الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قضم الأظفار «متلازمة» عصبية تعبر عن التوتر والقلق

قضم الأظفار «متلازمة» عصبية تعبر عن التوتر والقلق
25 فبراير 2014 12:13
أبوظبي (الاتحاد) - تذهب دراسة علمية أميركية منشورة إلى أن نحو 50% من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و18 عاماً من الجنسين، يعانون من عادة «قضم الأظفار»، وأن هذه العادة تبدأ لديهم غالباً مع بدء التغيرات التي يمر بها المراهقون عند مرحلة البلوغ، فيما يعاني منها نحو 23% من البالغين، وحوالي 10% من الذين تجاوزت أعمارهم 30 عاماً. ولوحظ أن هذه العادة موجودة عند الذكور أكثر من الإناث، كيف نفسر هذه الظاهرة السلوكية السلبية؟ مؤشرات الدراسة تذهب إلى أن هذه العادة موجودة عند الذكور أكثر منها عند الإناث، لأن الفتيات بطبيعتهن الأنثوية يعتنين بأظفارهن لمتطلبات المظهر والأناقة. وأن معظم الآباء والأمهات يبدون انزعاجهم من عدم استجابة أطفالهم للكف عن هذه العادة. فإن كان ذلك مبرراً مع الأطفال، فكيف نفسر استمرار عادة قضم الأظفار مع كثير من الكبار الذين لا يكفون عن قضم أظفارهم، بل وتشويه أصابعهم بصورة لا إرادية وقهرية؟ هل هي ظاهرة مرضية تعكس اضطرابات أو متاعب نفسية غير ظاهرة؟ أم أنها مجرد عادة غير محببة أو مقبولة؟ ولماذا يحتاج الكف عنها جهداً مضنياً؟ هل يعد مثل هذا السلوك نوعاً من الاضطرابات والمتاعب النفسية أو العصبية؟ هناك من يعتبر عادة قضم الأظفار واحدة من «المتلازمات العصبية» التي تعبر عن التوتر والقلق والعصبية وغيرها من المشاعر السلبية، مثل عادة مص الأصابع، أو حك الأنف أو الذقن، أو نزع الشعر، أوحك منطقة من الجلد، أوإصدار أصوات اصطكاك الأسنان، أو عض الشفاه السفلى، أو«طرقعة» الأصابع بشكل مبالغ فيه أوغير ذلك من لزمات يقوم بها أصحابها دون شعور أو تفكير. تفسير الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية، يوضح أن هذه العادة أو المتلازمة من السلوك «غير المقبول» أو غير المستحب، تحدث بشكل لا إرادي، وقهري في لحظات تتسم بالشرود وعدم التركيز، أو في أوقات الانشغال بشيء ما، كما تحدث خلال مشاهدة الطفل أو الكبير للتلفاز، أو عند التركيز والتفكير في شيء معين، ولا ينتبه الشخص إلى أنه يشوه أصابعه حتى يصل إلى أجزاء من لحم الإصبع، وإن نبهه أحد ممن حوله سرعان ما يكف عن ذلك، لكن سرعان ما يعود، وإن مُنع، فإنه لا يشعر بالراحة. ومن المؤكد أن عملية قضم الأظفار هي تفريغ لشحنة عالية من الإحساس بالقلق والتوتر العصبي، وعادة ما يستمر ذلك دون مبرر، ويصبح سلوكاً أو « متلازمة» عصبية تصدر من الطفل أو المراهق أو حتى الشخص الناضج بشكل لا إرادي، وقد لا يدرك أضرارها إلا بعد وقت طويل». ويضيف الدكتور رشاد: «غالباً ما يكون الأطفال الذين يبدر عنهم مثل هذا السلوك يعانون ضغوطاً نفسية غير مرئية أو مفهومة، أو غير مبررة بالنسبة لهم، أو يعانون مشاكل أو مخاوف وضغوطا أو اضطرابات سلوكية، أوعدم توافق في البيت أو الحضانة أو المدرسة، أو عند التعرض للإساءة أو القسوة والعنف، أو عند التعرض لخبرات حياتية مؤلمة كسوء المعاملة الوالدية أو المدرسية، مما يسبب حالة من التوتر العصبي، والقلق، والشعور بالملل. وأحياناً يكون ذلك مع بداية ظهور ونمو الأسنان، وارتباط هذه العادة بعادة مص الإصبع، لكن في الغالب ما يؤدي ذلك إلى تشوه الأصابع نتيجة الاستمرار في قضم الأظفار دون قيود ووعي، وما حولها من الجلد الزائد مما يسبب احمرار الأصابع وتورمها، وقد يصل الأمر إلى نزف الدم من الجلد المحيط بالأظفار، ويصبح الجرح عرضة للالتهابات، كما يسهل نمو البكتيريا والفيروسات وانتقالها من الأصابع إلى الفم مما يزيد من فرص التقاط الأمراض المعدية. هذا بالإضافة إلى ما تسببه هذه العادة من عدم شعور الشخص بالارتياح باعتبارها عادة غير مستحبة، وتبعث على الخجل ولوم الذات أحياناً، ومن ثم تضاعف من الإحساس بالقلق والتوتر». العلاج يشير الدكتور رشاد، إلى العلاج المناسب في هذه الحالة، ويقول:«يفترض أن يُلم الآباء والأمهات بأية متاعب يعاني منها الطفل، والكف عن لغة العنف والتخويف والتهديد، وتفهم حاجاته، وبناء لغة من الحوار والتفاهم معه، والتعرف على أسباب قلقه. ومحاولة تبصيره بأن مص الإصبع أو قضم الأظفار عادة غير مستحبة ويجب أن يتخلى عنها، وأن يساعداه على أن يكون مستعداً تماماً للتخلص من هذه العادة، وأن تحرص الأم على تقليم أظفاره بانتظام حتى لا يكون هناك ما يقضمه، مع ملاحظته ومحاولة إشغاله وتشتيت انتباهه بمشاركته في اللعب لفترات طويلة، وتنبيهه عند اللزوم، ومساعدته نحو تعديل مشاعره تجاه نفسه، وأن تغمره بالحب والحنان، وتمنحه التشجيع للتعبير عن مشاعره وأفكاره دون قلق، ومساعدته على القيام بأي هواية يحبها لتمتص توتره بدلاً من لجوئه إلى تفريغه عن طريق قضم أظفاره، وأن يفهم سوء هذه العادة وأثرها على صحته وتشويه شكل يديه، وتقبيحها بكلمات مشجعة، تبث الثقة في نفسه، ودون عقاب. كما يمكن دهان الأصابع بدواء مر، أو أن يرتدي الطفل قفازاً لفترات محددة، مع إثابته ومكافأته إن نجح في السيطرة على ذاته لساعات أو أيام معينة، وتحفيزه على الاستمرار حتى ينسى هذه العادة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©