تظاهرة في طهران تطالب بإعدام زعماء المعارضة

(طهران) - تظاهر آلاف من أنصار انصار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في وسط طهران أمس، مطالبين باعتقال وإعدام زعماء المعارضة الإيرانية الإصلاحية مير حسين موسوي والشيخ مهدي كروبي وارئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ورئيس “مجلس تشخيص مصلحة النظام” و”مجلس الخبراء” الإيرانيَين علي أكبر هاشمي رفسنجاني المحسوب على المعارضة، بتهمة تهديد “النظام الإسلامي” الإيراني والتعاون مع الأجانب. لكن مسؤولاً إيرانياً محافظاً بارزاً قلل من شأن ذلك بدعوى أن تأثير المعارضة “انتهى بالفعل”، فيما اتهمت الولايات المتحدة الحكومة الإيرانية بممارسة النفاق السياسي بتأييدها الاحتجاجات الشعبية في مصر وقمعها المحتجين في إيران. وهتف المتظاهرون المتشددون لدى بدء صلاة الجمعة في مسجد جامعة طهران “الموت لموسوي”!، “الموت لكروبي”!، “الموت لخاتمي”!، “الموت لهاشمي”! و”يجب شنق موسوي وكروبي”. وأصدروا قراراً في نهاية التظاهرة بأنه بمجرد إعطاء المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي الضوء الأخضر لهم، فسيقومون بتصفية المعارضة. وقال “مجلس تنسيق نشر الدعوة الإسلامية” التابع لحكومة نجاد “إن المتظاهرين سيهتفون بكراهيتهم وغضبهم واشمئزازهم من الجرائم الوحشية والحركة الشريرة التي يقودها زعماء الفتنة وحلفائهم المنافقين (التسمية الرسمية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة المسلحة) والملكيين”. وقالت “لجنة صلاة الجمعة في طهران” المماثلة له “إن المشاركين في التجمع سيدينون الافعال الخائنة والمخجلة التي يقوم بها زعماء المعارضة وعملائهم”. ودعا رئيس “مجلس صيانة الدستور” الايراني الشيخ أحمد جنتي السلطة القضائية الإيرانية الي محاكمة زعماء المعارضة الإصلاحية، لكنه نأي بنفسه عن مطالب إعدامهم. وقال خلال إلقائه خطبة صلاة الجمعة أمام أنصار نجاد “إن شعبنا يريد من السلطة القضائية اعدام زعماء المعارضة ان هؤلاء يعلمون بأن زعماء المعارضة قد وسقطوا في نظر الشعب. كما دعا تلك السلطة إلى مواصلة الضغط علي زعماء المعارضة والعمل علي قطع أي اتصال بينهم وبين أنصارهم. وقال :”ما يجب أن تفعله السلطة القضائية يتمثل في قطع اتصالهما كلياً مع جموع الشعب وسجنهما فعليا في منزليهما”. وأضاف “يجب إغلاق أبواب منزليهما وقطع خطوط الهاتف والاتصال بالإنترنت الخاصة بهما، بحيث لايكون بمقدورهما الاتصال وإرسال رسائل”. وقال جنتي لزعماء المعارضة “إنكم في حين تشاهدون التطور في إيران وعمل الحكومة علي تطبيق الخطة الاقتصادية، تفكرون في دعم ثورة مصر وإنني أقول: إن دعمهم كاذب لأنهم لو كانوا يريدون ذلك لخرجوا مع الناس في تظاهرات ذكرى الثورة (الإيرانية عام 1979) يوم 11 فبراير وليس 14 فبراير، حيث كان الناس يهتفون لثورة مصر وتونس”. وأجاب علي دعوات المتظاهرين إلى إعدام زعماء المعارضة قائلا “إن زعماء المعارضة قد أُعدِموا من زمان طويل والشعب قد أجري لهم محاكمة وفقدوا حيثيتهم ومكانتهم في المجتمع”. وأضاف “إلى من ينادون بإعدامهما (موسوي وكروبي) أود أن أقول: إنهما أُعدِما بالفعل. فقدا صدقيتهما وهيبتهما وكل شيء”. وتابع “الثورة لايمكن الإطاحة بها لأن أنصارها يعيشون حالات من اليقظة والبصيرة”. في المقابل، أعلن كروبي استعداده للمحاكمة طالب النظام الإيراني بالتحلي بالشجاعة بأن يجري المحاكمة بشكل علني، كما أجرى امبراطور إيران الراحل المخلوع الشاه محمد رضا بهلوي محاكمات علنية لمعارضيه بشكل علني. وقال مستشاره مجتبي واحدي “إن كروبي لايخشي المحاكمة ولايخشي السجن”. اتهم الاذاعة والتلفزيون التابعين لحكومة نجاد بالكذب على زعماء المعارضة. ودعت المعارضة الإصلاحية “الحركة الخضراء” عبر موقعي موسوي وكروبي الاإلكترونيين على الإنترنت “كلمة” و”سهم نيوز” أنصارها إلى التظاهر اليوم الأحد في طهران ومدن ايرانية اخري لتأبين شخصين قتلا خلال تظاهرتها وسط طهران يو الاثنين الماضي. وقال “مجلس تنسيقية الحركة الخضراء” في بيان نشره على الموقعين إن تظاهرات اليوم تهدف إلى “إظهار الدعم الحاسم لموسوي وكروبي كي يواصلا السير على طريق الحرية والكرامة الإنسانية”. وذكرت مصادر إصلاحية أن اشتباكات اندلعت بين انصار المعارضة والشرطة في مدينة اردكان بمحافظة يزد وسط إيران مسقط رأس خاتمي بسبب اعتراض الأهالي على الاساءات لخاتمي. في غضون ذلك، دعت وزارة الخارجية الايرانية حكومة البحرين الى “ضبط النفس وتلبية مطالب شعبها بالطرق القانونية”. وقال ‎مصدر مسؤول في الوزارة “إن الأحداث الحالية البحرين أمر داخلي، غير أننا ندعو المنامة إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف وتلبية مطالب الشعب البحريني وفق الإصلاحات السياسية في هذا البلد”. واستنكر المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ترحيب الحكومة الإيرانية بالاحتجاجات في مصر وقمعها الاحتجاجات في إيران. وقال “إن موقف ايران تجاه الاحداث في مصر ينطوي على نفاق بشكل غير عادي”.