم كرماء يحتفون بالغريب وكعادة البدو من أهل الجبال يتميزون بالجرأة والشجاعة والصراحة والأهم من ذلك كله الكرم والطيبة. النزهــــات يعتبر وادي السدر من أجمل معالم الفجيرة التي اشتق اسمها من جدول مائي يحمل هذا الاسم اسفل أحد جبال الإمارة الشاهقة التي تحصر بينها وبين خليج عمان سهل الباطنة الذي يعد من أخصب مناطق الدولة، وهو يتسع لمسافة تصل إلى 32 كيلو متراً ويضيق حتى تصل الجبال حافة البحر، ويعود ماضي إمارة الفجيرة القديمة قدم التاريخ إلى ماقبل ميلاد المسيح عليه السلام، وكانت في العصور القديمة أرض عمالقة البحار، والموطن الأول لمهاجري جنوب شرق الجزيرة العربية الذين عرفوا باسم الفينيقيين والذين هاجر بعضهم من اليمن بعد انهيار سد مأرب الذي تنحدر منه قبائل «الشرقيين»، وهو الاسم اكتسبته القبيلة من منازلها التي كانت تقع شرقي جلفار، والاسم مصدره الشرق، أي الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة، ويشتهر الشرقيون بشدة المراس والشجاعة، ويرجعون بأنسابهم إلى فهم من مالك، حيث غادروا اليمن بعد انهيار سد مأرب واتجهوا شرقا إلى ساحل عمان.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©