19 فبراير 2011 00:39
(صنعاء) - قُتل ستة محتجين يمنيين وأُصيب 114 آخرون في أحداث عنف ومواجهات مسلحة شهدتها عدة مدن يمنية، أمس الجمعة، فيما أكدت مصادر طبية يمنية وفاة ثلاثة أشخاص متأثرين بجروحهم جراء إصابتهم في صدامات مع قوات الشرطة بمدينة عدن الخميس الماضي.وقال شهود عيان لـ«الاتحاد» إن مجهولين كانوا على متن سيارة ألقوا قنبلة يدوية على مجموعة من المعتصمين بساحة الحرية بمدينة تعز ما أدى مقتل شخص وإصابة العشرات من المشاركين في الاعتصام، مشيرين إلى أن ملكية السيارة تعود لمسؤول حكومي بارز.
وأكد توفيق العريقي، أحد القيادات الشبابية لهذا الاعتصام، لـ«الاتحاد» مقتل شخص وإصابة العشرات، وقال :” هذه الأعمال لن تثنينا عن مواصلة الاعتصام”، وأضاف :” سنواصل اعتصامنا حتى يتحقق مطلبنا وهو سقوط النظام الحاكم”.إلا أن مصدرا طبيا، يشارك ضمن فرق طبية تابعة لجمعية الهلال الأحمر اليمني بتعز، نفى لـ«الاتحاد» مقتل شخص في انفجار القنبلة وسط المعتصمين.وقال الطبيب محمد مخارش :” تسبب الانفجار في إصابة 58 شخصا بينهم 4 في حالة حرجة”.?وفي وقت لاحق مساء أمس الجمعة، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية اعتقال الشخص الذي ألقى قنبلة يدوية وسط المعتصمين بميدان الحرية في تعز.وقالت الوزارة في بيان لها أن أجهزة الأمن تمكنت “في اقل من ساعة من القبض على “ الشخص “المتورط” في إلقاء القنبلة اليدوية، مع أربعة آخرين كانوا معه على متن السيارة التي تحمل لوحة مرورية “خصوصي” صادرة من محافظة صنعاء.وأوضحت أنه يجري حاليا “التحقيق مع المتهم” لمعرفة “الدوافع الحقيقية للجريمة”.
ويعتصم المئات من الشباب، منذ الأسبوع الماضي، بساحة الحرية بمدينة تعز للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما.?بالمقابل، شهدت مدينة تعز أمس الجمعة، مسيرة شارك فيها الآلاف من أنصار الرئيس صالح للتنديد بما وصفوها ب”أعمال الفوضى والتخريب”، مؤكدين وقوفهم إلى جانب “الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وحماية الثوابت الوطنية”.
وطالب المشاركون في المسيرة الأحزاب السياسية ب”تحكيم العقل والمنطق والاستجابة” لمبادرة الرئيس صالح، التي أطلقها مطلع الشهر الجاري.
وعلى صعيد متصل الاضطرابات التي تشهدها اليمن حاليا، قتل متظاهر وأصيب ستة آخرين في صدامات بين قوات الشرطة اليمنية والمئات من المحتجين بمدينة عدن جنوب اليمن.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لـ«الاتحاد»، إن المئات من المواطنين خرجوا عقب صلاة الجمعة، في تظاهرة للتنديد بالمواجهات المسلحة التي حصلت بمديرية المنصورية، يومي الأربعاء والخميس، مشيرا إلى أن المتظاهرين تجمعوا في ساحة العروض بمديرية خور مكسر.
وأكدت المصادر أن قوات الشرطة تدخلت لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهما خلفت قتيل واحد وستة جرحى من المحتجين، موضحة أنه تم نقل جثمان القتيل إلى مستشفى الجمهورية الحكومي، فيما تم توزيع الجرحى على عدة مستشفيات بالمدينة.كما قتل شخصان وأصيب 10 آخرين في مواجهات، وقعت مساء الجمعة، بين قوات الشرطة ومحتجين معارضين بمنطقة “العريش” بمديرية “خور مكسر”، حسبما أفادت مصادر طبية وشهود عيان لـ«الاتحاد».
وفي مديرية “الشيخ عثمان” تجددت مساءا المواجهات بين قوات الأمن ومحتجين أحرقوا مركزا أمنيا قديما، واقتحموا مقر المجلس المحلي بالمديرية، ومكتب البريد الحكومي، وعددا من المحال التجارية.
وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط قتيلين في صفوف المحتجين، ليرتفع عدد قتلاهم خلال أمس الجمعة إلى خمسة. ورفضت إدارة مستشفى “الجمهورية” الحكومي بعدن التصريح لـ«الاتحاد» عن الإحصائية الرسمية لعدد القتلى والجرحى للحالات التي استقبلها المستشفى، الذي يعد أكبر المستشفيات الحكومية.?وكانت مديرية المنصورة بمدينة عدن شهدت، عقب صلاة الجمعة، تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من المواطنين احتجاجا على “قمع” قوات الأمن بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع تظاهرتين خلال اليومين الماضيين.وذكر مصدر صحفي محلي أن التظاهرة “انتهت بسلام”، مشيرا إلى أن القوات الحكومة لم تتدخل لفض التظاهرة.
إلى ذلك، أكدت مصادر طبية بمدينة عدن لـ«الاتحاد» وفاة 3 أشخاص متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها في المواجهات التي وقعت مع قوات الشرطة بمديرية المنصورة مساء الخميس، ليرتفع بذلك عدد قتلى هذه المواجهات إلى أربعة. وقالت المصادر إن القتلى الأربعة هم :” فضل عوض، مبارك الحنشي، سالم الصبيحي، عمار حمادي عمر”.
وفي العاصمة صنعاء، اندلعت صدامات بين أنصار الرئيس اليمني ومحتجين مناوئين له خرجوا في تظاهرة عقب صلاة الجمعة بجامع الجامعة الجديدة.وأفاد شهود عيان لـ«الاتحاد» إن أكثر من ألف شخص خرجوا في مسيرة عقب صلاة الجمعة بجامع الجامعة الجديدة، واتجهوا نحو جادة “كنتاكي” عبر شارع الدائري الغربي، مشيرين إلى أن المئات من أنصار الرئيس صالح حاصروهم قبيل وصولهم إلى جادة “كنتاكي” واعتدوا عليهم بالهراوات والخناجر والحجارة.
وأكدوا أن الطرفين اشتبكوا وتبادلوا القذف بالحجارة قبل أن تتمكن قوات الشرطة من فض الاشتباك عبر إطلاق أعيرة نارية في الهواء.وتعرض عددا من الصحفيين، بينهم مراسل قناة العربية الإخبارية بصنعاء، للاعتداء من قبل أنصار الرئيس صالح.
وقدًرت مصادر صحفية عدد الجرحى في هذا الاشتباك بحوالي 40 مصابا على الأقل.كما تجددت المصادمات بين مؤيدي ومناهضي الرئيس علي عبدالله صالح، بعد صلاة العشاء، في شارع الدائري الغربي، قبالة جامعة صنعاء القديمة، حسب شهود عيان اتصلوا بـ«الاتحاد».
عدد اليوم
