أزهار البياتي (الشارقة) - بكل مثابرة وحماس، اصطف مجموعة من الشباب الواعدين من طلاب الثانوية في صفوف منتظمة ومنضبطة، واقفين وقفة الاستعداد قبل الانطلاق بالعرض العسكري الصباحي، مهيئين أنفسهم لخوض المزيد من التدريبات والتمارين التي ينظمها مشروع «البيارق» الطموح، والتي يأتي بإشراف القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية وبالتعاون مع المناطق التعليمية في مدن الإمارات كافة.
ولعل هذه التجربة الريادية للتربية العسكرية، والتي تعممت خلال هذا العام على مستوى مدارس الدولة الحكومية، بدأت بالفعل تطرح شيئاً من ثمارها وأهدافها المرجوة، حيث أصبحت في الآونة الأخيرة تشهد استقطاباً كبيراً من قبل الناشئة والشباب المنخرطين تحت لوائها الشامخ، والذي يرفع شعار الانتماء للهوية والقيادة والمنجزات، ليختبر الجيل الصاعد من أبناء الوطن تجارب استثنائية من التمارين والتدريبات البدنية والمعنوية، ويكتسبوا مزيداً من المهارات والسلوكيات التربوية السليمة، من تلك التي تهيئهم لقيادة المستقبل وتحمل مسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية.
ويشير عبدالله محمد علي، مدير مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية في الشارقة، قائلاً: «اعتمدت فكرة «البيارق» في كينونتها على تزويد طلاب الثانوية في مختلف مدارس الدولة الحكومية بالمهارات والتمارين العسكرية اللازمة، منتقلة مع بداية هذا العام إلى إمارة الشارقة وضواحيها، ومن خلال برنامج طموح ومدروس يتوزع بشقيه العملي والنظري على حصص أسبوعية موجهة، يستفيد منها التلاميذ الإماراتيون المنتسبون للمراحل الدراسية الـ 10, 11, 12، وذلك سعياً وراء تطويرهم والارتقاء بهم على جميع الصعد، وهو إنما يأتي تلبية لرؤية مستنيرة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي يحرص دوماً على رعاية وتثقيف أبناء الوطن، وتزويدهم بالعلوم والمعارف والخبرات اللازمة، وكل ما من شأنه تنميتهم، والارتقاء بهم في المجالات كافة».
وينّوه إبراهيم المازمي، مدرب عسكري بأهمية المشروع وآثاره الإيجابية على سلوك النشء، موضحاً: «يتمتع هذا البرنامج الهادف والمطبق عالمياً في العديد من الدول الأوروبية، بالكثير من الميزات التي من شأنها صقل إمكانيات الطلاب الجسدية والنفسية وفي مجالات عدة، حيث إن للتمارين والتدريبات العسكرية تأثيراً كبيراً وفوائد لا حصر لها، كونها تغزز فيهم قيم الالتزام والاحترام وطاعة الأوامر، وتعلمهم معاني الإخلاص والتفاني في العمل، كما تكسبهم الكثير من الصفات الحميدة، كالتحلي بالإيمان والصدق والتعاون والوفاء، معززة لديهم سمات الرجولة والثقة بالنفس، والوقوف بعزم في مواجهة مختلف مواقف الحياة».
ويعبّر الطالب محمد شهاب، في الصف الـ 11، عن حماسه الكبير للانضمام تحت لواء «البيارق»، قائلاً: «ساهمت هذه المبادرة المتمّيزة في تغير نظرتنا وفهمنا لماهية وقيمة العمل العسكري، حيث استشعرنا من خلالها المعنى والدلالة وراء وجود الجندي كحارس للوطن، وأعتقد أننا نحن جيل الشباب في حاجة لكل ما يعزز فينا قيم الروح الوطنية، ويزرع في وجداننا شعور الفخر بكل ما تحقق من إنجازات في الدولة».
وقد وفرت القوات المسلحة للطلاب المواطنين كافة المستلزمات لبرنامج «البيارق»، وزودتهم بجميع الملابس والأحذية والأكسسوارات والملحقات التي تكمل الهيئة العسكرية بكل احتراف ومهنية، مما يساعد في تعزيز شعور الطلبة بجدية هذا المشروع وقيمة «البدلة العسكرية» وهيبتها.
عدد اليوم
