الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس وزراء جزائري سابق يرفض عودة الإسلاميين

18 فبراير 2012
الجزائر (رويترز) - قال رئيس الوزراء الجزائري الأسبق رضا مالك (80 عاماً)، إنه لن يقبل فوز الإسلاميين مثلما حدث من قبل عندما لم يقبلها. وقال مالك لـ(رويترز) في مقابلة نادرة، إنه لا يعنيه ما يقوله الإسلاميون الراغبون في الوصول إلى السلطة عن طريق البرلمان عن أنهم معتدلون ينبذون العنف. وقال إنه لا فارق لديه بين إسلامي معتدل وإسلامي أصولي وإنهما بالنسبة له شيء واحد وإنهما يحملان الأفكار “العدوانية” نفسها التي تريد إعادة أسلمة مجتمع مسلم بالفعل. وقال مالك، إن التاريخ العنيف للإسلاميين يلقي بظلاله الآن على محاولاتهم للعودة إلى الحياة السياسية العامة. وكان مالك رئيساً للوزراء أوائل التسعينات، حيث كان الإسلاميون يشنون حربا دامية ضد قوات الأمن وساهم في مواجهة المتمردين من خلال دعم حملة امنيه ضارية ضدهم. والآن وبعد 20 عاما وفي خضم موجة ثورات الديمقراطية في بعض البلدان العربية يتابع مالك عودة الحركة الإسلامية التي من المتوقع أن تزيد من نفوذها في انتخابات برلمانية تجرى في مايو هذا العام، وهو لا يشعر بالرضا عن هذه العودة. وتقاعد مالك عن الحياة العامة حاليا ويعيش في مجمع حكومي يتمتع بحماية شديدة مخصص لكبار السن من المسؤولين السابقين الموقرين. لكن آراءه ما زالت تمثل أهمية لأنه احد رموز المؤسسة العلمانية التي تقاوم بشراسة أي عودة للإسلاميين. ووعد حكام الجزائر الذين يواجهون ضغوطا داخلية وخارجية من أجل إقرار المزيد من الديمقراطية في ظل الانتفاضات الشعبية التي تشهدها المنطقة بأن تكون الانتخابات القادمة حرة ونزيهة، وهو ما يتيح للإسلاميين فرصة بعد سنوات من التهميش. ويقول بعض المراقبين، إن الخطر يكمن في أن صقور العلمانيين سيتدخلون لوقف حصول الإسلاميين على الجزء الأكبر من المقاعد في البرلمان وهو ما يمكن أن يؤدي إلى رد فعل غاضب من جانب أنصار الإسلاميين. ويحتل مالك مكانة في التاريخ الجزائري فهو واحد ممن شاركوا في عامي 1961 و1962 في التفاوض في اتفاقيات ايفيان التي وافقت خلالها فرنسا على منح الجزائر استقلالها. وبعد ثلاثة عقود، انزلقت الجزائر إلى صراع عندما ألغت السلطات نتيجة انتخابات كان حزب إسلامي على وشك الفوز بها. ويقدر عدد القتلى في هذا الصراع بنحو 200 ألف شخص. وعين مالك في عام 1992 في اللجنة التي عرفت لاحقا باسم المجلس الأعلى للدولة وهي لجنة يدعمها الجيش تولت إدارة شؤون البلاد بعد إلغاء الانتخابات وبعد عام أصبح مالك رئيسا للوزراء. وكان للإسلاميين اليد الطولى على قوات الأمن. ولاقى مئات الأشخاص حتفهم يوميا. وفي هذا التوقيت بالذات، أدلى مالك بتصريح أصبح شعارا لصراع العلمانيين ضد الإسلاميين حيث قال عبارته الشهيرة “الخوف يجب أن ينتقل إلى المعسكر الآخر”. وعلى مدى بضعة أعوام تالية، شنت قوات الأمن حملة ضارية لا هوادة فيها ضد الإسلاميين. وانتقدت الجماعات الحقوقية والدول الغربية الأساليب التي استخدمت في هذه الحملة التي نجحت في النهاية في استعادة سيطرة الدولة على الوضع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©